التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

قانون ال إ جهاد

  كنت بالأمس أقوم بتعليم أبنائي قانون الإجهاد المعروف وأحد القوانين الفيزيائية المحببة إلى قلبي (وقد يحبّ النّيردُ قانوناً)، فضربت لهم مثالًا عملياً استوحيته من مثل شعبي مسالم أو ربما مثبّط وبعض الأمثال كذلك، مثل "امشي الحيط الحيط" أو أسوء منه "حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس"، أما المثل الذي استخدمته لشرح القانون فهو "الكف ما يناطح المخرز" حيث أن الإجهاد كما هو مبين في الصورة يعتمد على القوة والمساحة المعرضة للقوة .  قلت لهم مثلاً لو ضغطتي (لاحظ استخدمت الياء أخي موظف مؤسسات المرأة الأجنبية النائمة هذه الأيام) بإصبعك على يدك بقوة معينة فإنك لن تتأذي (إلا إذا الأظافر طويلة طبعاً :)) لكن لو ضغطتي بإبرة أو مخرز ستكون مؤلمة جداً بسبب ارتفاع قيمة الإجهاد لأن البسط ثابت والمقام (المساحة) أقل بكثير . --- انتهى الدرس --- ما تقدم عبارة عن معادلة فيزيائية مثبتة علمياً يتم استخدامها في تصميم ملايين الأنظمة الإنشائية والميكانيكية لكن ثبت أيضاً أنه قد تتوقف عن العمل في حالة من الحالات وتلك هي المعجزات، حيث تتغير القوانين والسنن الطبيعية لحكمة ربانية وتوقيت
آخر المشاركات

رد "المسؤول الرفيع"

  رُفع الآذان وتسابقت الأيدي لالتقاط تمرات مجول مجهول المصدر، وتنقلت الصحون من يد إلى أخرى ولم تنته حتى انتهت. ثم جلست العائلة في الصالة حيث تناثرت ألوان الحلويات والتسالي بعدد غير مسبوق، فالسهر في العشر الأواخر أطول، والجميع يحتاج إلى طاقة أكبر، هكذا قال الأب. فُتح التلفاز وإذا بأخبار الجوع والقتل والتقتيل والأشلاء تتناثر في وجوه الجميع، فطلب الأب تغيير القناة مباشرة ونهر ابنه الذي كان يشاهد التلفاز قبلهم. جمع الطفل بعضه وتنحنح ثم وقف بشجاعة أمام أبيه "المسؤول الرفيع" وقال بشجاعة: "لماذا لا تفعلون شيئاً؟ لماذا كل هذا السكوت؟ لماذا؟ ألم تعلمونا في المدرسة حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسدِ بالسَّهر والحمى"؟ صمت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير. في صباح اليوم التالي ينادي المسؤول الرفيع مستشاره الكبير ويخبره بقصة الأمس مع ابنه. المستشار: أقترح تقديم طلب عاجل لوزير التربية والتعليم لحذف الحديث المذكور من مناهج الدراسة كلها. "المسؤول الرفيع": تمام. وبمجرد

استمروا

اجتمع المستعمرون لأيام متواصلة وقيل أنهم لم يناموا ليلة تحري الهلال خوفاً من تسونامي أممي، ثم ظهر الهلال في مكان وانتظر في مكان، فبدأ رمضان على يومين وفي مكانين مختلفين، فقالوا ربما انشغلوا بخلافهم السنوي، أو ربما ألهتهم الأيام الأولى وما فيها من تحضير للموائد وصلة  الأرحام  وزيارة الأصحاب والأقارب، أو ربما صدّعوا في أول أسبوع بسبب تغيير الروتين ونقص الكافيين. ثم تذكروا أن "أوله رحمة"، ولذلك ربما تجاوزوا عن ألم جوع الأطفال وأعرضوا عن دموع النساء والكبار... ربما! فقال أحدهم لا تقلقوا فإن "أوسطه مغفرة"، استمروا ولا تتوقفوا حتى نصل للعشر الأواخر فتلك ليال لا ينام فيها أحد فيها، فرد عليه عارف بالأخبار والأمصار: لا تقلقوا فلقد توقفوا حتى عن الدعاء (إلا من رحم ربك) وأما بخصوص الحديث فهو ضعيف ... استمروا            

