التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2023

"اللَّهُ الصَّمَدُ"

  ربنا خلق الدنيا ونزل الكتاب وهزم الأحزاب، ويعلم كل ما حدث ويحدث وسيحدث، فترى العديد من الآيات المناسبة لكل الأحداث وكأنها تتجدد بمعانيها لتناسب ما يمر به الإنسان ليتواصل معنا ربنا " عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ  " يعلم الغيب فيرحمنا ويرشدنا ويخبرنا ويسلينا في الشدائد لتطمئن القلوب في ظروف " وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا  " وأن الله ليس كما حسبتم " غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ " وأنه إن تعجبتم من امتدادهم وتمددهم فإنه " وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ " ومددهم مادي زائل فهو مدد " مِن مَّالٍ وَبَنِينَ "، ثم اذا طغوا وتكالبوا على المؤمنين واجتمعوا عليهم وقيل اخشوهم " فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "، قصص عديدة ومواقف قديمة لكن غاياتها متكررة لندرك سنة الله " سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " مرّوا كلهم بظروف صعبة

القهوة سادة يا سادة

    أتفهم وجهة نظر الآخرين بشكل عام أو أحاول  لكني لا أستطيع فهم من يضع السكر في القهوة ويحاور  تلك الحلاوة الصناعية مفسدة للسعة الطبيعية دعها على طبيعتها لتحرك المشاعل النورانية  فتدغدغ براعم التذوق المثالية   فتشعلها ليعلو نورها على كل حلاوة وقد تظن البراعم بداية أنها لامست بعض من مرارة لكن الدماغ يصحح فهمها ويقوّم حلاوتها بحرارة فالسادة حلوة يا سادة مهما ظننتم غير ذلك … يا خسارة  السادة بحاجة إلى مزاج وحدوي أو جو رومانسي  لتكون مليكة الجلسة لا يشوشها شاشة ولا "غلاسة" وإلا فضع السكر وتظاهر أنك تشرب قهوة   

حتى لا نصبح مستخدَمين بؤساء

  كنت في السابق أعتقد أن الروايات مضيعة للوقت والأفضل التركيز على الكتب المعرفية المفيدة، فمشاهدة فيلم مبني على رواية (بكفي وبوفي وتأخذ العبرة بساعتين وتمشي)، والفيلم مليء بالصور والمشاهد واللقطات والمشاعر  التي  يعجز  الكتاب عنها وهو لا يحتوي إلا كلمات مرصوفة بخطوط سوداء حبرية أو رقمية (في حالة الكندل)، وبالتالي لا حاجة لقراءة الرواية. لكني اكتشفت أن هذا التصور البرغماتي الظالم يهضم حق تحفة فنية وحياة موازية تدخلها كل ليلة لتعيش حقبة زمنية حقيقية أو خيالية تعيش فيها أدق التفاصيل وكأنك تجلس مع الشخصيات وتستمع إليهم وترتحل معهم وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم وتتعاطف معهم وتتمنى لو أنك تستطيع أن تتواصل معهم وأحيانا تود أن تساعدهم، فتضرب على يد روديون وتفسد خطته في رواية الجريمة والعقاب لتشوفيسكي، وتأخذ بيد فانتين قبل أن تغوص في الوحل أو تضرب تينارردييه وزوجته بحذائك في رواية البؤساء لفيكتور هوجو. لا عجب أن أول كلمة نزلت من الوحي كانت اقرأ، فالقراءة مفتاح لكنوز لا تنضب، وقراءة الكتب بالتحديد في هذا الزمان خير دواء لعلاج الرييلز والشورتس والستوري والتكتوك، حيث تتنطط العيون وتتحرك الأصابع باحثة

