التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2021

الرياضة لم تعد اختيار

  زمان كان الإنسان يتحرك طوال اليوم في الحقل أو في المصنع أو في التجارة، أما الآن فنسبة كبيرة جداً منا يقضي معظم وقته جالساً أمام الحاسوب واذا عاد جلس على الأريكة يقلب قنوات التلفاز أو هاتفه المحمول!  هكذا أصبحنا مثل الآلات الثابتة في المصانع والشركات، فتمسمرت ركبنا ونسيت أرجلنا أن أحد أهم وظائفها الانثناء ونقلنا من مكان لآخر وتنشيط دورتنا الدموية وكافة أعضاء جسمنا. ولأن العودة إلى الحياة البسيطة المليئة بالحركة شبه مستحيلة فلابد أن نعدل من حياتنا وروتينها المليء بالسكون وذلك من خلال ادخال برنامج رياضي ولو حتى المشي، ولنكون قدوة للصغار فحياتهم ستكون أصعب منا بكثير.  يتعذر الكثير من قلة الوقت والانشغال لكنه يقضي ساعات يقلب هاتفه في العمل والبيت، ويخبرك أحيانا أنه كبر وعمره لم يصل أربعين (ابراهيموفيتش لاعب ميلان عمره ٤٠ ومسجل ٧ أهداف لحد الآن) !  بامكاننا جميعًا كل حسب وضعه التفكير بشكل ابداعي لتسهيل التغيير وإدخال نشاط رياضي يناسب حياته، وهنا أرفق لكم بعض الأفكار التي قد تساعدكم (كنوع من الوكز)؛  ١. الاشتراك مع مجموعة تمارس الرياضة بشكل مستمر (رياضة جماعية) ٢. اختيار وقت محدد يومي أو حت

ما زال خير جليس وأكثر

عندما تدخل مواقع التواصل الاجتماعي تسعد برؤية الأصدقاء وأطفالهم، وأجمل شيء عندي مشاهدة صور الأطفال يستمتعون في الخارج مع عائلاتهم وشجر الزيتون. وفيه فرصة لتحية الآخرين من خلال التهاني والتبريكات أو المواساة والتعزيات. لكن في نفس الوقت تشعر وكأنك دخلت سوقاً مزدحماً بالمقالات والحكايات الطويلة والقصيرة وكل ينادي على بضاعته سبونسر (مدفوع) أو بوست مجاني! وتدخل وتقرأ مقالاً تقنياً أو سياسياً أو ثقافياً وتؤجل العشرات أو المئات إلى يوم ما (لو مش مصدقني بص حضرتك على saved) ! وتحاول مجاراتهم وسرعة أخبارهم لكنك ترهق وتشعر بضغط كبير أنك لم تحط بكل شيء سواء في العلوم أو التكنولوجيا أو  الأعمال، وتتعب عيناك وخصوصاً اذا كنت من جماعة الموبايل والتطبيقات. على النقيض الآخر وعندما تجلس لتقرأ في كتاب سواء ورقي أو كندليّ، فإنك تجلس بهدوء وسط عاصفة من الأفكار تستمع فيها وربما تحاور الفلاسفة والعلماء والكتاب والرياضيين والمؤرخين العرب والعجم وتمشي معهم وتشعر بمشاعرهم وتتعلم من آراءهم وتوصياتهم وتتفق معهم حيناً وتختلف حيناً آخر.  يرتاح ضميرك وعقلك وقلبك وأنت منشغل عن الدنيا مع صديق جاءك من مكان بعيد ليقص علي

رياضة جديدة

  تطوعت خلال فترة دراسة الدكتوراة في أحد المدارس الإسلامية الباكستانية في بريطانيا لتعليم كرة القدم كنشاط أسبوعي بعد المدرسة، وكما تعلمون فإن الباكستانيين يعشقون الكريكيت والكريكيت فقط ولا يهتمون بكرة القدم (على الأقل في ذلك الوقت)، وخصوصًا أنهم طلاب صفوف ابتدائية. وبعد عدة أشهر حبيت ألهب الأجواء وأغير الأصداء  فرتبت مباراة ودية مع فريق ليبي وخسرنا يومها ١٣-١، وكانت صدمة للجميع، مش بس لأني يمكن مدرب أي كلام  ، لكن مستوى الفريق الآخر كان متميز جداً، وحتى لاعبينا الجيدين تمسمروا من الخوف في المباراة فقد كانت أول تجربة لهم.  قد تجتمع عوامل عديدة من شأنها تحقيق خسارات ثقيلة لكن لا شك أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وخصوصًا لمن ليس له باع ولا ذراع ولا خبرة ولا ثقافة متجذرة في رياضة معينة، وبالتالي لا يلام اللاعبين ولا اللاعبات، والمدرب أكيد ما له دخل  . طبعاً هذا لايعفي المسؤوليين من مراجعة الأداء وتحليل مواطن الضعف للوقوف على الأسباب وتحديد استراتيجيات بعيدة المدى، ولكن في جميع الأحوال لا يجوز التنمر على اللاعبين واللاعبات، فكيف اذا كان في رياضة وثقافة جديدة بالنسبة إليهم.

