التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2017

كنا نقول " ما أسرع الأيام"

كنا نقول " ما أسرع الأيام" ! الآن ننظر إلى On this day على الفيس وإذا بها السنة الماضية أو التي قبلها أو حتى قبل سنوات ، وكأنها البارحة ! هذه حقيقة الحياة ، حلم ليلة مليئة بالأحداث المتلاطمة ، أفراح وأحزان ، إنجازات وإخفاقات، يتزاحم فيها البشر ويتنافسون وكأنهم يعرفون أنها ليلة واحدة لكنهم يتناسون أنهم مسؤولون. فنِعمّ حياة فيها عطاء وحب وتعاطف وتكاتف وصدقة جارية بمال أوجهد أو كلمة طيبة ، فتلك حلاوتها تدوم ولا تختفي بسرعة كنظريتها التي تنفق على النفس دون نية صادقة. أيام يمكن أن نكسبها ونسعد بها إذا اغتنمناها بجد واجتهاد ، عمل وبركة يسير فيها الإنسان متوكلاً لا متواكلاً ، متسلقاً ومجتهداً للصعود من قمة إلى قمة لا يهمه السقوط بين قمة وأخرى ما دامت نيته خير ومبتغاه طيب ومطعمه حلال ومشربه حلال ، فيرتاح قليلاً ثم ينهض ليكمل المسير وظنه حتى ينتهي أي منهما ، ولن ينتهي المسير ، فليستعد إذن للنزول عن جواده ليكمل المسير عنه من مازال في شبابه ، فيشجعه ويناصره ويدعمه للانطلاق متسلحاً بالمهارة والاخلاص والأمانة. جيل يسلم جيل ، لا يظلمه ولا يُسْلمه ، بل يدعمه ويحسب حسابه ويدله على

للقدس أولياء

‏للقدس أولياء  سبحان من ربطهما بإسراء أبى من أبى وشاء من شاء  ‏معجزة عانق فيها النبي السماء ‏علاقة سماوية لا تحتاج إلى إفتاء   ‏ ‏كرم رباني لطائفة استحقت الثناء  ‏مقدسيون ظاهرون دون استجداء  ...  ‏إعلان اجمع العالم انه افتراء  ‏فهي مهد الرسالات و ‏الابتهال والدعاء  ‏سياسات وتحالفات ستنتثر كالهباء  ‏فالنور لا يعيقه الغثاء ولا ‏الدهاء  ‏ولن ينطفىء فالله متمه دون عناء ‏ لكنه امتحان للأمة وعالم ‏الشرفاء  ‏فالتاريخ يسجل مواقف العدل بزهاء ‏وإذا ذكر المتخاذلين عراهم بجفاء ...  ‏إحباط شديد وتشرذم للفرقاء ‏سواد حيران في فتنة وابتلاء  ‏وهن وفساد وبلاء  لكن طوبى للغرباء ‏ويا حسرة على من شذّوا وكانوا أشقياء أو من أعرضوا واستنكروا على استحياء ولَم يكونوا للقدس أوفياء   الأمر جلل لكن وعد الحق حق وللقدس أولياء  

Wonder وندر

ذهبنا بالأمس لمشاهدة فيلم  Wonder  العائلي ، وكان له نصيب من اسمه وعنوانه  فقد كان مدهشاً وملهماً ومؤثراً ، يجعلك تتفكر ، تفرح وتحزن وتتأثر.  بصراحة لا أذكر أني تأثرت بشكل كبير وأنا اشاهد فيلماً إلا في صغري وكان ذلك فيلماً هندياً مؤثراً. "وندر" فيلم يحكي قصة بسيطة فهو مبني على رواية بسيطة، لكنه حمل معانٍ كبيرة في الإنسانية والتربية الأبوية والمدرسية، تهدف لبناء جيل سوي يقبل الآخر ويحس به ويبني علاقته معه ليس لشكله أو لونه بل لشخصه. أحداث تجعلك تنغمس فيها وتعيش لحظاتها وتتقمص عواطفها الجياشة، كطفل أو أب أو أخ أو أخت ، ولا شك أن الطفل أدى دوره بشكل احترافي مبهر وكذلك أمه جوليا روبرتس المبدعة التي كانت على سجيتها و لم تتصنع الأمومية والحنية، ولَم تخف كممثلة مشاعر خوفها وحرصها ، وكذلك زوجها (مع أني ما بحبه هذا الممثل:).   من يعيش أو يعايش فترة مشابهة سيتأثر كثيراً وربما يعذرني على تأثري بالفيلم ! وهذه دعوة للأصدقاء أن يشاهدوا الفيلم او يقرأوا الرواية مع أطفالهم (يمكن مناسب  ٧+) فالدروس والعبر من خلال القصة قد تكون أحياناً أفضل من ألف محاضرة وموعظة أبوية. ويا حب