أرذل العمر

بينما كنت أنتظر الحافلة في لندن لمحت أنا وآدم عجوزًا قد سقطت على وجهها لتوها، فذهبت وجلست معها وآخرين نتأكد من أنها لم تتأذى، حاولنا الاتصال بالإسعاف لكنها رفضت بسبب تأخرهم بالوصول كما ذكرت، سألتها هل هناك من يمكن الاتصال به من أهلك ليحضر، قالت لا، لكن عندي رقم سيارة تاكسي أتصل به عند الحاجة، أعطتني هاتفها التقليدي وبحثت فيه حتى وجدته واتصلت عليه، إلا أن إحدى النساء اللاتي توقفن معنا قد أخبرت زوجها للحضور وفعل خلال دقائق، بدأنا نتحدث إليها لنهون عليها ونسليها وعلمنا أن هذه الثمانينية  تعيش وحدها رغم أنها بالكاد تقدر على السير بالعكاز (أيو إجرتين)، تأني إليها امرأة كل صباح كما قالت، لتساعدها في أعمال البيت لسويعات وتذهب، بينما تقوم العجوز بخدمة نفسها من طعام وشراب طوال اليوم.  حزنت عليها كثيرًا وعلى عيشتها وحمدت الله على نعمة الإسلام والعائلة وتقاليدنا وعاداتنا الشرقية الحامية لشيوخنا وحجاتنا وأمهاتنا وأخواتنا من أرذل العمر، تلك الفترة التي يمر بها بعض الناس كما ذكر تعالى في قوله:"وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ  يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ" سورة الحج - ٥، ح

تمديد إرادة رمضان

    ها قد انتهى رمضان نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، شهر تبعه عيد واحتفال بإنجاز حُقّ للمسلم أن يفتخر بدينه والتزامه وإرادته التي مكنته من صوم شهر كامل يمتنع فيه عن الملذات، شهر يجعل غير المسلمين يتعجبون من ذلك، ومازالت أذكر ردة فعل صديق بريطاني عزمته للعب كرة القدم معنا بسبب شح اللاعبين الفلسطينيين حينها وضعف مستواهم (أتمنى أن لا يقرأ هذه المشاركة أي منهم) حيث قمت بتنظيم بطولة في رمضان للجالية العربية والاسلامية في نوتنغهام وأنا طالب (نعم عزيزي القارىء؛ طالب الجامعة لا يجب أن يذهب للجامعة فقط لدارسات المساقات المنهجية). لم يستوعب صديقي كيف أننا نصوم ثم نذهب ونلعب الكرة، وهاهم يتعجبون مما يحصل حالياً في الدوريات الاوربية وخصوصًا بعد وصول الكثير من اللاعبين المسلمين لمستويات مرتفعة يتابعهم الملايين، ويكفي هاتريك بنزيما مؤخراً في برشلونة في كلاسيكو الكأس الأخير (معلش سامحونا ربع برشلونة مش قصدي أذكركم وأنكد عليكم بس القصة مناسبة للموضوع).   هذا الإيمان والالتزام والإرادة يجب أن يوظف بعد رمضان وفي مجالات الحياة كلها فيكون المسلم قدوة في إتقان العمل والتفوق على الذات والالت

قيمة الأعمال المنزلية

  يستهين بعض الناس بقيمة الأعمال المنزلية التي عادة ما تتفضل بهن علينا أمهاتنا وزوجاتنا بكل حب ودون أي كلل أو ملل، وخصوصًا في رمضان حيث يكسل الرجال أكثر، وهذه ظاهرة علمية اكتشفناها أو بالأحرى اخترعناها نحن معشر الرجال وأقنعنا أنفسنا أننا نتعب أكثر في العمل بالخارج حتى ولو كانت زوجاتنا تعمل أيضًا مثلنا (عمل مكتبي مثلًا)، لكن نحن لسبب ما نتعب أكثر (يمكن ال DNA حقنا).  تفاجأت بمعلومة مبهرة في هذا الخصوص وأنا أقرأ بالأمس في كتاب "عالم بدون عمل" A World without Work لاقتصادي جامعة اكسفورد دانييل ساسكند (سأكتب عنه لاحقًا، مع أني عارف مش رح كالعادة) وهي القيمة الاقتصادية لتلك المهام التي تشمل الأعمال المنزلية والعناية بالأطفال وما شابه، ففي بريطانيا مثلًا تم تقدير هذه القيمة ب ٨٠٠ مليار جنيه استرليني سنويًا، أي أربعة أضعاف قيمة قطاع التصنيع والانتاج في بريطانيا، هذا القطاع الذي يشكل أكثر  من ٩٪ ؜ من الدخل القومي، لكن طبعًا تلك المهام المنزلية غير معتبرة عند الاقتصاديين ولا تدخل في حساب الدخل القومي، وذلك ما قد يجعلها خفيفة على اللسان ولا تدخل في الحسبان، رغم أن قيمتها تتعدى القيم

