لذا لا بد لنا من الاهتمام بالحديث عن فلسطين يومياً وكأنها كلا شيء وليس فقط وطن نحنُّ إليه كل حين، بل هي فطور الزيت والزعتر وميرمية الشاي الذي لا يحلو بدونها، أغانينا في السيارة أنغامها فلسطينية، ذكريات طفولتنا فلسطينية، وهي ليست نابلس ورام الله وبيت لحم حيث تربينا بل هي حيفا ويافا وعكا وزهرة المدائن حيث ولد أجدادنا أو أجداد أصدقاءنا.
يجب أن تظل فلسطين في قلوبهم وعقولهم عندما ينامون وعندما يستيقظون، وأنها حقنا الذي لن ننساه مهما تغربنا وفُتنّا بغابات الأمركيتين وبحر الخليج وخيراته ومولاته، وحدائق أوروبا وأنهارها ونظامها. فهذه الغربة التي دخلت كل بيت فلسطيني ما هي إلا غربة جسدية آنية، فالروح هناك في القدس المباركة وما حولها.
أما الأهل في مخيمات الصمود في كل العالم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فهم من ضحى ومازال يضحي ولن ينسى أو يستسلم مهما طال الزمان، فالأطفال هناك يرضعون حب فلسطين وينامون كل ليلة وفي أيديهم مفاتيح العودة، ولو بعد حين.
تعليقات
إرسال تعليق