التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٣

زلزل زلزال تركيا وسوريا مشاعرنا لكنه لا يحب أن يهز إيماننا

  كتب أحد "القصاصين" المشهورين في على صفحته "لو كنت إلاهاً …" قبل أيام، ولم أكمل قراءة ما كتب من شدة تعجبي لبداية كلامه، للأسف بعض الناس لا يكتبها صريحة لكن تراها في كلامه ضمنيًا حيث يوزع الضحايا هذا في الجنة وهذا في النار أو هذه عقوبة وهذا امتحان!  فاجعة زلزال تركيا وسوريا مذهلة ومؤلمة ومؤثرة وتؤدي بالناس للحزن والتساؤل والتفاعل ونسيان قوله سبحانه: ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ). نحن البشر أحياناً لا نتجرأ على سؤال الطبيب؛ لماذا وكيف؟ لأننا نعلم أنه يعرف عن أجسادنا أكثر من أنفسنا ويكتب لنا الدواء والعلاج الأليم فنقبله مسرورين، لإيماننا أنه في مصلحتنا في النهاية (ولله المثل الأعلى)، أحداث سورة الكهف وكثير من مراحل حياتنا وصعوبات مرت علينا ولم نعلم أن خيرها كان في شرها حينها.  ما تقدم ذكره كله في الدنيا، وهي في الحقيقة مرحلة بسيطة جداً من حياتنا التي لا تنتهي بوفاتنا فالآخرة هي الأساس الذي نعمل ونستثمر في الدنيا لأجلها، فإن دخل عليك الحزن من باب الضعفاء والفقراء فرحب به وابكي وتبرع وساهم لكن تذكر أن المؤمنين مهما كانوا فقراء سيجدون جزاء ما عمل

طارق أبواب العودة

  زحفت حليمة التي قوَست النكبة ظهرها مع صديقاتها التسعينيات من مخيم الجلزون إلى بير نبالا التي تكاد تكون قاب قوسين أو أدنى لكن الطريق مغلقة أمامهن، وصلت الحجات الثلاثة إلى منطقتهن وبحثن ولم يجدن شيئًا إلا البئر، جلست حليمة على "بير" بيتها وعيونها تلمع مثل النبال، تمسمرت مع صديقاتها ورفضن العودة، وحق لهن! لكن طارق البكري أخذ بأيديهن لمشاهدة البحر الذي عزَ على حليمة لأكثر من سبعين عامًا، بللت قدميها ويديها وثوبها النبالي المطرز ثم غادروا وأخذوا قلوبنا معهن كما في كل قصة ولدت من رحم مبادرة طارق "كنا وما زلنا"، التي شاركها معنا أمس في مسرح المكتبة الوطنية في الكويت، حيث تجسدت القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها في صور وحكايات قلبية وجلية، رغم تلألئ عيون الحاضرين الضبابية. امتدت المحاضرة لأكثر من ساعة لكنها مرت كدقائق، حيث كانت المشاعر تصعد وتهبط ثم تتنهد وتتفكر وتتألم ثم تتأمل، فها هو أحمد الخالدي يأتي إلى عروس البحر لرؤية بيت جده الذي هجر في الحرب يسمي ابنته يافا، وكيف ليافا أن تنسى يافا. انسابت قصص طارق العديدة كالجداول النقية لتسقي القضية، تلك الشجرة الثابت أصلها وفرو

في مديح البطء

  في كتاب  In Praise of Slow  " في مديح البطء"   يتحدث كارل هونور عن تغير الحياة وكيف أصبح كل شيء سريع، وأصبح البطء مذموم، ويحثنا أننا أحيانا بحاجة إلى أن نتمهل قليلاً ونعيش اللحظة. فصّل الكتاب مجالات عديدة ضمن فصوله لكن كارل كغيره من المؤلفين يحاول دائماً تجنب الحديث عن الدين (ما بعرف ليش بس بحس معظم الكتاب الغربيين يستحوا او يخافوا أو بجاملوا الملحدين؛ مجرد شعور وممكن اكون غلطان).  رتم هذه الحياة السريعة دخل علينا من كل باب، وما زال يزداد، في العمل وفي البيت وفي كل مكان،  ومع مواقع التواصل الاجتماعي وظهور الرييل والشورت (شورت اليوتيوب وليس البنطال القصير)، سيصبح الناس سكارى وما هم بسكارى. ليس مقام    هذا المقال لكن يجب الانتباه لمدى كارثيته علينا وخصوصاً الاطفال من الناحية الذهنية والنفسية و ربما لا نحتاج الانتظار لنتائج الأبحاث ذات العلاقة.  إذن أصبحنا نعيش بسرعة، ونطالب دائما الانتهاء من كل شيء بسرعة، يقول ارسن فينجر مدرب آرسنال السابق انه في المستقبل لن يستطيع الناس تحمل مشاهدة المباريات كاملة بل لقطات فقط!   حتى الأذان والإقامة وما بينهما والصلاة والخطبة نريد اختصار اوق