أنّبني حذائي

  قررت هذا الأسبوع شراء حذاء رياضي جديد للركض بعد أن عوّرني حذائي القديم، فذهبت للسوق ووجدت عرضاً جيداً على هذا الحذاء الذي في الصورة. جربته وأعجبني واشتريته وخصوصاً بعد أن لاحظت أنه يمكن شبكه مع الهاتف من خلال البلوتووث فقلت في نفسي فرصة أجرب هذه التكنولوجيا الجديدة أيضاً. حمّلت التطبيق وخرجت في صباح الغد لأجربه وأستمع له وهو يحدثني عن مقدار المسافة المقطوعة والسرعة وغيرها من المؤشرات التي لم أسمع بها من قبل في حياتي، وفي النهاية قرأت ملخص التقرير ونصائحه وتنبيهاته ( يعني  لم يؤنبني  حقيقة   لكن لزوم بهرجة العناوين)، مثلاً يبدو أنني كنت أركض خارج مدى طول "السترايد"! طبعاً لم أفهم شيء بعد، وسأحاول قراءة المصطلحات وعمل التعديلات المطلوبة لمدربي الشخصي الجديد لاحقاً! نعم هل سمعت عزيزي طالب الرياضة البدنية! (أنا كمان طول عمري نفسي أدرس رياضة لكن معدل التوجيهي منعني)، إذا كنت ترغب أن تصبح مدرباً شخصياً فقد تحتاج للتفكير مرة أخرى :) ستظل التكنولوجيا الجديدة تبهرنا في منتجات جديدة نتعرف عليها ونتعامل معها يومياً وتتعرف علينا وعلى احتياجاتنا وستفهمنا أكثر من أزواجنا وأصدقائنا ومشرفي

سعادة تشارلي وعائلته الذهبية

  Source: Wimp مشهد اجتماع أسرة تشارلي في فيلم تشارلي ومصنع الشوكولاتة الرائع المبني على قصة المبدع رول دال بنفس الاسم يجعلك تتأمل في الحياة كلها وأهم ما فيها. اجتماع الأسرة الفقيرة في غرفة صغيرة يوضح لك روح السعادة في حياة بسيطة وجميلة رغم الفقر والهموم، فالأسرة الصغيرة التي يشد بعضها بعضاً وتهتم بشؤون بعضها وتفهم وتتفهم بعضها تضحك من القلب وترتوي كل يوم بالحب وتنام قريرة العين يدفيها كوب من الشاي وحرام بسيط يغطي أجسادهم مجتمعين. بينما ترى الأسر الأخرى المنتفخة مادياً (كما أظهرت أمثلة في الفيلم) قد تنكدت معيشتها وأصبحت ضنكاً، وتهدمت بيوتهم بمعاولهم وتصرفات أبنائهم.             التربية الصالحة والأخلاق الحسنة هي الكنوز الغالية لا العقارات ولا السيارات ولا كل متاع الدنيا، وكما قال القرصان جاك سبارو (على ما أذكر): "ليست كل الكنوز من الفضة والذهب"، وكلها متاع يأتي ويذهب فإن كان هو الأساس وجل الاهتمام تدمرت الأسرة في كلتا الحالتين. يقول جد تشارلي بعد أن ربحوا التذكرة الذهبية وفكر تشارلي في بيعها ليعين أسرته: "هناك الكثير من المال في الخارج، إنهم يطبعونه كل يوم ..."

