التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٥

العاطفة الشرقية

العاطفة الشرقية العاطفة الشرقية على رومانسيتها و حماستها و حلاوتها ، الا انها لا تصنع طائرات و لا سيارات و لا تمكننا عادة من الوصول الى اختراعات او اكتشافات مهمة للانسانية. بل انها قد تجر الويلات و تودي بصاحبها اذا تحكمت به و عبّدته هواه و الشهوات. العاطفة ان كانت هي الحاكمة فإن صاحبها سيكون في مهب الريح ، ريح الأصدقاء والأعداء الذين سيلعبون به لعبا بدون ملعب او حكم .     لاندعوا الى التخلي عنها كلية و كبح جماحها بالمرة لتصبح الحياة جماد و مادة صرفة ، لكن غلبة العقل هي الأساس و الاهم هو التركيز على استثمارها في وقتها المحدد لتكون عامل مساعد و محرك ، فالتناغم و التوازن مطلوب ، لكن الرجاحة و الأناة و التفكر و إعمال العقل هي الاساسيات حتى تكون القرارات محكومة بمنهجية علمية و مبنية على حقائق حقيقية تتجاوز ردات الفعل بل سباقة الى توقع الأحداث و تحضير الرد عليها قبل حدوثها !  مقاومة ردة الفعل وتبطيئها يحتاج الى تمرين ومهارة فهو صعب فكما تقول الدراسات ان الدماغ يشعر ٣٠ الف مرة اسرع من ان ينفذ و ينفذ اسرع ب ٣٠ الف مرة من ان يفكر. ولذلك عادة ما نتصرف ثم نراجع

سينير العلم بيوتها لا كهربائها

سينير العلم بيوتها لا كهربائها   خلال الفترة القصيرة الماضية قمت بإعطاء ٤ محاضرات من خلال الاتصال عبر الانترنت مباشرة و مسجلة لطلاب الجامعة الاسلامية في غزة لخصت فيه مساقا كاملا كنت أدرسه في جامعة النجاح الوطنية في نابلس. الفكرة بدأت من خلال طالبة اسمها أميرة حجازي (رئيسة فرع مجموعة طلاب المهندسين الصناعيين) تواصلت معي من خلال الفيسبوك. اقترحت الفكرة واعجبني فيها اصرارها العجيب و تواصلها المستمر الذي أدى الى سرعة تنظيم المحاضرات و بالتنسيق مع الطالب ايهاب زقوت.  عادة ما انظم المحاضرات من خلال برنامج WizIQ بالتسيق مع م. أحمد حناوي لكنهم اخبروني ان الكهرباء غير متوفرة في غزة باستمرار في البيوت و لن نتمكن من ان يكون الجميع online ، فكان الحل ان يجمعوا أنفسهم في الجامعة.   صحيح ان التفاعل كان عن بعد و بدون صورة عدى شرائح ملف PowerPoint ، لكني شعرت بروح متعطشة للعلم و متحمسة ، اقتطعوا من وقتهم ليتعلموا شيئا إضافيا غير محاضراتهم الالزامية ، و ورغم ان الظروف الاقتصادية و السياسية و الأمنية سيئة جدا، و فرص الوظيفة شبه معدومة و الصناعة متهالكة ، الا انهم يؤمنون حقا ان على هذه الار

