شكرًا شيخ نبيل بينما كنت أهم لأداء تحية المسجد وإذا بي أسمع صوتاً شجياً ذا نبرة مألوفة عادت بي في ثوان إلى أكثر من خمسة عشر عاماً. خطيب اليوم رجل عرفته من خلال صوته فقط ، كان ذلك في عصر الأشرطة التقليدية وقبل انتشار الانترنت واليوتيوب طبعاً. سمعته كثيرا في دروس مميزة وصوت مميز في قراءة الآيات التي تتخلل كلامه لتضيء للسامعين المتأملين أفاقاً وأنواراً إيمانية عميقة تلامس أطراف الفؤاد لينتعش ويرتعش. كنت أتخيله شيخاً طاعناً في السن حينها ، و كان من الاشخاص الذين استأنست بهم في فترة معينة في فترة الشباب. لم يخطر ببالي أبداً حينها أن ألتقي بالشيخ نبيل العوضي وأسلم عليه في مسجد انتهيت إليه لصلاة الجمعة بالصدفة يوم أمس و دون ترتيب. وجدته اليوم شاباً بعد أن ظننته شيخاً قبل سنين عديدة ، ها هو اليوم مستبشر ومبتسم وقد تحلق حوله الأحباء من أصدقاء وغرباء. سلمت عليه و شكرته ثم غادرت متأملاً و مراجعاً شريطاً طويلاً من الذكريات ومتعجباً من هذه الدنيا الصغيرة. حسام عرمان 17/5/2014
خواطر ومقالات قصيرة في مواضيع منوعة - د. حسام عرمان