فرحة البرونز أكبر من الفضة

  gettyimages لا شيء يعادل الذهب وفرحة الذهب، سواء كان ذلك لرجل السوق والأعمال أو للعروس المتأنقة يوم عرسها أو في الأولمبياد كما نرى هذه الأيام في طوكيو. هذا مفهوم وطبيعي لكنه من غير المنطقي أن تجد البرونز أعز من الفضة وأصحابه أكثر ابتهاجاً! تابع معي هذه الأيام المتسابقين وهم يصعدون المنصات وستلاحظ ذلك بنفسك (في أغلب الأحيان). لقد أكدت دراسة حديثة نشرت العام الماضي في مجلة علم النفس التجريبي نتائج سابقة بينت أن الحائز على الميدالية البرونزية (المركز الثالث) أكثر سعادة من أولئك الذين جاءوا في المركز الثاني ولبسوا الميدالية الفضية!   ظاهرة غريبة لكنها تفسر طريقة تفكير الإنسان بشكل عام عندما يتعلق الأمر بالمقارنة ومعاييرها المختلفة كما ذكرت سابقاً في مقالتي " هوّن عليك واستمتع بما لديك " كيف أن المشاركين في تجربة علمية استمتعوا بأكل كيس بطاطا الشيبس أكثر عندما كان بجانبه علب سردين ونقص استمتاعهم عندما كان بجانبه ألواح من الشوكولاتة !  في هذه الدراسة قام الباحثون بتحليل صور الفائزين من الألعاب الأولمبية الخمس الأخيرة من خلال برنامج متخصص يمكنه التفريق بين شخص يبتسم تكلفاً

لن ترتوي مهمات اشتريت

مهما اشتريت من أشياء وأغراض استهلاكية فإنك لن ترتوي ولن تكتفي، لأنهم سيذكرونك دائماً أن ما عندك أصبح قديماً أو خارج الموضة أو ربما بطيئاً (كما فعلت شركة أبل متعمداً وقد اعترفت واعتذرت).  إنها حمى التنافس في السوق الرأسمالي الحر، وقد وصف هذه الظاهرة الاقتصاديان الحائزان على جائزة نوبل في الاقتصاد في كتابهما Phishing for Phools ، حيث بدأت الظاهرة عندما تقدمت شركة جنرال موتورز بنموذج عمل مبتكر مكنتها من التفوق على منافستها فورد المعروفة حينها بالتفوق النوعي من حيث الأداء والوثوقية والديمومة في التصميم وسهولة الإصلاح و خصوصاً موديل تي.  استراتيجية شركة جنرال موتورز تمثلت بإصدار منتج مطور كل عام ويقدم للجمهور على أنه منتج جديد رغم أنه في حقيقة الحال تعديلات وإضافات ثانوية، لكنها كانت تغلفها وتسوقها وكأنها تصاميم سيارات جديدة كلياً وأفضل من سابقاتها وبالتأكيد أكثر عصرية، وتمكنت من إقناع شريحة كبيرة من الجماهير المتعطشة لكل جديد.  هذا النموذج أصبح العرف في مختف الصناعات، حتى فورد نفسها تبنت هذا النموذج وغيرها من الشركات ولا نستثني “النظيفة أخلاقياً" منها، وذلك بسبب ضغوط المنافسين

التعلم بالعمل

  لا تزال مشكلة الفجوة بين الأكاديميا والعمل مستمرة رغم مبادرات عديدة وورش عمل سخية، فالحلول ترقيعية وليست جذرية. المشكلة عميقة وبحاجة إلى تغيير في فلسفة عميقة تتغلغل في لب العملية التعليمية، حيث يوظف فيها التعليم لتحفيز التعلم، ذلك البركان الهامد الذي يتنظر الإشارات الإيجابية لينطلق وتنفجر طاقاته.  إذن ببساطة نحن بحاجة لكافة الأساليب التعليمية التي من شأنها إثارة ذلك البركان لينطلق وينخرط في الحياة ويتعلم منها ويواجه تحدياتها، فهو منها وسيخرج قريباً إليها فلماذا نحشره بين حيطان مؤسسات تقليدية وكأنه في سجن أو في غربة عنها.       أحد الأساليب وربما أنجعها في هذا المجال هو أسلوب التعلم المبني على المشاريع project-based learning. التعلم من خلال عمل مشاريع أو مهام ميدانية تنتشل الطلبة من مقاعد الدراسة التي تعتمد على حل أسئلة موضوعة ضمن قالب معين لتجيب عن سؤال معين من خلال كتاب معين إلى فضاء حقيقي يكون فيه مركز الحدث وقبطان السفينة، حيث يعطى الطالب الفرصة للتفكير في السؤال نفسه وجذوره وتحديد المعطيات والبحث عن الفرضيات والمعلومات اللازمة لفهم المسألة ومقابلة المعنيين لفهم آراءهم وتقمص وجهات

