التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2015

نطرزن بقشة

نتفهم مع من حزن بسبب الأخبار القادمة من تركيا ، لكن لا نتفهم الفرح بهذه الأخبار وخصوصاً إذا اعتبرنا أنه في غير مصلحتنا الجمعية ! فهل هي وجهة نظر المتحيز الذي لا يميز كما قال شوقي ، فيشمت المعارض بالمؤيد ويفرح لأن عدوه (كأنه) أثبت وجهة  نظره وعزز رأيه السياسي !   تركيا مثال محفز كغيرها من الدول الصاعدة ولكن لها معزة خاصة بالنسبة لنا بسبب قربها تاريخياً وجغرافياً وقلبياً وإن اختلف الكثير في ذلك.   السياسيون عادة ما ينطلقون من أولويات بلادهم ويظل الاقتصاد يشغل عيونهم وتنطفىء أمامه عواطفهم الآنية، ولكن تزول الحكومات و تتغير القيادات، الناجحة والفاشلة (طبعاً في أماكن لا تتغير سواء ناجحة أو فاشلة) ونظل نعول على الشعوب الحرة المحبة في كل مكان، والأتراك شعب نحبه ويحبنا كفلسطينين (الإسلاميين واللبراليين من ملاحظة شخصية وعن قرب) !  أذكر أني قرأت مقالة مترجمة من الصحف العبرية تعليقاً على ما حصل في سفينة مرمرة حينها زعمت أن أردوغان كان ينتظر هذه اللحظة ليقوم بكل التحركات السياسية الاحتجاجية لأنه لم يكن راضياً عن العلاقة الوطيدة بين مؤسسات دولته وخصوصاً المؤسسة العسكرية، لكن يبدو

الانتصار القصير على الصغير

بمجرد ان وصلنا الى وجهتنا لقضاء اجازة قصيرة  تذكرت اني قد نسيت شاحن الموبايل ، كان ذلك مزعجا و بدأت مباشرة أفكر في حل ! لكني قررت  تحويل المشكلة الى فرصة و أقوم بتجربة  إهمال الهاتف لمدة ٢٤ ساعة!  صحيح ان اليوم الجميل نشعر انه قصير في العادة ، لكن هذا اليوم كان مختلفا فقد كان طويلا و جميلا لان سارق اللحظات الجميلة و عدو العائلة و الاطفال وقت ذروة اللقاء كان محبوسا في الخزنة (safe) و مغلقا .    وبعد ٢٤ ساعة بالضبط ، اطلقت سراحه فراح بزمجر و يعربد ان كيف تجرأت على حبسه وكتم انفاسه و كبساته لهذه الفترة الطويلة ، لكنه تفاجأ (مثلي :)) أني لم اكن به آبها و عليه لست متلهفا !  لا اعلم ان كنت سأكررها لكني بالتأكيد احببت التجربة بعد ان تذوقت طعم الانتصار و الحرية ، و شجعني ذلك ان عقدت اتفاقية سلام بيني و بينه تقتضي تحديد "منطقة عازلة" يومية تضمن مساحة جيدة لوقت اكثر مع العائلة و الكتاب . ارجو ان تصمد هذه الاتفاقية بجهود و دعم وزارة الدفاع (مع الداخلية يصيرو حقيبتين :) !    ادعوكم ان تقوموا بنفس التجربة ، و أتمنى لكم ان توفقوا في عقد اتفاقيات س

أن تستيقظ مبكراً

  Federico Respini أن تستيقظ مبكراً في إجازة الأسبوع يعني أن: ترى الشمس تشرق بهدوء  تلعب مع صغارك فترة أطول  تحرك جسدك وتمشي أكثر  تقود السيارة وتخرق الشوارع الخالية وتصل إلى وجهتك بسرعة دون أن تقود بسرعة  ترجع من الفوال ومازال الفلافل ساخناً    تقرأ الجريدة وتستمتع بفنجان القهوة التركية تختلط مع مجتمع كبار السن في  السوق  تتواصل مع أهلك وتصل رحمك كل أسبوع    تخرج مع نزهة ولو لبرهة    تجد وقتاً تتصدق فيه ولو قليلاً   باختصار أن يكون يومك الجميل أطول ومضيء أكثر،  نفعنا الله وإياكم  جمعة مباركة حسام عرمان  30/10/2015 