اشتقنا إليه

نور بدأ في وسط صحراء جافة وقاحلة ، بدائية منسية ، لا ثروة  طبيعية ولا بشرية ، بل جاهلية وعنجهية مرصعة بثقافة مزرية ، إلا مجموعة من مكارم الأخلاق ولغة عربية غنية. توسع النور سريعاً وجذب إليه العقول الراقية والأخيار من البرية ، فوهبوا أنفسهم لفكرة طرية ، ثلة من الأولين شكلوا أزهاراً تجملت من كل الأطياف والأعراق والألوان كمجموعة فنية. اختراق عظيم للرسالة المحمدية ونعمة للبشرية لحماية الأرض والإنسانية ، وصل صيت عدلها ورفقها بالروح والجسد والعقل والمجتمع إلى أصقاع الأرض كلها ، ولا عجب فتلك منظومة تستمد مصدرها من قدرة الخالق الأزلية.  إن ما يجري اليوم من أحداث أليمة يجعلنا نستذكر جانباً من سيرة رسولنا الكريم المليئة بالدروس الغنية ، وخصوصاً أسلوبه الراقي ولمحاته الزكية. كان قرآناً يمشي على الأرض ، تسمع قولاً وترى عملاً ، أمره حق ونهييه حق ، لكن أسلوبه كان ثوباً جميلاً وغلافاً معطراً يغلف تعاليمه بالحب واللين ، فترسل كالهدايا إلى الناس من حوله ، لتكون سنّة لمن حوله ، وتزرع في الأرض نماذج مشرقة تتناقلها الأجيال ولا ينتهي ثمرها، فها هو يلمَح في "ما بال أقوام ..." ليرشدهم

السودان الطيبة

السودان الطيبة   الْيَوْمَ أكتب من أرض الطيبين ، الأرض السمراء الجميلة المتلونة بأهلها الرائعين . لقد زرت أهم عواصم الدول المتقدمة  وانبهرت بالنظام والتاريخ والبنيان وكتبت الكثير وتأملت وتحسرت وقارنت وانتقدت  ، لكن  الْيَوْمَ خاطرتي ليست علمية أوهندسية  ولا  في الاقتصاد أوالتقانة ، إنما هي في الاصالة ، تفسيرها  وتعليلها  صعب فالمنطق معذور لأن القلب هو المذكور ، حيث الحب واللين والأرض الطرية الندية التي تذكرك بتعامل أهلها أننا كلنا من طين ، فقر وحر لكنهم شاكرون ويبتسمون ومتفائلون ، إقبال على الحياة وحب للناس وطلاقة وإشراقة في الملقى ، لا يتحاسدون ولا يتشاجرون وكأن الغل انتزع من قلوبهم !  انشراح الصدر كان من الانطباع الأول وحب من أول نظرة ، لا أدري لكن دبيب الارض ذكرني بفلسطين ولحظة الوصول الى أريحا. ربما تحيزي للبساطة والبسطاء يعفيني من اختلاق التفاسير المنطقية والعلمية لانبهاري ومحبتي واشتياقي. رغم العجز الاداري في معالجة الفقر والمصائب واستغلال الموارد ، الا أن الحس الاجتماعي والترابط العجيب ينسج شبكة أمن اجتماعية طبيعية دون تصميم مهندس سياسات أو خبير أمن غذائي وبذلك ي

