التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٢

ثقافة الجد والاجتهاد في خطر

source here يبدو أنه يجري تحول خطير في مفاهيم عديدة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي ومنها عوامل النجاح في الحياة العملية، فلطالما كان الجد والاجتهاد والتعلم بكافة أشكاله الرسمية والحياتية وصفة أساسية للنجاح في الحياة، حيث القدوات غالباً مرتبطة بالذين ضحوا وسهروا الليالي واستثمروا في أنفسهم وأوقاتهم حتى وصلوا مع بعض من الحظ والتوفيق، أو ربما الكثير من عوامله كما ذكر روبرت فرانك في كتابه النجاح والحظ ( أنظر مقالة سابقة ). مصيبة أن يصبح الشباب متعلق بقدوات جُلها (مش بكسر الجيم) لم تنجح إلا بالحظ وقليل من الهبل ومساعدة بعض السذج واللوغاريتمات وربما دعم بعض الشركات أملاً في الترندات! تخيلوا أن تصبح جماهير الشباب جالسة لا تفعل شيئاً إلا محاولات يائسة لتسجيل قفشات وفيديوهات مضحكة أو مسقعة، أو أي شيء على أمل أن تغمز الصنارة يوماً ويصبح ترنداً ومن تم مؤثراً ويكسب الملايين! لا شك أن هناك مؤثرين محترمين وقدوات اجتهدوا وتعلموا وسخروا وقتهم لإنتاج محتوى مفيد ومسلي (مهم يكون مسلي هذه الأيام) ونجحوا في مجالهم مثل أي قطاع إنتاجي أو خدماتي.   ثقافة الجد والاجتهاد وربما قاعدة no pain no gain   أي لا

كثيرة هي الأرزاق

الرأسمالية من اسمها، لا تهتم إلا بالمال (وهي معذورة في ذلك)، ولها حسناتها فالمال مهم، لكنها امتدت وأثرت على حياة الناس الشخصية ووصلت بلادنا ودخلنا جحر الضب كالعادة.  كثيرة هي الأرزاق الأخرى التي يغفل عنها كثير من الناس حتى أصحاب الشهادات العليا (والحكمة أحيانا يفتقدها هؤلاء)، فيكابد أحدهم مجتهدًا لجمع المال طلبًا للسعادة التي يراها بعيدة، فينساها ويصبح جمع المال عنده غاية لا وسيلة، رغم أنها أقرب إليه من حبل الوريد، فهي في نفسه وفهمه العميق للحياة وهدفها، وفي صحته النفسية والبدنية، وفي بيته الدافىء ولو كان غرفة، فالزوجة الصالحة خير متاع الدنيا، وابتسامة ولد صالح وعناق أميرته وسند إخوته وأحبائه لا تقدر بثمن، ويظل والديه ظله إذا اشتدت حرارة الحياة ونسيم روحه في الرخاء، حتى يرحلوا، فهل يعقل أن تكون حصة هؤلاء ساعة أو ساعتين في اليوم إلا لمضطر؟