ا ستوقفتني هذه النافورة بالامس (طبعا بعد ان استوقفنا ادم و ياسمين مكانيا) لتذكرنا بفكرة لفهم الحياة ! هذه النافورة على بساطتها يلتف حولها الاطفال ولا يملوها وذلك لسبب بسيط ان المصمم جعل الماء يقفز بين فترة و اخرى فيتفاعل معها الاطفال بشكل جميل ، يرسم الابتسامة على الكبار بسبب صدى فرحة الاطفال أمامهم . تأملت بفاعلية هذه الفكرة البسيطة في جذب الاطفال بسبب التغيير و عنصر المفاجأة ، و ما جُبلنا عليه من التفاعل بايجابية مع المتغيرات حولنا ، فالحياة فيها روتين كثير و مطبات و محن و ايضا محطات نجاح و فلاح و فرحة ، لا يستمتع المرء في النجاح الا بعد ان يتذوق ملوحة عرقه و يكد و يصبر ، فالنوم مثلا متعة بعد يوم طويل متعب لكنه ممل و محبط اذا سبقه كسل و نوم و قتل لأوقات النهار ، و كذلك الطعام على جوع و الحمام بعد التمرين و هكذا ... لو ان هذه النافورة استمرت بالقفز طوال الوقت و بنفس الرتم لفقدت متعتها و لما تجمهر حولها الاطفال. هذا ابداع المصمم الذي بنى فكرته بتناغم مع الفطرة ، اما ما ميز الاطفال فهو إبداعهم غير الملوث في فهم المسألة من حيث ا...
خواطر ومقالات قصيرة في مواضيع منوعة - د. حسام عرمان