في المطبخ

توجه ‏إلى المطبخ لا طمعاً كالعادة في طعام ‏ولكن لإعداد الطعام! استعد ونوى أن يكون الآن "شيفاً" يدير مطعماً بثلاث نجمات ميشلان! بالحب تسلح وبالإيمان، وصدق ليصدقه الطعام، بدأ العمل فانبعثت في الروح الكلمات الحلوة والأنغام، ‏وبدت وكأنها ترقص على رائحة التوابل ‏وهي تنظر في غرام، وتشكر نعم الحنان المنان .      بدأ الألم مع تقطيع البصل واشتعلت النيران على القدور وفِي الصدور‏، لكنه صبر وسلّى نفسه متسلحاً بالأمل في رؤية نهاية سعيدة يشعل فيها الشموع وينسى فيها ما تسبب به البصل من دموع.   ‏في كل مرة يطهو هذا الهاوي تحن نفسه للإبداع فترتجف اليدين وتتفتح العينين مع كل فكرة جديدة أو حركة غريبة‏، فها هو يستخدم مكوّناً غير مألوف ليسد مكان مكوِّن مفقود لم يحسب حسابه فالطهي عنده عالبركة لعلها تحل بوجبته، يفرح بنفسه ويتألق ‏ويتأنق فهو يحب المخاطرة والمغامرة ولا يخشى أن ينتهي طبقه في الثلاجة كمرحلة انتقالية من قبل تشييعه إلى مثواه الأخير .        لا يهتم مادام وحده في المطبخ، فلا يهاب الطناجر والصحون المتراكمة ولا الملاعق المتلاصقة ولا حتى ثورة الطعام وانتشاره في ك

نافذة الروح

تتفتح أجمل الزهرات قبل طلوع الشمس ليستمتع ماء ألوانها الزرقاء والخضراء والبنية والعسلية بالشروق المضيء يدخل الى الروح من خلالها فيحفزها على التسبيح والتهليل والتكبير فتحمد الله على يوم جديد منير ، ثم ينطلق مداها للقاء الأحباب حيث يتواصل من خلالها الأصحاب. لقد تمعن في أسرارها الأقدمون حتى ظنوا  أنها مصدر النور والإشعاع إلى أن جاء المسلمون وشرّحوها وشرحوها بعد أن تأملوا فيها وأعملوها فعلموا خباياها وما بين ثناياها.  إنها مصدر الإبداع ومنبت الإلهام والإحساس ، بوابة التفكير والتدبر ومحركة السؤال والدالة على الجواب ، وظّفها دافنشي وابن الهيثم ولقمان فأهدونا أعظم الفنون والعلوم والحكمة والبيان ، فهي مليكة الحواس وصوّارة الدماغ تحرك القلب وتغذي الروح فهي نافذة الروح. ولأنها ثمينة شُيّد لحراستها أبوب ملائكية حركتها الكترونية تحكمها رسائل عصبية استثنائية لا تنتظر اتخاذ قرار من مجلس دفاع مصغر أو مكبر فالله أكبر. إبداع الخالق فيها لم يقتصر على الجوهر ، فهي ممشوقة كجسد بحري أحاطت به رموش مثنية نبتت على الحواف وانثنت لتشكل إطار لوحة فنية ، تعلوها الحواجب الفاتحة والداكنة والمتفرقة أو ا

نصّب نفسه

قد يصلي ويصوم لكنه يكذب ويسرق ويكفّر وينفّر ويحكم أنّ هذا عقاب وهذا ثواب ، هذا مجون وهذا فجور وهذا فاشل وهذا مناضل ، هذه بدعة وهذا منكر وهذا في الجنة وهذا في النار ، لا يعلم ولا يريد أن يتعلم ، يتأخر في مواعيده ويرمي في الشارع  نفايته ويقطع   إشارة المرور، يستغيب ولا يحاور أو يستجيب! هذا الشخص مشروع داعشي محشور ،  قد يكون مقهور أو مغدور أو محاصر أو مغمور لكنه غير معذور ! 

