مهما اشتريت من أشياء وأغراض استهلاكية فإنك لن ترتوي ولن تكتفي، لأنهم سيذكرونك دائماً أن ما عندك أصبح قديماً أو خارج الموضة أو ربما بطيئاً (كما فعلت شركة أبل متعمداً وقد اعترفت واعتذرت). إنها حمى التنافس في السوق الرأسمالي الحر، وقد وصف هذه الظاهرة الاقتصاديان الحائزان على جائزة نوبل في الاقتصاد في كتابهما Phishing for Phools ، حيث بدأت الظاهرة عندما تقدمت شركة جنرال موتورز بنموذج عمل مبتكر مكنتها من التفوق على منافستها فورد المعروفة حينها بالتفوق النوعي من حيث الأداء والوثوقية والديمومة في التصميم وسهولة الإصلاح و خصوصاً موديل تي. استراتيجية شركة جنرال موتورز تمثلت بإصدار منتج مطور كل عام ويقدم للجمهور على أنه منتج جديد رغم أنه في حقيقة الحال تعديلات وإضافات ثانوية، لكنها كانت تغلفها وتسوقها وكأنها تصاميم سيارات جديدة كلياً وأفضل من سابقاتها وبالتأكيد أكثر عصرية، وتمكنت من إقناع شريحة كبيرة من الجماهير المتعطشة لكل جديد. هذا النموذج أصبح العرف في مختف الصناعات، حتى فورد نفسها تبنت هذا النموذج وغيرها من الشركات ولا نستثني “النظيفة أخلاقياً" منها، وذلك بسبب ضغوط المنافسين
خواطر ومقالات قصيرة في مواضيع منوعة - د. حسام عرمان