مباراة يوم السبت

  يسجن أربعة أصدقاء من المراهقين الشباب ويتم التنكيل بهم بطريقة منهجية تتضمن ضرب مبرح واذلال واغتصاب من قبل السجانين المجرمين الفاسدين في رواية النيام Sleepers والتي تم تحويلها إلى فيلم أنتج عام 1996، ويقول المؤلف أنها مستوحاة من قصة حقيقية. كان من عادة السجن تنظيم مباراة لكرة القدم الأمريكية بشكل سنوي بين السجانين والسجناء، ويفوز فيها السجانين في كل مرة خوفًا وطمعًا. قرر الشبان الأربعة خوض المباراة رغبة في تلقين السجانين درسًا عملياً خشنًا في الملعب وسألوا عن أفضل اللاعبين الخشنين فدلوهم على شاب أسمر اسمه زيزو.  ذهب أحد الشبان واسمه مايكل ليقنع زيزو بالمشاركة ودار هذا الحوار بينهم (أنقل أهمه بتصرف): زيزو: وماذا يميز مباراة السبت عن غيرها، ماذا سيحصل؟  مايكل: سوف نرد لهم الصاع بضربهم وهزيمتهم أثناء المباراة زيزو: وما دخلي أناّ لطالما كنت مسالما معهم مايكل: صحيح أنهم لا يعذبونك بشكل مباشر مثلنا لكنهم يعذبونك بصورة أخرى، أنت مجرد حيوان بالنسبة لهم زيزو: وإن هزمناهم وضربناهم في المباراة يوم السبت فلن يغير ذلك شيئًا مايكل: حتى يشعروا بما نشعر ولو لساعات قليلة أو دقائق معدو

رمضانهم

يأتي رمضان وأخوة لنا يصومون مثلنا ، لكن أجرهم ليسا مثل أجرنا، فهم لا يتسحرون رغم أنهم يعلمون أن "في السحور بركة" لكنهم لا يجدون !  وعند الغروب يفترشون الأرض وفوق كل واحد منهم مسيّرة، "تزن" على لقيمات تبعثرت على مائدة مدمرة، يجلسون  ويستذكرون من سبقهم من أهلهم إلى الجنان وكيف كانوا بالأمس معهم في رمضان. يفتقدون جلسة آمنة مريحة بعد ‏الفطور، ويصلون التراويح بجانب المآذن التي تهاوت، وفي صالات المساجد التي أصبح سقفها السماء، وذلك هو حال الأتقياء الأنقياء، اصطفاهم ربنا وأخبر عنهم رسولنا؛ "ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم" ، ويا ويل من خذلهم !

"اللَّهُ الصَّمَدُ"

  ربنا خلق الدنيا ونزل الكتاب وهزم الأحزاب، ويعلم كل ما حدث ويحدث وسيحدث، فترى العديد من الآيات المناسبة لكل الأحداث وكأنها تتجدد بمعانيها لتناسب ما يمر به الإنسان ليتواصل معنا ربنا " عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ  " يعلم الغيب فيرحمنا ويرشدنا ويخبرنا ويسلينا في الشدائد لتطمئن القلوب في ظروف " وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا  " وأن الله ليس كما حسبتم " غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ " وأنه إن تعجبتم من امتدادهم وتمددهم فإنه " وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ " ومددهم مادي زائل فهو مدد " مِن مَّالٍ وَبَنِينَ "، ثم اذا طغوا وتكالبوا على المؤمنين واجتمعوا عليهم وقيل اخشوهم " فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "، قصص عديدة ومواقف قديمة لكن غاياتها متكررة لندرك سنة الله " سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " مرّوا كلهم بظروف صعبة

القهوة سادة يا سادة

    أتفهم وجهة نظر الآخرين بشكل عام أو أحاول  لكني لا أستطيع فهم من يضع السكر في القهوة ويحاور  تلك الحلاوة الصناعية مفسدة للسعة الطبيعية دعها على طبيعتها لتحرك المشاعل النورانية  فتدغدغ براعم التذوق المثالية   فتشعلها ليعلو نورها على كل حلاوة وقد تظن البراعم بداية أنها لامست بعض من مرارة لكن الدماغ يصحح فهمها ويقوّم حلاوتها بحرارة فالسادة حلوة يا سادة مهما ظننتم غير ذلك … يا خسارة  السادة بحاجة إلى مزاج وحدوي أو جو رومانسي  لتكون مليكة الجلسة لا يشوشها شاشة ولا "غلاسة" وإلا فضع السكر وتظاهر أنك تشرب قهوة