كأنها مزرعتهم

كما وعدت في مقالتي السابقة " الدجاجة التي حلمت بالطيران "، قرأت رواية Animal Farm  وفعلاً استمتعت بها وبالعبقرية الرمزية للمؤلف ، هذه الرواية يجب أن يقرأها المزارع والصناعي (السياسي ما بلزم!) والموظف والعامل وربة البيت (ورب البيت فالتاء المربوطة تنطبق على المهن السابقة أيضاً) فهي سهلة وفيها دروس مهمة وواضحة وهي رواية قصيرة فسيكون تعليقي كذلك.  صحيح أنها  رواية   قديمة وتحكي قصة الشيوعية والاتحاد السوفيتي بالتحديد بشكل رمزي ، لكنك تشعر وأنت تقرأها أنها تحكي نماذج واقعية ما زلنا نعيشها وصحيحة الى حد كبير في حاضر دول الد كتاتوريات  الفاشلة ، ولو قرأت   الشعوب البسيطة المسكينة هذه الرواية لربما فهمت الثورات والثورات المضادة والأنظمة الفاسدة والفهلوة المفتعلة وتلبيس الجهل ثوب العلم والمعرفة وما كل ذلك الا ضحك على الذقون ليستمروا بالاستخفاف والالتفاف غير متوقعين الا الطاعة العمياء و"ما أريكم الا ما أرى" ، فقد اغتال السمين اللئيم نابليون رفيق الثورة سنوبول وقمعت الخنازير جنسها ثم تشبهت بغير جنسها واحتفلت بانتصارات وهمية وتجنبت النقاشات وتمحيص السياسات والاسترات

أصبح عندي صديق كرة

عشت في بريطانيا ست سنوات وكان نفسي أحضر مباراة كرة قدم ، لكن ما كان عندي صديق مقرب له نفس التوجه بالاضافة الى عوامل اخرى ، فلم أتمكن الا من زيارة أولد ترافولد (وهو فاضي). هذا الصيف اخيراً صار عندي صديق يشاطرني حب كرة القدم (كبر الحبيب آدم) ! وكان هناك عرض مغري لتذاكر مباراة ودية بين يوفنتوس وتوتنهام سعر رخيص في ملعب ويمبلي . وصلنا الملعب ودخلنا البوابات الأمنية بسهولة عدا انهم أوقفونا واخذوا منا غطاء زجاجة الماء فقط ! (كان نفسي اسأل ليش بس ما في مجال!)    نظافة وجمال وترتيب رائع ، كان عندي خوف على آدم من الازدحام قبل وبعد ( وخصوصاً الجماهير الانجليزية سمعتها مش كل هاد) لكني وجدت الكثير من العائلات حولنا فارتحت قليلاً ، تحركنا خلال المباراة بسلاسة فاستخدمنا الحمام مثلاً ورجعنا (طبعا الحمام رغم الأعداد الكبيرة من الجماهير في حالة ممتازة وكان في صوت التعليق على المباراة عشان تضل على تواصل!) خرجنا من الملعب بعد مشاهدة المبارة ورغم أن الملعب الكبير لم يكن ممتلئا إلا أن الحشود كانت مثل النهر الجاري بعد المباراة. خرجنا نحن وعائلات كثيرة بسلاسة من مخارج الملعب العديدة وبشكل سريع و

