رُفع الآذان وتسابقت الأيدي لالتقاط تمرات مجول مجهول المصدر، وتنقلت الصحون من يد إلى أخرى ولم تنته حتى انتهت. ثم جلست العائلة في الصالة حيث تناثرت ألوان الحلويات والتسالي بعدد غير مسبوق، فالسهر في العشر الأواخر أطول، والجميع يحتاج إلى طاقة أكبر، هكذا قال الأب.
فُتح التلفاز وإذا
بأخبار الجوع والقتل والتقتيل والأشلاء تتناثر في وجوه الجميع، فطلب الأب تغيير
القناة مباشرة ونهر ابنه الذي كان يشاهد التلفاز قبلهم.
جمع الطفل بعضه وتنحنح
ثم وقف بشجاعة أمام أبيه "المسؤول الرفيع" وقال بشجاعة: "لماذا لا
تفعلون شيئاً؟ لماذا كل هذا السكوت؟ لماذا؟ ألم تعلمونا في المدرسة حديث النبي صلى
الله عليه وسلم: "مثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا
اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسدِ بالسَّهر والحمى"؟
صمت الجميع وكأن على
رؤوسهم الطير.
في صباح اليوم التالي
ينادي المسؤول الرفيع مستشاره الكبير ويخبره بقصة الأمس مع ابنه.
المستشار: أقترح تقديم
طلب عاجل لوزير التربية والتعليم لحذف الحديث المذكور من مناهج الدراسة كلها.
"المسؤول الرفيع":
تمام.
وبمجرد خروج المستشار من
المكتب، تتقدم السكرتيرة بخفة وحذاقة وتهمس في أذن المسؤول الرفيع: "وهل ستحذفون
كل حديث أو آية تثير مثل هذه التساؤلات؟"
المسؤول الرفيع: نعم.
السكرتيرة: وماذا عن الآيات التي تقرأ في كل
صلاة وفي تراويح رمضان وصلاة القيام في العشر الأواخر؟
-
انتهى -
تعليقات
إرسال تعليق