التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

"اللَّهُ الصَّمَدُ"

  ربنا خلق الدنيا ونزل الكتاب وهزم الأحزاب، ويعلم كل ما حدث ويحدث وسيحدث، فترى العديد من الآيات المناسبة لكل الأحداث وكأنها تتجدد بمعانيها لتناسب ما يمر به الإنسان ليتواصل معنا ربنا " عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ  " يعلم الغيب فيرحمنا ويرشدنا ويخبرنا ويسلينا في الشدائد لتطمئن القلوب في ظروف " وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا  " وأن الله ليس كما حسبتم " غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ " وأنه إن تعجبتم من امتدادهم وتمددهم فإنه " وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ " ومددهم مادي زائل فهو مدد " مِن مَّالٍ وَبَنِينَ "، ثم اذا طغوا وتكالبوا على المؤمنين واجتمعوا عليهم وقيل اخشوهم " فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "، قصص عديدة ومواقف قديمة لكن غاياتها متكررة لندرك سنة الله " سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " مرّوا كلهم بظروف صعبة
آخر المشاركات

القهوة سادة يا سادة

    أتفهم وجهة نظر الآخرين بشكل عام أو أحاول  لكني لا أستطيع فهم من يضع السكر في القهوة ويحاور  تلك الحلاوة الصناعية مفسدة للسعة الطبيعية دعها على طبيعتها لتحرك المشاعل النورانية  فتدغدغ براعم التذوق المثالية   فتشعلها ليعلو نورها على كل حلاوة وقد تظن البراعم بداية أنها لامست بعض من مرارة لكن الدماغ يصحح فهمها ويقوّم حلاوتها بحرارة فالسادة حلوة يا سادة مهما ظننتم غير ذلك … يا خسارة  السادة بحاجة إلى مزاج وحدوي أو جو رومانسي  لتكون مليكة الجلسة لا يشوشها شاشة ولا "غلاسة" وإلا فضع السكر وتظاهر أنك تشرب قهوة   

حتى لا نصبح مستخدَمين بؤساء

  كنت في السابق أعتقد أن الروايات مضيعة للوقت والأفضل التركيز على الكتب المعرفية المفيدة، فمشاهدة فيلم مبني على رواية (بكفي وبوفي وتأخذ العبرة بساعتين وتمشي)، والفيلم مليء بالصور والمشاهد واللقطات والمشاعر  التي  يعجز  الكتاب عنها وهو لا يحتوي إلا كلمات مرصوفة بخطوط سوداء حبرية أو رقمية (في حالة الكندل)، وبالتالي لا حاجة لقراءة الرواية. لكني اكتشفت أن هذا التصور البرغماتي الظالم يهضم حق تحفة فنية وحياة موازية تدخلها كل ليلة لتعيش حقبة زمنية حقيقية أو خيالية تعيش فيها أدق التفاصيل وكأنك تجلس مع الشخصيات وتستمع إليهم وترتحل معهم وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم وتتعاطف معهم وتتمنى لو أنك تستطيع أن تتواصل معهم وأحيانا تود أن تساعدهم، فتضرب على يد روديون وتفسد خطته في رواية الجريمة والعقاب لتشوفيسكي، وتأخذ بيد فانتين قبل أن تغوص في الوحل أو تضرب تينارردييه وزوجته بحذائك في رواية البؤساء لفيكتور هوجو. لا عجب أن أول كلمة نزلت من الوحي كانت اقرأ، فالقراءة مفتاح لكنوز لا تنضب، وقراءة الكتب بالتحديد في هذا الزمان خير دواء لعلاج الرييلز والشورتس والستوري والتكتوك، حيث تتنطط العيون وتتحرك الأصابع باحثة

أرذل العمر

بينما كنت أنتظر الحافلة في لندن لمحت أنا وآدم عجوزًا قد سقطت على وجهها لتوها، فذهبت وجلست معها وآخرين نتأكد من أنها لم تتأذى، حاولنا الاتصال بالإسعاف لكنها رفضت بسبب تأخرهم بالوصول كما ذكرت، سألتها هل هناك من يمكن الاتصال به من أهلك ليحضر، قالت لا، لكن عندي رقم سيارة تاكسي أتصل به عند الحاجة، أعطتني هاتفها التقليدي وبحثت فيه حتى وجدته واتصلت عليه، إلا أن إحدى النساء اللاتي توقفن معنا قد أخبرت زوجها للحضور وفعل خلال دقائق، بدأنا نتحدث إليها لنهون عليها ونسليها وعلمنا أن هذه الثمانينية  تعيش وحدها رغم أنها بالكاد تقدر على السير بالعكاز (أيو إجرتين)، تأني إليها امرأة كل صباح كما قالت، لتساعدها في أعمال البيت لسويعات وتذهب، بينما تقوم العجوز بخدمة نفسها من طعام وشراب طوال اليوم.  حزنت عليها كثيرًا وعلى عيشتها وحمدت الله على نعمة الإسلام والعائلة وتقاليدنا وعاداتنا الشرقية الحامية لشيوخنا وحجاتنا وأمهاتنا وأخواتنا من أرذل العمر، تلك الفترة التي يمر بها بعض الناس كما ذكر تعالى في قوله:"وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ  يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ" سورة الحج - ٥، ح