الدجاجة التي حلمت بالطيران

انتهيت من قراءة رواية كورية (النص بالانجليزية طبعاً :)  The hen who dreamed she could fly)  ورغم أني لا اقرأ الروايات الا ما ندر فلا أدري كيف اصطدمت بواحدة كورية  ! ربما تشجعت بسبب زيارتي الاخيرة لكوريا الجنوبية وبسبب عنوانها الواضح انه قصة طبيعتها ورسالتها يمكن ان تكون عالمية (اي لا يتعلق بثقافة معينة) وهذا ما اكتشفته بعد قراءة هذه الرواية البسيطة السهلة الجميلة التي في ظاهرها مسلية ومناسبة لليافعين واليافعات اكثر ، الا أن رسائلها ومضامينها عميقة تدغدغ مشاعر الحالمين والمناضلين وأصحاب الإرادة والصامدين والمتفانين ، او حتى أكون دقيقاً ومنصفاً اكثر ؛ الحالمات والمناضلات وذوات الإرادة والصامدات المتفانيات !  تأملت في موضوعين استحضرتهما عندما انتهيت من قراءة هذه الرواية ، الاول وهو ملحمة  الأمهات المخلصات والعظيمات المكافحات اللاتي يتجاوز حنينهن وعطفهن العلاقة البيولوجية .  رغم اختلاف الثقافات والبلاد والعباد الا ان الأم تظل أيقونة عالمية تجتمع على محبتها واحترامها كل الأمم وليس غريباً تكريمها الرباني ، ووضعها في أحسن المنازل. حوار  Sprout  مع ابنها ودعمه وتشجيعه واحت

بلاد العرب أوطاني وأحزاني

بلاد العرب أوطاني وأحزاني، وها هو اليمن يعاني من أمراض لم تعد تدرس في العلوم الصحية بل في العلوم التاريخية فقد اندثر بعضها منذ فترة زمنية، وانقلبت على اليمن حكمته بإطالة محنته! أما سوريا الجميلة فلا يذهب أهلها إلى البحر للتنزه بل لركوبه والهروب من الحصار والدمار، فلقد صار لونها رماداً بعد أن كانت خضاراً.   ليبيا تعيد ابتكار نفسها بوصفة دموية فوضوية جديدة لكنها شرقية وغربية، أما بلاد الرافدين فأصبح أهلها عطشى وأمسوا في الظلام، رغم ثرواتها الغنية ومصادرها الطبيعية والبشرية وحضارتها الثرية، لكنها تناثرت وتبخرت، فالبلاد انقسمت على نفسها وتشرذمت. أما مصر فلم تعد الرافعة الدافعة بل أصبحت هائمة تطفو على أوهام وتختلف ثم تتصالح مع شمال السودان الذي لم يعد سوداناً واحداً بل اثنان، أما لبنان فيتظاهر أنه ينام في أمان لكن فرقته أكبر من حجمه بكثير. في الصومال استلهم بعض أهله تاريخ "الفايكينج" لكن بنكهة جنوبية لا "نوردية" هرباً من الحياة وطمعاً في حياة ! المغرب العربي ما زال بعيد غريب رغم أن شعوره قريب، أما الخليج فبات مستهدفاً وربما اقترب دوره فالمسألة واحدة والو

غيّر كلماتك غيّر حياتك

إن انتقاء الكلمات مهم جداً ويؤثر في المشاعر حتى في الحديث مع النفس كما يقول توني روبن والذي يعتبر من اهم المتخصصين على الساحة العالمية حالياً في موضوع تطوير الذات ، وأنا أتفق بشكل كبير مع ما ذكر ومن تجربة شخصية مع نفسي والآخرين ، في المقالة المرفقة ٤ خطوات عملية يمكن اختصارها بتصرف مني كالآتي :  ١. مراقبة لسانك وعمل فلتر على كلماتك التي تعبر عن مشاعرنك  ٢.  استبدال الكلمات السلبية القوية ( أبدا بثلاث كلمات) بما يعبر عن أحاسيسك ولكن بطريقة اقل حدة ، فمثلا بدل ان تقول "انا محبط" قل "انا اشعر بخيبة أمل".  ٣. استخدم ٣ كلمات إيجابية للتعبير عن حالتك في الوضع الطبيعي فبدل قول "ما شي الحال" قل "الحمد لله روعة".  ٤.أخبر أهلك  وأصحابك (يفضل اثنين من المقربين جداً) بالتزامك الجديد وخطتك ليشجعوك ويذكروك.  استمر على هذا المنوال لمدة ١٠ ايام كما يقول توني روبن وستلاحظ التغيير ، ونحن نقول بل على طول :) ، فلسانك حصانك والكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة  فرفقاً بنفسك وبالآخرين.   مرفق هنا المقالة الأصلية باللغة الانجليزية. 