لا تجزعي

لا تجزعي فترابك الحنطي الذي التصق بعضه على جباه الأنبياء حين صلوا يشهد أنك من أشرف بقاع الأرض، و أنك لا تقبلي بالظلم والهوان مهما طال الزمان وانتشر الظلام، تباشيرك سُطّرت صراحة في القرآن وفيك الطائفة التي لا تزال، مهما تغيرت حولك الأحوال.   لا تجزعي فالحق سيعود لأصحابه والسلام سيعم والظلم سيندحر سرابه ليبدأ فجر جديد وما أقربه عند اشتداد الليل وحلكته ، هذه قوانين الطبيعة المنسجمة مع رسالة الرحمة العالمية، وسينتصر الكف على المخرز ، وسيندحر المستعمر ولن تنفعه نظرية "المختار" فما بني على باطل ودمار مصيره الى زوال.   سيرتدّ الظلم وسينهدّ الاستكبار ، وأنتَ أيها المارد المجروح لا تتمرد، لكن بالله عليك أن تتنهد!

لم نسوي البحر له يا عمر

  لم نسوي البحر له يا عمر، فركبه الصغير إيلان على قارب مطاطي صغير هرباً من براميل الموت أو حرق المجرمين إلى جحيم منتظر، أما نحن فقلوبنا أصبحت أصلب من حجر ، يتأثر العربي ثم ينسى بعد أيام ولا يعلم أنه قد يأتي عليه الدور، بل ربما به سيبدأ الهول أن لم يتحرك ويساهم في الحل.  صورة الطفل على الشاطئ تلعثم القلم قبل اللسان، تحرق قلوب الآباء والأمهات في أي مكان، سينام الطفل مرتاحاً عند ربه وستحرم من النوم العينان، صمت مطبق لا نلوم فيه علماء السلطان ولا السلطان، لكن الدعوة هنا إلى العلماء الأحرار والدعاة الكبار، هذا العالم الذي بتطوره خرق السماء يعجز عن ولادة الشرفاء.   نم يا حبيبي بسلام، لكن صورتك ستظل تقد مضاجع العالم لأيام ، إلا من رحم ربك من بعض الدول والشعوب التي استقبلت المهاجرين بحب وحنان، أما من أعرض ونأى بجانبه فسيتجرع عذاب الضمير أن لم يتحرك.   الضجة الإعلامية (هذه المرة تحرك الإعلام العالمي ونشر الصور على غير عادته) و هبة الجماهير  من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف لغات التواصل يجب أن تحرك مبادرة سريعة لعقد قمة عربية أو إسلامية عاجلة لتحديد حلول

المهاجرون و خريطة العالم

المهاجرون و خريطة العالم   شاهدت نشرة الأخبار اليوم و تأملت حال المهاجرين و راسي يدور من الداخل كالكرة الارضيّة ، فشاهدت خريطة العالم كالآتي :  ١. دول أجبرت أهلها ركوب أمواج المجهول أملا في رحلة الى حياة و هربا من الموت ، بسطاء فقدوا الأمل في بلادهم و استغلهم شياطين المال من المهربين المجرمين الذين تَرَكُوا شقاء عراك الأغنياء  و ذهبوا يقتاتون على مصائب الفقراء !  ٢. دول أربكها و فجعها مهاجرون متعلمون و غير متعلمون، نصارى و أكثرهم مسلمون. همها أكبره تكاليف كسوة غير المتعلمين و ديموغرافية قد يخلخلها المسلمين ،  وربما ضغط على البنية التحتية و الرفاهية الاجتماعية ، و تفضل طبعا ان تتجنب سخط قليل من شرفاء مجتمعها الاوروبي الحضاري غير المادي ، حتى لا يسجل التاريخ الحديث لها كبوة سوداء في اتحادها النموذجي المتضعضع بسبب عدم التشارك الحقيقي في السراء و الضراء!   ٣. دول شقيقة تتغنى بالأخوة في محاضر الاجتماعات و المؤتمرات و الاحتفالات و المهرجانات ، بعضها شاركت في وحل المصائب عن غباء او دهاء ، و بعضها نيتها صافية لكنها لا تملك الا الدعاء !   ٤. دول لا تدري كل واحدة ان كانت شق