هذا هو المسار الذي يجب أن نركز عليه

  مسارات الحياة وتعرجاتها المتمثلة في الاحتمالات العديدة لرسم سيناريوهات مختلفة قد تجعل الإنسان يتفكر وربما يندم على أشياء كثيرة، يندم لأنه لم يتزوج فلانة أو أنها خسرت المنحة الدراسية أو العمل لدى تلك الشركة المرموقة، أو لو أنه تحصل على تلك الترقية وهكذا، ولا يدري أن كل تلك المطالب والأمنيات لن يكون لها أثر على المدى البعيد في سعادته لو تحققت كلها، وكذلك الحال في المصائب والنكسات، يقول دان جيلبيرت بروفيسور هارفارد أن الإنسان يملك قدرة عجيبة على التكيف، ويضرب مثلاً فيقول أن الإنسان يستطيع التغلب على ألم مصيبة كبيرة خلال 3 أشهر فقط، لكن معظم الناس يجهلون تلك القدرة العقلية العجيبة بل يسيئون استخدامها بتخيل مشاعر مستقبلية من خلال عمل محاكاة غير دقيقة، فمثلاً  عندما نتخيل وظيفة مرموقة رفيعة المستوى، فإن رؤيتنا تشمل الراتب المرتفع ومكتب كبير وبدلة، ويهمل دماغنا ما يأتي مع ذلك من قلة وقت الفراغ بسبب الساعات المرهقة، وربما على حساب العائلة فيعيش زواجاً تعيساً.   مسارات الحياة لن تكون متشابهة، بل مختلفة لكن مشاعرنا وتفاعلنا معها هو الأهم، تُعطى نورا الفرصة لتجربة العيش في سنيوروهات مختلفة في ر

بناء الإنسان المقاوم للزلازل

    مع مجيء الأبناء والبنات ونموهم بسرعة تتغير بوصلة الآباء والأمهات ويصبح جل اهتمامهم توفير كل شيء ممكن لهم طمعًا في رؤية انجازاتهم في المدرسة والرياضة والجامعة والوظيفة، وقد أصبح الموضوع معقداً أكثر بوجود وسائل التواصل الاجتماعي بل قد يخرج عن السيطرة أحياناً، فيرهق الآباء جريًا وراء كل نشاط لمجاراة جيرانهم الافتراضيين المتواجدين في الوطن والشتات وفي كل أنحاء العالم.    كل ما سبق مقبول وحميد لكنه يظل بنياناً سطحياً ظاهراً للعيان، سرعان ما سينهار إن لم يكن مبنيًا على أسس متينة ومبادئ راسخة متمثلة في الإيمان والصدق والأمانة والنزاهة والإحسان واتباع الحق مهما تعارضت المصالح ونصرة المساكين والمظلومين مهما تكالبت الظروف وغيرها من الأخلاق الحسنة التي لا تبور مهما تغيرت الأحوال، هؤلاء هم الحصاد الحقيقي الذي لن ييبس كغيرهم من الزرع المادي الذي قد تذروه هبة ريح، أو سيمحيه زلزال في محنة أخلاقية في الدراسة أو العمل بسبب عدم تحصينهم.  هذا لا يعني ألا نشجعهم على البناء ونجلس معهم في حُفر الأساسات أو نصنع خيمة من أعمدتها، فالبناء مطلوب لكن بشكل متوازي بحيث ينزل في الأرض ممكنًا ومؤسساً ويسمو إلى