أثر الشاشة (تلفاز، موبايل، آيباد) على الأطفال – دراسات

  -           زيادة وقت الشاشة   يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني وزيادة مؤشر كتلة الجسم وتقليل الوجبات العائلية معًا وقلة النوم عند الأطفال -           لا يستفيد الأطفال دون سن الثانية بشكل عام على الإطلاق من أي محتوى يعرض على الشاشة حتى البرامج المفيدة (فوق سنتين فقط يصبح مفيد) -           يمكن للأطفال تعلم كلمة جديدة بشكل أفضل شخصيًا أو عبر مكالمة فيديو تفاعلية، مقارنة بمشاهدة نفس الكلمة التي يتم نطقها بشكل سلبي على الشاشة. -           أدمغة الأطفال الصغار تتطور بسرعة، ويظل التفاعل مع الوالدين أمرًا بالغ الأهمية لتعلمهم. -           الكثير من وقت الشاشة يمكن أن يؤثر سلبياً على فهمه لعالمنا ثلاثي الأبعاد وتقليل الخيال الإبداعي -           استخدام وقت الشاشة للأطفال في سن المدرسة يقلل من مهارات الصور الذهنية   المصدر: صفحة المستقبل - بي بي سي

غربة جسدية آنية

   جزء كبير من الشباب الفلسطيني يسافر للعمل ويتزوج ويؤسس أسرة ويقضي سنوات عديدة في الغربة دون أن يشعر، ويولد الاولاد والبنات ويكبروا وتمر السنوات مثل الأيام ونعيش جزء كبيراً من حياتنا تحت مظلة "فترة مؤقتة" مثلما فعل أجدادنا عندما أجبروا على الرحيل عام ١٩٤٨. وتمتد الفترة المؤقتة وتخلق معها بعداً جغرافياً عند الأطفال وأجواء حياة مختلفة عن ذويهم، فهنا ولدوا وترعرعوا، وقضوا أجمل أوقات طفولتهم النقية في ثنايا بلد قد لا يعتبروه غربة مثل أهليهم، وقد ينشغل الوالدان في خضم الحياة ويقتصر الحديث عن فلسطين في الصيف عند زيارة الأهل (والآن مع كورونا حرمنا حتى من زيارة الصيف).   لذا لا بد لنا من الاهتمام بالحديث عن فلسطين يومياً وكأنها كلا شيء وليس فقط وطن نحنُّ إليه كل حين، بل هي فطور الزيت والزعتر وميرمية الشاي الذي لا يحلو بدونها، أغانينا في السيارة أنغامها فلسطينية، ذكريات طفولتنا فلسطينية، وهي ليست نابلس ورام الله وبيت لحم حيث تربينا بل هي حيفا ويافا وعكا وزهرة المدائن حيث ولد أجدادنا أو أجداد أصدقاءنا.    يجب أن تظل فلسطين في قلوبهم وعقولهم عندما ينامون وعندما يستيقظون، وأنها حقنا الذ

الحرية راحة

  ح ر ي ة = ر ا ح ة، صدفة عجيبة في لغتنا الجميلة، أن تكون الحكمة في الأحرف ذاتها مع اختلاف الترتيب (الألف قد يكون أصلها ياء)، فأنت عندما تفكر بحرية ترتاح، يرتاح ضميرك وعقلك وعواطفك ولن تغلب مع الناس وحواراتهم، لن تناقض نفسك، ولن تكون بحاجة إلى تبرير أخطاء حزبك وجماعتك أو هفوات حمولتك وعشيرتك، لن تنافق للدولة ولا لمديرك ولا لرئيسك أو كفيلك، ستحكم على الأمور بناء على مبادئك ولن يملي عليك أحد شيئاً، لن يكون عندك أصنام ولا أعلام تستظل بظلهم مهما ظلموا، لن يضرك أن تنتقد يسارياً ولو كنت يسارياً أو تختلف مع يميني ولو كنت يمينياً. لن تضطر إلى مجاملة أفكارهم بلايك أو تعليق عندما لا يعجبك الكلام ولو كان من عظام الرقبة، الرقبة العائلية أو الحزبية أو الوطنية.   تحرر ترتاح ... ما أجمل صوت حروف هذه اللغة، كأنهت تتحرك وهي تتحدث (وهذه بحاجة إلى خاطرة منفصلة).  