الثور "الشاذ"

خرج علينا من فترة 'الخوارج' متكاتفين ومتفائلين بثور سمين جعلوه دليلاً على عجبهم وشنيع صنيعهم عندما ظنوا أنه يعيش في مكان ما ويعتقد أنه شاذ ولا يقرب البقر. جنّ جنونهم وجعلوا يبحثون عنه ليتأكدوا ويأكدوا للعالم أنهم أسوياء حالهم حال الحيوان (أو العكس) وأشفقوا على هذا الثور (ولا  أدري إن حدثتهم أنفسهم أن يعبدوه فيما بعد) ، ثم  طالبوا بنقله رأفة بحالته النفسية التي يعيشون،  وخصوصاً أنه قد يذبح ! جمعوا الأموال لهذا الهدف النبيل ، وتم لهم ما أرادوا ونقل الثور إلى مكان آخر بعيداً عن الإناث اللاتي أغوينه وكان قد تجنبهن بكبرياء. تحدث الإعلام و صدحت أخبار إنسانيتهم مع الحيوان وتعاطف الناس معهم ، لكن سرعان ما زال الضباب وتبخرت الشكوك وضحك الجمهور وذلك عندما تزوج الثور المخلص خلسة وبعيداً عن الأضواء من بقرة وسيمة سمينة وأنهى شجونهم بضربة قاضية ، وأسدل الستار على قصة حب طويلة تجسدت فيها جلد المحب وصبره على كل الشائعات المغرضة وتضحيته بكل الأبقار في سبيل مبغاه وحبه الأول ، وعاشوا في ثبات ونبات :) * يقال أنه 'عدّد' فيما بعد ، لكن لا أحد يعلم إن كانت زوجته الأولى

فرضيات ونفسيات

فرضيات و نفسيات   وصلت  مطار هيثرو حوالي الساعة الثالثة ظهراً ، الجو غائم كعادته في شهر تموز ! يبعث الملل في نفوس المواطنين المتشوقين للشمس والحر والبحر في الصيف ولكن لندن تأبى أن تمتعهم بصيف مستقر، أما أنا فأحببته وخصوصاً بعد أشهر صحراوية طويلة ،  و رأيته رومانسياً لطيفاً ، شوقني أكثر للقاء زوجتي وأ بنائي بعد غياب (أسبوع) !  ركبت بالتاكسي وتذكرت أنني قد غبت سنة كاملة عن بريطانيا وتخيلتها عنصرية أكثر بسبب الأحداث المفزعة والمقززة التي انتشرت بشكل دراماتيكي باسم الإسلام ، وهي مادة دسمة لبعض الصحف الأكثر انتشاراً بما تنشره من مادة هدفها أن تبيح السياسية وتسيس الإباحية. و بينما هذه  الأفكار 'تتنطط' في رأسي و تحرضني على نفسي ، سألت السائق عن السعر فأخبرني أنه يستخدم العداد وكان أسلوبه عابساً منفراً (أنكرت في نفسي أنها العادة التي نسيت) لكن نفسي حرضتني أنه عنصري لأني ألبس لحية و عيوني لونها شرق أوسطي.  تمحلقت في ملامحه وإذا به يبدو آسيوياً ، ومع ذلك لم ترتح نفسي ! بل فتحت عليّ باباً آخر وهو أنه هندي و ال'هندو' يكره المسلمين (أبّاً عن جد) كما ت