العيد يوم فرح

هناك من يعشق الحزن ويتفنن في إخراجه وبهرجته فتراه يستذكر كل الحوادث والمصائب في الايام السعيدة فينكد  على نفسه وأهله  بدل أن يفرح ويفرحهم ، وخصوصاً الصغار والأطفال في أيام العيد. وهي أيام قليلة تأتينا مرتين في السنة ، فحري بِنَا أن نجعلها مميزة وأجمل بكثير من   الأيام الأخرى مثل أعياد ميلادهم ، عيد الام (طبعا عيد الأب منسي مسكين:) والمناسبات والعطل الأخرى .  صحيح أن هناك جروح عميقة على المستوى الشخصي في البيوت وعلى مستوى الوطن الأصغر والوطن الأكبر  ،ومعظم الأحداث التي نعيشها هذه الأيام مظلمة وأليمة  مليئة بالحروب والمعارك لكن هذه سنة الحياة ، أوقات جميلة في الأعالي والقمم   وأوقات (كأوقاتنا اليوم) قيعان وظُلَم ، لكن علينا أن نتطلع إلى الأمام ونستفيد من قصص نجاح الأمم .  فيا ليتنا نحول الطاقة السلبية عند استذكار مصابنا ومصائب أمتنا  إلى إيجابية   ، فبدل أن نحي أحزاننا ونقول هذا أول عيد بعد وفاة الغالي ، نمد أيدينا الى جيوبنا ونخرج صدقة عنه لأهلنا المنكوبين وعن أهلنا المفقودين ونرفع أكفنا وندعو لهم بدل أن نتحسر عليهم ، فاستذكارهم يكون في إخراج الصدقات عنهم وف

فرصة رائعة حتى نعمل "ديتوكس"

فرصة رائعة حتى نعمل "ديتوكس"  الفترة الحالية موضوع "الديتوكس" detox يلقى اهتماماً  كبيراً وخصوصاً أن الطعام لم يعد أحد أسباب النجاة واستمرار الحياة كما كان سابقاً (الا في الدول المعدمة طبعا) فقد اصبح على العكس مسرطناً ومسبباً لكثير من الأمراض ، لان العالم اصبح يعيش ليأكل بدلا ما كان يأكل ليعيش ، فصار التفنن في الطعام والغذاء صناعة وانتشرت الألوان والسكريات والحلويات ، طبيعي وصناعي وصيفي وشتوي ، وصار المظهر اهم من الجوهر ، فترمي الشركات الكبيرة  العديد من الفواكه والخضار مثلا بسبب عدم جمالية شكلها وتصرف الكثير على الورق والبلاستيك من اجل التغليف وغيرها من المكملات ، وذلك كله يؤدي الى الهدر والإسراف. وكردة فعل بدأت حركات وعادات جديدة تشجع على الاكل الصحي والاقتصاد في الطعام وغيره من المبادرات البيئية.  وكما هو الحال في الطعام وهو اهم احتياجات الانسان ، وصل موضوع التواصل الاجتماعي الى حد البذخ والإسراف عند البعض ، حيث تمادى الانسان وانتقل من مرحلة تلبية احتياجاته النفسية للتواصل مع الآخرين والعمل في جماعات ، الى العيش بانغماس شديد في عالم افتراضي ، حيث

