** قصة حقيقية
"أكيد هو اللي
أخذ ال 20 دينار، فش غيره هالأزعر"، لقد كانت على الطاولة وظل طوال الوقت
يتحدث و"يتحفتل" حواليها، "طول عمره أزعر"، معروف في الحارة
منذ الصغر، هذه أول مرة يدخل فيها البيت، أمّنوه وأكرموه وأطعموه وشربوه ثم عقر.
تذكروا حينها كلماته وحركاته وسكناته، وبالإجماع أيقنوا أنها كلها كانت تدل على
أنه هو الفاعل، لقد كان وقتها الغريب الوحيد بينهم في الغرفة، لقد كان حديثه مصطنعاً،
لاحظوا أنه كان يختلق القصص حتى يسليهم ويلاهيهم ثم ينقض على فريسته! إنه هو، قصصه
كثيرة وحوادثه معروفة وسجله أصبح لديهم حافل بالمغامرات والشبهات، فكلها أكدت
وبرهنت على حِسّهم وحدسهم ومعلوماتهم واستخباراتهم!
فكروا في سؤال جيرانه والاستعلام عن توجهاته ،
وبعد أن كادوا أن يفقدوا الأمل بسبب صعوبة استخراج الدلائل وتوقع تنكر المتهم في
حال مواجهته والتحقيق معه ، وضع الصغير يده في جيبه بعفوية واذا به يخرج منها
المبلغ "المسروق" وكان قد أراد أن يمازح الجميع ولكنه نسي الموضوع كلياً
واندمج مع "الأكشن" والسيناريو الواهم الذي اصطنعوه ، وفجأة بدأت
"الزعرنة" تنفلت من مُحَيّا ذلك الشاب ، بل بدى وجهه أليفاً ومسالماً
و"منوراً" ، ثم تذكروا حسناته واستخرجوا من ذاكرتهم شجاعته وشهاماته في
الشدائد وأيقنوا بالأجماع أنه ليس بسارق فكل تعابيره أضحت تقول ذلك!
تعليقات
إرسال تعليق