افلاس المغتصبين

افلاس المغتصبين  حقد المغتصبين الاعمى ينازع أطفال فلسطين على حياتهم البسيطة أصلا و مستقبلهم المعبد باشواك البطالة و حجارة الاحتلال ، لولا إفلاس هؤلاء المجرمين لما اقدموا على فعلهم الشنيع ، انهم يعلمون في أعماقهم انهم غبرة غريبة ترتعش و هي تنتشر  من كومة في جبل الى سهل مغتصب منذ زمن ،  و هم بانتظار هبة قوية ترميهم في البحر بعيدا عن ارض ليست ارضهم و لا ارض اجدادهم ليعودوا الى بلادهم !  يعيشون حياة بكتيرية غير طبيعية خائفون ان تلفظهم الارض في أية لحظة و الى ما هو ابعد من ما كتب في باسبورتهم الاول. لسان علي دوابشة الرحيم يحذركم ان ارحلوا الان فانها ستظل تأبى ان تحتضن امثالكم و تتقيأ كلما وطأتها اقدامكم ، و ستلعنكم كلما جاءها ظِلٌّ لكم ولن ترضى حتى ان تبتلعكم ، ارحلوا فإنها و لا ذرة من ترابها لكم  حسام عرمان  2/8/2015

علّم الانسان

علّم  الانسان   تأملت هذه المرة لفترة أطول من المعتاد بينما كنت اجلس قرب الشباك في العصفور العملاق ذلك الذي كان محض خيال و حلم لجهابذة المبدعين في الماضي ،  تخيل لو ذكر للاجيال السابقة ان مجموعة كبيرة من الناس سوف تحلق فوق الغيوم تاكل و تشرب و تنام بينما هي تقطع الاميال بين القارات دون توقف !  منظر يسلب العقول عندما تشاهد الغيوم و كأنها جبال معلقة وانت تطير فوقها و فوق ظلها الذي انتشر على الارض ، أشكال عجيبة أخاذة تجعلك ترسم فيها أشكال و نماذج ثلاثية الأبعاد لما قد تتخيله و الذي قد تختلف فيها مع من يجلس بجانبك ، تشاهد طائرة اخرى تسير بشكل متوازي تحتنا و تقطع الغيوم او كانها فتنبهر أكثر.   تسبح الخالق العظيم على هذه السيمفونيات التي تاخذك من باطن الدم و الشرايين المعقدة الرطبة القابعة في راس الانسان و التي مكنته من اجتياح تلك الغيوم الناعمة و الخشنة و المتوازية و المتعامدة و المنقوشة و المنفوشة و السلسة و المرتبة و المستقيمة و المنحنية  ، يتناغم بياضها المتدرج ليرسم لوحات فنية كلاسيكية فهناك الأبيض الناصع و الرمادي الفاتح و الغامق ، بعضه بسبب ظل بعضه ، و بع

دروس السفر بالعامية ١

دروس السفر بالعامية ١   كل مرة اسافر اتعلَّم شيئا جديدا ، لكني اليوم سأذكر ما ميز رحلتي الاخيرة بلغة عامية لعلنا نثني شفاهكم و نرسم ابتسامة خفيفة على وجوهكم  :)   ١. ما تسافر بشكل متواصل و من غير نوم لأكثر من ٤٠ ساعة  :(   😴 ٢. خلي بنطلون في حقيبة اليد (يفضل محارم مبللة (قهوتي ☕️كانت سخنة و نفدت من الجهتين و كل الركاب شافوني و لحقني المضيف يطبل على الحمام و معاه كاسة ثلج:)  ٣. خاوي حد في رحلة الجسر ، اذا ما في  فالكتاب📖 خير صديق خصوصا اذا وقفوكم 'على المي' (نعتذر عن صعوبة تفسير اخر كلمتين لغير الفلسطينين)  ٤. العزابي بحقائب صغيرة ملك 💰الجسر بكون بنط زي الكنجر و بكون مكيف و مش مصدق حاله  ٥. اذا رحلتك قصيرة جدا و عندك مشاغل كثيرة ، حط location 🔎 او check in على الفيس و انت مروح مش و انت جاي :)  ٦. خلي معك شاحن (يفضل في جيبك) ، لانه صاير زي قداحة المدخن (يرحم ايام البشار)  ٧. اذا طبيعتك ما بتعرف تنام بالطيارة ، حاول ما تقعد جنب واحد نيييم ، لانه رح يفعل شعور الحسد عندك بشكل كبير و خصوصا لما تكون تعبان  * تم وضع رقم واحد في