أصغر رئيس في تاريخ فرنسا

قصة ماكرون الذي أصبح رئيساً عن عمر يناهز 39 سنة تبدو كالمعجزة في مقاييسنا العربية الحديثة، فبينما كان رئيس كندا يطل علينا كل حين بأناقته وشبابه فيستفزنا وأحيانا يحفزنا، خرج علينا اليوم رئيس جديد بنفس الطلة البهية، لكن هذا الرئيس بدا لي هذا الصباح أن نجاحه وصعوده الصاروخي في السياسة عجيب وغير مألوف حتى "عندهم" ! لكني بحثت اليوم عنه سريعاً واستنتجت أنه ليس بالمفاجأة الكبيرة لمن كان يتابعه، فماكرون كان وزيراً للاقتصاد في دولة عظمى عام 2014 (يعني كان  عمره 36 سنة) بعد أن خدم سنتين كمستشار اقتصادي لرئيس الدولة (يعني كان عمره 34 سنة) ، وكان قبلها مقرراً للجنة اقتصادية وطنية (كان عمره 30 سنة) ! باختصار المعادلة البسيطة لهذه القصة، أنه كان طفل مميز منذ نعومة أظافره أيام المدرسة، التحق بمؤسسة أكاديمية عريقة وأشرف عليه أستاذ عبقري وكان من الطلبة الاوائل والمتفوقين وتمتع بشخصية كاريزماتية جذبت إليه الأكاديمين والسياسين المخضرمين بل حتى أصحاب المال والاعمال ، فاحتضنوه ودعموه بعد أن وجدوه نواة لشخص متفوق ونهضوي يحمل رؤية ثاقبة ، لكن ماكرون لم يرض بالواقع (وربما له أجنداته ومطامع

طول عمره أزعر

** قصة حقيقية "أكيد هو اللي أخذ ال 20 دينار، فش غيره هالأزعر"، لقد كانت على الطاولة وظل طوال الوقت يتحدث و"يتحفتل" حواليها، "طول عمره أزعر"، معروف في الحارة منذ الصغر، هذه أول مرة يدخل فيها البيت، أمّنوه وأكرموه وأطعموه وشربوه ثم عقر. تذكروا حينها كلماته وحركاته وسكناته، وبالإجماع أيقنوا أنها كلها كانت تدل على أنه هو الفاعل، لقد كان وقتها الغريب الوحيد بينهم في الغرفة، لقد كان حديثه مصطنعاً، لاحظوا أنه كان يختلق القصص حتى يسليهم ويلاهيهم ثم ينقض على فريسته! إنه هو، قصصه كثيرة وحوادثه معروفة وسجله أصبح لديهم حافل بالمغامرات والشبهات، فكلها أكدت وبرهنت على حِسّهم وحدسهم ومعلوماتهم واستخباراتهم!  فكروا في سؤال جيرانه والاستعلام عن توجهاته ، وبعد أن كادوا أن يفقدوا الأمل بسبب صعوبة استخراج الدلائل وتوقع تنكر المتهم في حال مواجهته والتحقيق معه ، وضع الصغير يده في جيبه بعفوية واذا به يخرج منها المبلغ "المسروق" وكان قد أراد أن يمازح الجميع ولكنه نسي الموضوع كلياً واندمج مع "الأكشن" والسيناريو الواهم الذي اصطنعوه  ، وفجأة

رياضة لوقت قصير لكن أثر كبير

وأخيراً هناك حل لمن عندهم رغبة في النشاط والحيوية وحب ممارسة الرياضة لكن دون الذهاب الى النادي الصحي ! فهناك واحد في البيت ومع الاسرة والأطفال ودون تكلفة مادية ولا عناء المشوار وأزمة السير وخلافه، وبأغراض بسيطة (كرسي أو طاولة صغيرة) ، والأهم من هذا كله أن التمرين لا يأخذ أكثر من 7 دقائق ! وبالتالي لا يوجد الآن حجة لمن يمتنع عن ممارسة النشاط الرياضي ! وهذه الدقائق البسيطة تكافئ ساعة من الجري من الناحية الصحية حسب ما ورد في دراسات علمية متعلقة بما يسمى "التدريب بالجهد المكثف" وقد نشرت الموضوع الصحيفة المعروفة نيويورك تايمز  .  وهناك تطبيقات عدة على الهاتف لتساعدك في التوقيت أو شاهد هذا الرابط على يوتيوب فيه شرح التمارين مع أنيميشن والتوقيت اللازم ، فيمكن التمرن مع الفيديو بحيث تعمل كل تمرين لمدة 30 ثانية و راحة 10 ثواني بينها.  قد يكون الأمر في البداية صعب وخصوصاً لكبار السن أو لمن لم يمارس الرياضة بانتظام من قبل لكن يمكن التدرج في الموضوع واستخدام تمارين مخفف من نفس النوع فمثلا تمرين الضغط push-up يمكن الارتكاز على الركبة بدل القدمين لتسهيل العملية ، أما من هو