محاولة فهم الآخر

من الأشياء الجميلة التي تعلمتها من القراءة في موضوع الإبداع هو محاولة فهم وجهة نظر الآخرين بل وتقمص شخصيتهم لفهمهم أكثر. صحيح أن الموضوع صعب وأحياناً نراه ثقيلاً وخصوصاً إذا ضرب على وتر حساس عندنا، لكن فوائده عديدة، حيث يجعلنا نأخر أحكامنا ونوسع مداركنا ونخرج من بوتقتنا  ونفكر خارج الصندوق، ونحسن قدراتنا الإبداعية فلا نقتل الأفكار في مهدها لأنها ليست أفكارنا أو لأنها ليست على هوانا أو متعارضة مع أفكارنا ومفاهيمنا. وقد بينت  دراسات عديدة  أن المبدعين عادة لا يزعجهم بل يستمتعون في نقاش الأفكار المتضادة في نفس الوقت أو ما يسمى "التفكير المتناقض" ، وربما أهم المبدعين الذين برعوا في ذلك هما آينشتاين ودافينشي.     ولا شك أيضاً أن محاولة فهم الآخرين يزودنا بأفكار جديدة ووجهات نظر من زوايا مختلفة ربما لم نفكر بها من قبل. هذا لا ينطبق على الكبار ورؤساء العمل والزملاء في العمل بل حتى الأطفال فكلامهم مليء بالابداع والحداثة وتحدي الواقع وتمحيص الأفكار النمطية وخصوصاً إذا جثونا على ركبنا وتحدثنا معهم واستمعنا لهم بحق وليس مجاملة أو لمدح سريع أو "تمضاية" وقت.  عمالقة تطوير الذات

زلزل زلزال تركيا وسوريا مشاعرنا لكنه لا يحب أن يهز إيماننا

  كتب أحد "القصاصين" المشهورين في على صفحته "لو كنت إلاهاً …" قبل أيام، ولم أكمل قراءة ما كتب من شدة تعجبي لبداية كلامه، للأسف بعض الناس لا يكتبها صريحة لكن تراها في كلامه ضمنيًا حيث يوزع الضحايا هذا في الجنة وهذا في النار أو هذه عقوبة وهذا امتحان!  فاجعة زلزال تركيا وسوريا مذهلة ومؤلمة ومؤثرة وتؤدي بالناس للحزن والتساؤل والتفاعل ونسيان قوله سبحانه: ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ). نحن البشر أحياناً لا نتجرأ على سؤال الطبيب؛ لماذا وكيف؟ لأننا نعلم أنه يعرف عن أجسادنا أكثر من أنفسنا ويكتب لنا الدواء والعلاج الأليم فنقبله مسرورين، لإيماننا أنه في مصلحتنا في النهاية (ولله المثل الأعلى)، أحداث سورة الكهف وكثير من مراحل حياتنا وصعوبات مرت علينا ولم نعلم أن خيرها كان في شرها حينها.  ما تقدم ذكره كله في الدنيا، وهي في الحقيقة مرحلة بسيطة جداً من حياتنا التي لا تنتهي بوفاتنا فالآخرة هي الأساس الذي نعمل ونستثمر في الدنيا لأجلها، فإن دخل عليك الحزن من باب الضعفاء والفقراء فرحب به وابكي وتبرع وساهم لكن تذكر أن المؤمنين مهما كانوا فقراء سيجدون جزاء ما عمل

طارق أبواب العودة

  زحفت حليمة التي قوَست النكبة ظهرها مع صديقاتها التسعينيات من مخيم الجلزون إلى بير نبالا التي تكاد تكون قاب قوسين أو أدنى لكن الطريق مغلقة أمامهن، وصلت الحجات الثلاثة إلى منطقتهن وبحثن ولم يجدن شيئًا إلا البئر، جلست حليمة على "بير" بيتها وعيونها تلمع مثل النبال، تمسمرت مع صديقاتها ورفضن العودة، وحق لهن! لكن طارق البكري أخذ بأيديهن لمشاهدة البحر الذي عزَ على حليمة لأكثر من سبعين عامًا، بللت قدميها ويديها وثوبها النبالي المطرز ثم غادروا وأخذوا قلوبنا معهن كما في كل قصة ولدت من رحم مبادرة طارق "كنا وما زلنا"، التي شاركها معنا أمس في مسرح المكتبة الوطنية في الكويت، حيث تجسدت القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها في صور وحكايات قلبية وجلية، رغم تلألئ عيون الحاضرين الضبابية. امتدت المحاضرة لأكثر من ساعة لكنها مرت كدقائق، حيث كانت المشاعر تصعد وتهبط ثم تتنهد وتتفكر وتتألم ثم تتأمل، فها هو أحمد الخالدي يأتي إلى عروس البحر لرؤية بيت جده الذي هجر في الحرب يسمي ابنته يافا، وكيف ليافا أن تنسى يافا. انسابت قصص طارق العديدة كالجداول النقية لتسقي القضية، تلك الشجرة الثابت أصلها وفرو