المحطة الثانية

  المحطة الثانية انتهت مرحلة مهمة في حياة الطلبة بالأمس بعد أن انتهوا من "التوجيهي" و فرحه و ترحه ، "فرقع" العوام أكثر من المتفوقين تعبيرا عن الفرحة الآنية بطريقة أحيانا غير حضارية في بعضها استهتار لمشاعر الاخرين أو ازعاج للأطفال و الكبار. المهم سينتهي اليوم وستبدأ عملية التخطيط للمحطة المصيرية الثانية . أحببت ان اشارك أبنائنا الطلبة ببعض النصائح البسيطة و أرجو نشرها لتعم الفائدة و هي كالاتي: 1.     حدد نقاط القوة لديك/ي بغض النظر عن المعدل العام ، و أن لا يقتصر ذلك على مساقات العلامات العالية ، فهناك مهارات كثيرة لا يعرّفها التوجيهي ولا يعرفها و انت/ي أدرى بها (مثل مهارات التواصل و الاقناع ، القدرة على الابداع ، التحليل ، حل المشاكل ، تناغم العقل والجسد ...الخ).     2.     ابحث عن شغفك ، ذلك السر الذي يبعث فيك طاقة عجيبة تجعلك تعمل لساعات متواصلة بحب و متعة. 3.     واءم شغفك و نقاط قوتك بوظيفة المستقبل المناسبة في مجال مازال قابل للنمو ، و هنا ليس بالضرورة تحديد دقيق لهذه الوظيفة (مثل محاسب ، بل فكر أن تكون مثلا أخصائي في المال والأعمال) 4.    

جُمعة كويتية حزينة

جُمعة كويتية حزينة ذهبنا الى التراويح بالأمس مع جموع المصلين وفي عيوننا رائحة حمراء قاتم لونها لا تسر الناظرين ، ترى ظلها في وجوه المصلين و كأنها انعكاس للون دماء مسجد الامام الصادق . تكلمت مشاعرنا في المسجد بلغة الجسد والعيون وقد طافت و خرجت منها مشاعر التوجس و الخوف والحيرة و الصور الحزينة. أقيمت الصلاة وبدأنا ودارت في خواطرنا مباشرة محاكاة لمن فعلوا مثلنا تماما قبل ساعات الا ربما أن أيديهم كانت مسبلة ، لكن خشوعهم تم اختطافه و هم في بيت من بيوت الله من قبل يد الغدر المتلحفة بسواد دين ابتكرته لترويع العباد. دور العبادة التي قدستها كل الديانات و على رأسها الاسلام الذي حصنها بتعاليم شريعته السمحة تستباح هنا في أرض الواقع وتسبح بدماء الابرياء الذين تركوا اولادهم وأهلهم متوجهين الى الصلاة و ليعودوا اليهم بأكفان بيضاء أو يلاقوهم متوسدين و ملتفين في شراشف المستشفيات في أعز الشهور ، شهر الرحمة و التراحم حيث توصد الشياطين و تقبل القلوب على الطاعات و تتسامح فيما بينها بشكل استثنائي . لا يستطيع اللسان ترجمة ما يدور في خلجات رؤوسنا و نحن نشاهد الامة تتداعى عليها الامم ، فهذه الفتنة

رؤوسهم متدلية

رؤوسهم متدلية   بينما كنت في السيارة و اذا بي المح مجموعة من الفتية يجلسون بالقرب من البحر ، كان الجو حينها جميلا و البحر هادرا و السمر ما أحلاه في تلك الليالي الهادئة و قد تحلقوا و ذكروني عندما كنت فتى يافع اتسكع مع أصدقائي في المساء ننبش التراب و نلعب بالسراب و نتمشى رافعين رؤوسنا للسماء ، نعد النجوم و نقيس الغيوم او متمحلقين في عيون بعضنا نضحك على تقاطيع وجوهنا عندما نلحظ التفاصيل و نتابع التعابير ،  فننصت بشغف و نتحدث بلهف. اما اليوم فهؤلاء الفتية كانوا مجتمعين في جلسة دائرية مثالية لتبادل الحديت و من تحتهم خرير الماء و القوارب راسية او تحوم و تستعد للرحيل ، لكنهم لم يكونوا يشعروا بأنفسهم او ما تحتهم او فوقهم او حولهم ، رؤوسهم متدلية و عيونهم على الموبايل يقرأون و يكتبون و غير ذلك لا يشاهدون ، الا أحذيتهم على الارض في الخلفية !   تحسرت عليهم و على "نصف عمرهم اللي راح" لكني تذكرت من كم يوم ان جيلنا ايضا ربما "راح عليه النصف الاخر"، و ذلك عندما شاهدت بجانبي شيخا كبيرا بدأ  يقرأ رسائله على الموبايل مباشرة بعد ان انتهى الامام من الصلاة ،  و قبلها اخر ا