تمديد إرادة رمضان

    ها قد انتهى رمضان نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، شهر تبعه عيد واحتفال بإنجاز حُقّ للمسلم أن يفتخر بدينه والتزامه وإرادته التي مكنته من صوم شهر كامل يمتنع فيه عن الملذات، شهر يجعل غير المسلمين يتعجبون من ذلك، ومازالت أذكر ردة فعل صديق بريطاني عزمته للعب كرة القدم معنا بسبب شح اللاعبين الفلسطينيين حينها وضعف مستواهم (أتمنى أن لا يقرأ هذه المشاركة أي منهم) حيث قمت بتنظيم بطولة في رمضان للجالية العربية والاسلامية في نوتنغهام وأنا طالب (نعم عزيزي القارىء؛ طالب الجامعة لا يجب أن يذهب للجامعة فقط لدارسات المساقات المنهجية). لم يستوعب صديقي كيف أننا نصوم ثم نذهب ونلعب الكرة، وهاهم يتعجبون مما يحصل حالياً في الدوريات الاوربية وخصوصًا بعد وصول الكثير من اللاعبين المسلمين لمستويات مرتفعة يتابعهم الملايين، ويكفي هاتريك بنزيما مؤخراً في برشلونة في كلاسيكو الكأس الأخير (معلش سامحونا ربع برشلونة مش قصدي أذكركم وأنكد عليكم بس القصة مناسبة للموضوع).   هذا الإيمان والالتزام والإرادة يجب أن يوظف بعد رمضان وفي مجالات الحياة كلها فيكون المسلم قدوة في إتقان العمل والتفوق على الذات والالت

قيمة الأعمال المنزلية

  يستهين بعض الناس بقيمة الأعمال المنزلية التي عادة ما تتفضل بهن علينا أمهاتنا وزوجاتنا بكل حب ودون أي كلل أو ملل، وخصوصًا في رمضان حيث يكسل الرجال أكثر، وهذه ظاهرة علمية اكتشفناها أو بالأحرى اخترعناها نحن معشر الرجال وأقنعنا أنفسنا أننا نتعب أكثر في العمل بالخارج حتى ولو كانت زوجاتنا تعمل أيضًا مثلنا (عمل مكتبي مثلًا)، لكن نحن لسبب ما نتعب أكثر (يمكن ال DNA حقنا).  تفاجأت بمعلومة مبهرة في هذا الخصوص وأنا أقرأ بالأمس في كتاب "عالم بدون عمل" A World without Work لاقتصادي جامعة اكسفورد دانييل ساسكند (سأكتب عنه لاحقًا، مع أني عارف مش رح كالعادة) وهي القيمة الاقتصادية لتلك المهام التي تشمل الأعمال المنزلية والعناية بالأطفال وما شابه، ففي بريطانيا مثلًا تم تقدير هذه القيمة ب ٨٠٠ مليار جنيه استرليني سنويًا، أي أربعة أضعاف قيمة قطاع التصنيع والانتاج في بريطانيا، هذا القطاع الذي يشكل أكثر  من ٩٪ ؜ من الدخل القومي، لكن طبعًا تلك المهام المنزلية غير معتبرة عند الاقتصاديين ولا تدخل في حساب الدخل القومي، وذلك ما قد يجعلها خفيفة على اللسان ولا تدخل في الحسبان، رغم أن قيمتها تتعدى القيم

هذا هو المسار الذي يجب أن نركز عليه

  مسارات الحياة وتعرجاتها المتمثلة في الاحتمالات العديدة لرسم سيناريوهات مختلفة قد تجعل الإنسان يتفكر وربما يندم على أشياء كثيرة، يندم لأنه لم يتزوج فلانة أو أنها خسرت المنحة الدراسية أو العمل لدى تلك الشركة المرموقة، أو لو أنه تحصل على تلك الترقية وهكذا، ولا يدري أن كل تلك المطالب والأمنيات لن يكون لها أثر على المدى البعيد في سعادته لو تحققت كلها، وكذلك الحال في المصائب والنكسات، يقول دان جيلبيرت بروفيسور هارفارد أن الإنسان يملك قدرة عجيبة على التكيف، ويضرب مثلاً فيقول أن الإنسان يستطيع التغلب على ألم مصيبة كبيرة خلال 3 أشهر فقط، لكن معظم الناس يجهلون تلك القدرة العقلية العجيبة بل يسيئون استخدامها بتخيل مشاعر مستقبلية من خلال عمل محاكاة غير دقيقة، فمثلاً  عندما نتخيل وظيفة مرموقة رفيعة المستوى، فإن رؤيتنا تشمل الراتب المرتفع ومكتب كبير وبدلة، ويهمل دماغنا ما يأتي مع ذلك من قلة وقت الفراغ بسبب الساعات المرهقة، وربما على حساب العائلة فيعيش زواجاً تعيساً.   مسارات الحياة لن تكون متشابهة، بل مختلفة لكن مشاعرنا وتفاعلنا معها هو الأهم، تُعطى نورا الفرصة لتجربة العيش في سنيوروهات مختلفة في ر