تمر الأيام على المرء يعيش فيها أيام هناء ورخاء وأيام نكد وعناء، يصعد التلال فيفرح ويتباهى بإنجازاته ونجاحاته، ثم سرعان ما يهوي إلى الوادي حقيقة أو نفسياً، فيندب حظه ويتباكى على اخفاقاته. هذا على المستوى الشخصي، أما هذه الأيام فيعيش العالم كله ابتلاء بالبأساء (ما يصيبهم في أبدانهم من أمراض وأسقام) وقد نعيش لاحقاً الضراء (ما يصيبهم من فقر وحاجة ونحو ذلك) بسبب الآثار الاقتصادية المترتبة على انتشار مرض كورونا. وقد نشرت شركة ماكينزي المعروفة مقالاً فصلت فيه أهمية التعامل مع الأزمة لتخفيف انتشار المرض (البأساء) وفي نفس الوقت الحفاظ على قوت الناس (الضراء) وتعافي الاقتصاد في أسرع وقت (المقالة كاملة هنا ). الأخذ بالأسباب مهم جداً لتخطي الأزمة لكن الأهم أيضاً أن نعتبر ونتضرع إلى الله بينما نعمل في كلا الاتجاهين لأنه مسبب الأسباب أي جاعلها بحكمته أسباباً مفضية إلى نتائجه ، ولقد أخبرنا الله عن سنن الأوليين لنعتبر في مواضع كثيرة منها سورة الأعراف: " وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ...
خواطر ومقالات قصيرة في مواضيع منوعة - د. حسام عرمان