خليها في متاحفهم

خليها في متاحفهم  اليوم في الصباح على راديو ال BBC ، يتحدث الأخ العربي بحرقة و تلهف و يطالب المتاحف الأجنبية بإعادة المقتنيات المختلفة و هذا حق شرعي و نتفق معه تماما. مع اننا نعلم ان كثيرا منها بيعت من الداخل و لم نسمع بمحاكمة احد ، و التبرير عادة انها تختفي في حالات الفوضى و الانفلات .   المهم ، انا فكرت شوي و طلعت بنتيجة انه افضل هذه المقتنيات تضل في أوروبا لانه ستظل محفوظة من التخريب و السرقة و ستتعرف الشعوب الأوروبية  على ثقافتنا و رقي حضارتنا السابقة، اما ان جلبناها فلن يزوروها بسبب الأحداث و المشاكل الحاصلة في بلادنا و بالطبع لن نزورها نحن ، لان أغلبنا لا يعرف طريق المتاحف ، طبعا ان وجدت و حافظنا عليها !  إذن خليها عندهم حتى تستقر امورنا و ندير بالنا على الانسان و كرامته قبل الحجر و مكانته !   حسام عرمان  ٢٧-٤-٢٠١٥

حر الحياة

حر الحياة   تأملت بينما كنت أقود سيارتي المكيفة المريحة و قد لمحت كثيرا من الرجال و منهم كبار السن كيف تلفحوا و غطوا وجوههم لتمنعهم من الغبار و الحر الشديد . يعملون في العراء ليجمعوا فتاتا مغمسا بالعرق  ليرسلوه الى اهلهم في بلادهم الفقيرة . أعداد كبيرة هربوا من فقر بلادهم و حرموا من التعليم و  اجبروا في طفولتهم على العمل  او تقاعسوا واختاروا في شبابهم المرح و الرخاء على الجد و السهر و الدراسة و التعلم حتى من مدرسة الحياة ، و الحياة لا ترحم وخصوصا من وجد نفسه في بيئة خصبة بالتحديات ! قد يبدوا الامر بسيطا ، لكنك تقدر تكنولوجيا الهاتف الذكي و تسعد عندما تراهم يتحدثون مع اهلهم لفترات طويلة فتخفف عنهم  وخصوصا انهم  غير قادرين على السفر لسنوات!  انك تتاثر كلما رايتهم و تحزن لحالهم و تتمنى منحهم مزيدا من الحقوق و التسهيلات ليعيشوا حياة كريمة في بلادهم و في غربتهم . ثم تتذكر نعمة الله عليك ان منحك شيئا من العلم و المهارة التي تمكنك من القدرة على توفير مقومات الراحة لك و لعائلتك.  و هنا اتذكر امي الغالية رحمة الله عليها حيث كانت وراء نجاحنا و اهتمامنا بالعلم

