ربنا خلق الدنيا ونزل الكتاب وهزم الأحزاب، ويعلم كل ما حدث ويحدث وسيحدث، فترى العديد من الآيات المناسبة لكل الأحداث وكأنها تتجدد بمعانيها لتناسب ما يمر به الإنسان ليتواصل معنا ربنا " عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ " يعلم الغيب فيرحمنا ويرشدنا ويخبرنا ويسلينا في الشدائد لتطمئن القلوب في ظروف " وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا " وأن الله ليس كما حسبتم " غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ " وأنه إن تعجبتم من امتدادهم وتمددهم فإنه " وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ " ومددهم مادي زائل فهو مدد " مِن مَّالٍ وَبَنِينَ "، ثم اذا طغوا وتكالبوا على المؤمنين واجتمعوا عليهم وقيل اخشوهم " فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "، قصص عديدة ومواقف قديمة لكن غاياتها متكررة لندرك سنة الله " سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " مرّوا كلهم بظروف صعبة وربما أصعب مما يحدث اليوم وكان وما زال بين المؤمنين " سَمَّاعُونَ لَهُمْ " ، لكنه جل وعلا بيّن أن كل ذلك ابتلاء " وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ".
ويذكرنا ربنا أنه الخالق فانظر أمامك إلى الحب والنوى وفوقك النجوم
والأجرام " إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ
اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ "، نعم ذلكم الله فاركن إلى الصمد يغنيك
عن كل شيء وفي كل حين وأن ذلك لك لا للكافرين، فكيف تيأس يا عبدي وأنا مولاك
" ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ
الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ ".
وكما قيل " إذا أردت أن يكلمك الله فعليك بقراءة القرآن و إذا أردت أن تكلم الله فعليك بالدعاء" ،وما أحوجنا في هذه الأيام إلى قراءة القرآن وتدبره والدعاء فيكون تواصلنا ممتد ومتواصل.
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربنا، إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا ، إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، ولكن عافيتك أوسع لنا، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنزِل بنا غضبك أو يحلّ علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولاقوة الا بك.
تعليقات
إرسال تعليق