في مديح البطء

  في كتاب  In Praise of Slow  " في مديح البطء"   يتحدث كارل هونور عن تغير الحياة وكيف أصبح كل شيء سريع، وأصبح البطء مذموم، ويحثنا أننا أحيانا بحاجة إلى أن نتمهل قليلاً ونعيش اللحظة. فصّل الكتاب مجالات عديدة ضمن فصوله لكن كارل كغيره من المؤلفين يحاول دائماً تجنب الحديث عن الدين (ما بعرف ليش بس بحس معظم الكتاب الغربيين يستحوا او يخافوا أو بجاملوا الملحدين؛ مجرد شعور وممكن اكون غلطان).  رتم هذه الحياة السريعة دخل علينا من كل باب، وما زال يزداد، في العمل وفي البيت وفي كل مكان،  ومع مواقع التواصل الاجتماعي وظهور الرييل والشورت (شورت اليوتيوب وليس البنطال القصير)، سيصبح الناس سكارى وما هم بسكارى. ليس مقام    هذا المقال لكن يجب الانتباه لمدى كارثيته علينا وخصوصاً الاطفال من الناحية الذهنية والنفسية و ربما لا نحتاج الانتظار لنتائج الأبحاث ذات العلاقة.  إذن أصبحنا نعيش بسرعة، ونطالب دائما الانتهاء من كل شيء بسرعة، يقول ارسن فينجر مدرب آرسنال السابق انه في المستقبل لن يستطيع الناس تحمل مشاهدة المباريات كاملة بل لقطات فقط!   حتى الأذان والإقامة وما بينهما والصلاة والخطبة نريد اختصار اوق

الإشاعات

  ديفيد بيكهام يخفي اسلامه بسبب عدم قدرته على إزالة الوشوم شرب الزنجبيل مع عرق سوس على الريق يحميك من السرطان والحسد والجفاف بعد السحور النوم على الجانب الأيسر يضعف من عضلات مخك الأيمن رش ملعقة قرفة على كل وجبة وكل ما تشاء وسينزل وزنك ثلاثة كيلو بعشرة (الموز) ما تقدم مجرد عناوين نثرتها على الورقة هكذا متقمصاً أولئك الذين يستمتعون في اختلاق الإشاعات الرنانة طمعاً في لايكات أو تعليقات أو مجرد متابعة لمدى انتشار إبداعهم الأدبي. الأدهى هو انتشار هذه الترهات بسرعة كبيرة لدرجة أن المثقفين والمتعلمين قد يقعون في الفخ بسبب شدة انتشارها بل وقد يشاركوا فيها. وقد أظهرت دراسة لجامعة ماساتشوستس أن احتمال انتشار الأخبار الكاذبة والاشاعات أكثر من ٧٠٪ ؜ من الاخبار الصحيحة، وأسرع بعشرين ضعفاً قياساً لعمق التغريدة (اعادة النشر دون انقطاع في تويتر) ! السؤال: لماذا؟  يجيب الباحثون أن السبب الرئيس هو حب الإنسان لأي جديد novelty   ، لأنه يلفت الانتباه ويعطيك معلومات   جديدة ويحفزك على نشره في أسرع وقت لتحظى بمكانة أول من علم وأول من نشر حسب المنظور المعلوماتي والاجتماعي. لذلك واجبنا جميعاً أن