تعلم من الآخر

  هناك فرص كبيرة للتعلم من الآخرين ممن نختلف معهم في الرأي أوالأشخاص الذين لا نحبهم وعادة ما نصم آذاننا أو نتجمر ونتجهز للاختلاف معهم حتى قبل أن يتحرك لسانهم، وذلك بسبب علاقتنا معهم فلا نسمح لأنفسنا أن تسمعهم بتجرد، وكذلك الأمر فيما نقرأ أو نشاهد عبر الوسائط الإعلامية المتعددة.  إنه تمرين مهم وصعب على الكثير منا، فالتجرد لفترة وجيرة والتحلي بحسن الاستماع وتقمص وجهة نظر الآخر هو بمثابة التحدي الأهم. اختلاف أطباعنا التفكيرية وبيئتنا السابقة والحالية مقارنة بالآخرين تجعلنا أحيانا نتعجب ولا نتفهم. أما إذا علمنا ذلك فإننا  نؤكد لأنفسنا ونعذرها بعد أن عرفنا الفروقات الحقيقية، وحينها نتجنب حتى خوض غمار تجربة الانغماس في أفكار الآخر وتعلم الجديد والمفيد.     مبدأ 'الحكمة ضالة المؤمن'  يدلنا على تتبع العلم وانتقاء المفيد والبحث عنه أنّا وجد، فكيف به إن كان على أعتابنا وعند زملاءنا وجيراننا ومن حولنا، أليس ذلك أولى بنا!  وبعد أن هممت أن أضع القلم (قصدي ال iphone ) من يدي  :) سمعت جمال ريان يناديني ، 'وين رايح ، على مهلك' تأملت بعيداً و حلمت كثيراً !  اختلافاتن

فهم التنفير

فهم التنفير      اصبح موضوع "الفئة " التي تفكر بأنانية هينا فلقد كانوا يريدون الجنة لوحدهم و جماعتهم ، ينعتون الاخر بكل الصفات و يتكبرون عليه ب'ايمانهم' و قد يحزنون عليه في أحسن الأحوال  ، لكن في الفترة الاخيرة تطورت هذه الفئة و أصبحت فئات عجيبة ( اسما و فعلا)  ينظرون الى الكل كانه حطب جهنم و يعتقدون جازمين ان الصغير و الكبير دمه حلال ما لم يبايع او ... (ما حد بعرف) ! .  هذه الفئة هي المشهورة و احيانا 'المدعومة'  و التي يركز عليها بعض مؤسسات الاعلام العربي و العالمي لتنفير الناس و المسلمين أنفسهم من الدين الحنيف.  سميتها فئة لكنها حقيقة فكرة أو أفكار سوداء تتلون و تتشكل احيانا في  جماعات و احيانا في أفراد و تتطور و تتبدل جلودها و لغاتها و الوانها حسب محيطها ، و للأسف نكتشف عبر وسائل التواصل الاجتماعي و نتفاجئ كما يبدو  ان حملة هذه الأفكار ليس بالعدد القليل !      اما الفئة الطيبة الواعية ( الموجودة في كل مكان و وبلد و حزب ) فهي مقموعة من بني جلدتها قبل ان تكون مكممة من كثير من مؤسسات الإعلام . لانها تفكر بعالمية و تحاول ان تنشر نفحات

العاطفة الشرقية

العاطفة الشرقية العاطفة الشرقية على رومانسيتها و حماستها و حلاوتها ، الا انها لا تصنع طائرات و لا سيارات و لا تمكننا عادة من الوصول الى اختراعات او اكتشافات مهمة للانسانية. بل انها قد تجر الويلات و تودي بصاحبها اذا تحكمت به و عبّدته هواه و الشهوات. العاطفة ان كانت هي الحاكمة فإن صاحبها سيكون في مهب الريح ، ريح الأصدقاء والأعداء الذين سيلعبون به لعبا بدون ملعب او حكم .     لاندعوا الى التخلي عنها كلية و كبح جماحها بالمرة لتصبح الحياة جماد و مادة صرفة ، لكن غلبة العقل هي الأساس و الاهم هو التركيز على استثمارها في وقتها المحدد لتكون عامل مساعد و محرك ، فالتناغم و التوازن مطلوب ، لكن الرجاحة و الأناة و التفكر و إعمال العقل هي الاساسيات حتى تكون القرارات محكومة بمنهجية علمية و مبنية على حقائق حقيقية تتجاوز ردات الفعل بل سباقة الى توقع الأحداث و تحضير الرد عليها قبل حدوثها !  مقاومة ردة الفعل وتبطيئها يحتاج الى تمرين ومهارة فهو صعب فكما تقول الدراسات ان الدماغ يشعر ٣٠ الف مرة اسرع من ان ينفذ و ينفذ اسرع ب ٣٠ الف مرة من ان يفكر. ولذلك عادة ما نتصرف ثم نراجع