مررت ببيتنا الذي مضى وتذكرت كل شيء راح وانقضى تذكرت أمي وأبي وجلسة البرندة شرفة اللقاء والوداع ومخزن المودة اليوم كانت الستائر مغلقة وشاحبة ولو ظن العالم أنها مفتوحة ومزهرة حتى عين بلاطة اللذيذة باتت مقفلة ربما كان خيراً أن تغربنا وابتعدنا وإن عدنا فآخر غرب المدينة سكنّا ظن منا أننا سننسى لكن الألم كان أقصى فالأحلام والكلام والقهوة معاً لا تنسى كيف تنسى؟ فالمكان سراب لولا المشاعر والهمسات والنظرات أمي كانت سحر من الابتسامات لولا سَحبها ودفعها وحبها لما صعدنا وتسلقنا الدرجات وتجاوزنا العقبات لذلك نذكرها كلما تقدمنا وكلما تعثرنا لأنها بهجة الأفراح وبلسم الآهات رحمها الله وأبي وأسكنهما فسيح الجنات
خواطر ومقالات قصيرة في مواضيع منوعة - د. حسام عرمان