بِحُب

  المتعة الحقيقية والسعادة المخفية التي يجب أن نسعى لها هي أن يصبح ذهابنا إلى الصلاة للراحة والسكينة، كالعاشق الظمآن ينتظر سكب الماء ولقاء الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا لإسقاط فرض والسلام. المتعة في القراءة تتحقق عندما يصبح النهم في تناول الكتب بلسماً للقلوب والعقول والسفر إلى عوالم أخرى لا للحصول على تأشيرة المثقفين والتنظير على الآخرين، وكذلك الحال في العلاقات مع الأهل والأحباب والأصحاب، فلا يكون لتمضية الأوقات بل لإثراء الإنسان للإنسان وتفهم الآخر واهتماماته وإلهامه. أما في ممارسة الرياضة فالسعادة الحقيقية لا تكون ببناء العضلات والتخلص من "الفضلات" بل لتتألق في بساتين الأزهار، تلك التي تتطاير من حولك وأنت تمشي أو تركض أو تسبح، وإن غبت تحدثت بغيابك إلى جسدك وقالت له اشتقنا إليك.         باختصار نحن بحاجة إلى أن نعبد بحب ونقرأ بحب ونتريض بحب ونحب بحب 

بعض كتب السير الشخصية لفترة الحجر الطويلة

  فترة الحجر التي نعيشها كل فترة طويلة ومملة وربما تكون مناسبة لاستغلالها بقراءة الكتب الطويلة مثل كتب السير الشخصية. أتوقع أن الكثير مثلي لا يحب قراءة هذه الكتب بشكل عام، لكني أنصح على الأقل وخصوصاً في هذه الفترة بقراءة سيرة سيدنا محمد صلى الله عليهم وسلم وعمر بن الخطاب ولي كوان يو ومهاتير محمد وستيف جوبز وآينشتاين وأخيراً الملاكم محمد علي.   مثل هذه الكتب تجعلك تبحر في عالم آخر تنهل من الدروس والعبر ولا تكتفي وخصوصاً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والخليفة عمر. أما السير الحديثة التي ذكرت هنا فستعطيك فكرة كيف تمكن الرئيس الناجح من نقل أمته وبلاده نقلة نوعية، وصاحب الأعمال الذي غيرت منتجات شركته العالم، والعالِم الذي فسّر ظواهر الطبيعة الخارقة بطريقة خارقة، والرياضي الذي أسر قلوب أعداءه قبل أصدقاءه وأحباءه .  صحيح أن هذه الكتب غالباً طويلة (قد تتجاوز ٥٠٠ صفحة) لكنك في قرآءتها تعيش لحظات حياة أصحابها بتفاصيلها فتنتقل إلى بلاد أخرى وعائلات متنوعة وبلاد جديدة فتشعر معهم ومع من حولهم كيف فكروا وتحركوا ودبروا وفشلوا وتحملوا وصبروا ثم نجحوا وانتصروا.   قد يكون وجود محمد علي في القائ

تذكّر كلما

  تذكّر كلما استيقظت ووقفت كم عانيت عندما انكسرت إحدى قدميك  تذكّر كلما نظرت بجانبك وزوجتك جنبك كيف كنت تنام وتستيقظ وحدك تذكّر كلما تكلمت مع والديك أن هناك من يتمنى قبلة على قدميهما تذكّر كلما نظفت أسنانك كيف كان الألم حين انتكس أحدهم  تذكّر كلما رأيت أولادك كيف كنتما تتمنيا وصول أولهما تذكّر كلما ركبت سيارتك كيف كنت تمشي أو تنتنظر التكسي تذكّر كلما دخلت عملك كيف كنت ترسل صواريخ السيرة الذاتية في كل اتجاه دون جدوى تذكّر كلما سافرت كيف كنت تتمنى ركوب الطائرة ولو لمرة في حياتك   وتذكر كلما وكلما وكلما ... أن هناك الملايين من المحرومين واحمد الله على تجدد العافية وبقاء النعمة اللّٰهم لا تغير علينا الحال إلا لأحسنه