الفستان الأبيض

الفستان الأبيض بعض الفتيات يكون حلم إحداهن وهدفها في الحياة وربما بضغط من أهلها ليفرحوا بها ، أن تلبس الفستان الأبيض في أسرع وقت لتغيظ "الأعادي" (طبعا الأعادي ممكن يكونو قرايب !) وأحيانا لتقليد الآخرين والسير على خطى السابقين والأوليين ، لكن غالبا هذا هو الحلم بحد ذاته (باجماع العائلة)، فمجرد أن تتزوج ينتهي الحلم وتستفيق على عالم مجهول مليء بالعجائب لكنه ليس كعالم "أليس" ، وتبدأ تكتشف الدهاليز وراء الفستان الأبيض الذي يختفي من أول ليلة ويستبدل بألوان لها أرقام و"أكواد" كثيرة ومحددات عديدة ربما لم تخطر في بالها كثيرا أيام العزوبية ، فلقد كانت غشاوة الفستان الأبيض شديدة ولم تجلس لتتأمل كثيراً وتخطط وتبني أحلامها بعيداً عن ضجيج الأعراس والأعراف ، ربما كانت صغيرة وعائلتها فقيرة أو ثقافتهم بسيطة ، ومعلماتها مشغولات في توفير الأقساط أو التفكير في تحضير الطبخات ، أعذار كثيرة منها المفهوم ومنها المذموم.  لقد لقّنونا وحفظونا في المدارس في حصص التاريخ والدين والتربية الوطنية أن الأسرة لبنة المجتمع وعماده، لكنهم لم يفهمونا مكنوناتها ومكوناتها وكيف تبدأ و

الحب بسيط

الحب هو ميلاد شجرة عتيقة جذورها عميقة وثمارها رقيقة ، ينبت قبل الحياة من داخل أعز الناس ، ينمو وتتبدل صيغته وشكله ولونه مع الزمان ، فيبني هنا ويعطي هناك ويجبر هذا ويلهم ذاك ، متنوع فنراه عظيم بين الخلق والخالق وبسيط يجعل الطفل في عين أمه رجل خارق ، يبني جسور وصداقات بين المتشابهين والأضداد ، يجمع الأبرار ويهزم الأشرار ، يجذب الازواج لتنعم بالسكينة ويظل معها للتغلب على الوعكات والنكسات. انه سر عظيم من اسرار هذه الحياة ، وقد يكون اكثر شيء ملموس مع انه غير محسوس . قيل فيه الكثير وفسره العامة والخاصة والملك والامير ، والغني والفقير، فنده الفلاسفة القدماء والجدد ، واجتهد فيه كثير من  المفكرين والمؤمنين والملحدين ، رأسماليين واشتراكيين ، شعراء وأدباء ، مخرجين ومؤلفين وفنانين ، كل على هواه وحسب ما رَآه !  مع أنه بسيط وكثير من الأحيان لا يحتاج فيه الى بيان ، فأنت فيه إنسان ولو لم ينطق اللسان ، فلغاته كثيرة ، همسة ضمير أو رجفة جفون أو لمعان عيون كفيلة بنقل مساحات من المشاعر لاحدود لها و لا قوميات ، فهي كفيلة بنشر عملة الخير التي لا  تتغير قيمتها كما تتغير أسعار النقط والذهب في