من منا لا ينفطر فؤاده

من منا لا ينفطر فؤاده  من منا لا ينفطر فؤاده و يتقزز من حقارة هذه الصحيفة المغمورة و سخريتها متسترة بحرية الرأي و خصوصا بعد كل هذه الضجة الإعلامية ! يهدفون الى إنهاك عواطفنا و يراهنون على دموعنا ان تصبح وقودا لنار تحرق رسالتنا قبل ان تحرقهم فلا تصلهم! لكنا نقول لهم دموعنا ستكون ماء يُطفئ لظى حرقة قلوبنا من حبنا لرسولنا ، سنهدأ و سنعمل اكثر لنجرم بالقانون من يجرح شعورنا فقد جرم غيرنا هولوكوستات و تخدرت أصوات عندما كانت الانتهاكات خارج حدود هذه الحضارات!  ستخرس الالسن عندما تصبح سخريتهم دافعا لتكثيف الجهود بالتعريف بسيرته العطرة و ستغلق ابوابها عندما تشاهد علاقة طردية سببية بين منشوراتها التافهة و عدد من يدخلون الاسلام في بلادها. ناسف عليهم و نحزن على جهلهم بأعظم إنسان عرفته البشرية ، ولكن " على قلوب أقفالها"      حسبنا الله و نعم الوكيل 

ويتجدد الاشتياق

تبدأ أجواء الرحلة عندما تخلع الماديات الأقرب الى جسدك وما بها من تصاميم و'ماركات' لامعة لتتساوى مع الجميع بلباس يمثل النقاء والتجرد المعنوي قبل المادي.  تزيد سرعة دقات قلبك كلما اقتربت من مكة وكأنك تزورها لأول مرة (فكيف بمن زارها لأول مرة) ، تنسى من حولك مهرولاً وأنت تسمع همسات الذاكرين بكل اللهجات و اللكنات كلما اقتربت متلهفاً أن تطل عليك الكعبة من بين الأعمدة بسوادها المزركش بالآيات وتدعوك إلى عناق المشتاق. تبدأ الطواف وتتلألأ العيون وأنت تطوف مع الناس حولك يبتهلون ويدعون ، وعيونهم ليست على بعضهم فلقد نسي الناس الناس فهم اليوم عند بيت رب الناس . يعود فكرك إلى صور قديمة من التاريخ البشري فتستذكر آدم و إبراهيم و إسماعيل وبشكل غريب تتذكر المسجد الأقصى ، ليس لأنك فلسطيني بل لأنها علاقة وثيقة ارتبطت عقدياً بين المسجدين.  تتأمل بالشعوب حولك والأشخاص سواسية منتشرين من غني وفقير ، أشقر وأسمر ، صغير وكبير ، فتشاهد الحب والبساطة والإصرار والتعاون وأحيانا قليل من الجهل.  تنطلق بعد السبعة أشواط إلى السعي وتستذكر هاجر تبحث عن الماء ثم تقول زم زم ، وتنتهي

عشرات تبني و "كم من واحد" يهدم

بينما يعمل كثير من المخلصين في أوروبا على مساعدة الناس بهدوء وموضوعية وعلم وفن يظهر رقي الدين الإسلامي في الطرح والدعوة والحوار، يأتي كل فترة مجموعة بسيطة لتهدم أبراج من الإنجازات التي تتحدث بأرقام تتمثل بأعداد كثيرة ممن يدخلون الاسلام أفواجاً، بل ويصبحوا عادة سفراء ينجزون أضعاف أقرانهم من العرب والشرقيين. أحداث الهجوم على الصحيفة الفرنسية اليوم ما هو إلا مثال على الهدامين.  ردنا يجب أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة لمن له وزن وقيمة وأثر، ونطمرهم بحملات ورسائل استنكار ومقاطعة شعبية بالإضافة إلى الضغط عليهم إعلامياً وثقافياً، تجمهر أمام مقراتهم ورفع الشعارات التي تبين مقدار الحب للرسول ومدى الألم الذي تعرضنا له، واستغلال الفرصة للتعريف به صلى الله عليه وسلم، بل إنهم سيكونون منبوذين من مجتمعاتهم لأن المجتمعات الغربية عادة لا تحترم من يجرح مشاعر الآخرين لأي سبب ديني أو عرقي. أاما من لا وزن له ولا قيمة مجتمعية كبيرة فيجب أن نهملهم ونقول لهم "سلاما".  المزعج بالأمر وجود مفسفسين و مغردين مؤيدين، حسبي الله و نعم الوكيل والله يهديهم!