الفخم بيرني

هناك شخصيات فخمة ولها حضور مميز ولو لم تتكلم ومنها بيرني ساندرز الذي غطت صورته تقريباً حدث تنصيب جو بايدن ، لا تستطيع إلا أن تحبه وتحترمه ولو كنت عدوه ومنافسه، ويبدو أن أمريكا الرأسمالية لا تستحقه، لأنه صاحب مبدأ ومحترم وشجاع وقد ظهر ذلك في موقفه "العروبي" الأصيل من قضية فلسطين. وانتشار الصورة بشكل كبير ربما يدل على بساطته وعفويته وقربه من الناس وكثير منهم تخيله جالساً معه في صور معدلة بهدف المرح (كما حاولت أنا أيضاً في هذه الصورة). سألته مذيعة سي ان ان هل أنت سعيد ومستمتع بانتشار صورتك؟ فأخبرها بأنه سعيد بانتشار الصورة والمرح الذي صاحبها لكنه أيضاً سعيد لأنه يمكن استثمارها في شيء جيد، وأخبرها أنه سيقوم بالتعاون مع شركة ببيع الصورة على ملابس بحيث يذهب ريعها كاملاً للمؤسسات الخيرية التي سماها. وقد فعل وبيع ١.٨ مليون دولار خلال اسبوع حسب ما ذكرته مجلة فوربس مؤخراً . ما أعجبني في هذا المبادرة البسيطة أنه تمكن من مزج محاسن الرأسمالية ومحاسن الاشتراكية بطريقة ابداعية حيث استغل حاجة السوق وحولها لنقود يدفع فيها المقتدرون ليشتروا منتجه وهو يقوم بتوزيع الثروة والمال لمن يحتاجه بطري

هجرة إلى سيجنال

حملت تطبيق سيجنال Signal وسأبدأ تدريجياً استخدامه ليصبح تطبيقي المعتمد في محادثاتي الخاصة مع الأهل والأصدقاء، أما واتس اب فسيصبح فقط لأغراض التواصل العامة أو للضرورة في حال عدم وجود خيار آخر للتواصل. السبب الرئيس باختصار أن مارك همه الوحيد (وهو عملياً وحيد) الفلوس واستغلال بياناتنا لأبعد الحدود وبأي طريقة وهذا حقه، لكن أيضاً حقنا أن نختار غيره ممن على الأقل هدفهم الوحيد ليس المال فوراء شركة سيجنال أيضاً مؤسسة غير ربحية ومجموعة من الناس وتعتمد open source وهي فلسفة حميدة بشكل عام ويكفينا نموذج ويكبييديا الرائع. لا شك أن الخصوصية موضوع صعب في هذه الأيام لكنه حق أصيل ويحب أن نحاول على الأقل أن نحافظ على جزء منه ولو بسيط، وسيجنال حالياً أفضل في هذا المجال. الشيء الآخر أن امتلاك شخص واحد أو شركة واحدة عدة منصات تخدم التواصل الاجتماعي في العالم أمر مخيف وغير صحي لنا كمستهلكين وخصوصاً أنها تملك حصة سوقية كبيرة. صحيح قد يتغير الحال في المستقبل وقد نواجه نفس المشكلة مع سيجنال، لكن هذا المتاح لنا حالياً نراكم في سيجنال

مولود سنة 80

أحب عمل دعاية مجانية لحمزة نمرة في كل مرة يصدر له ألبوم جديد (إذا عجبني طبعاً)، وأشتري أغانيه بشكل رسمي من آي تيونز حتى ندعم أمثاله من الفنانين الملتزمين وهو ما شاء الله وصل مرحلة أكيد مش محتاج دعايتي ودعمي 😁 ألبوم "مولود سنة 80" تحفة جديدة احتوت على كمشة أعمال فنية مليئة بالإبداع ومتنوعة لتلبي مختلف الأذواق، ويتطرق فيها لمواضيع اجتماعية وسياسية وعاطفية راقية كالعادة تطرب الأذن وهي تتمعن في معاني الكلمات والصوت الجميل. ألبوم "مولود سنة 80 " فيه لمسة شخصية حيث أنه يدغدغ مشاعر جيله وجيلي (أنا مولود 79 😲) ومغامراته عندما كانت الحياة أكثر بساطة ونقاء، ويتألق في تعظيم دور شريكة الحياة كانت زوجة أم أماً أم أختاً عندما نسقط ونظنها "الوقعة الأخيرة"، ثم يحذرنا من شرور الإنسانية والابتسامة الصفراوية في "استعيذوا". أما سر السعادة في البساطة والمشي في شوارع المدينة "الساعة 6 صباحاً" رغم البرد واختلاف البلاد فالمشي لقدام أفضل وصفة للتايه، كما قال. أما "فاضي شوية" فهي لمسة الصداقة الأصلية التي لا تموت مهما تغيرت الأحوال واختلفت الاتجاهات.