كل ما سبق مقبول وحميد
لكنه يظل بنياناً سطحياً ظاهراً للعيان، سرعان ما سينهار إن لم يكن مبنيًا على أسس
متينة ومبادئ راسخة متمثلة في الإيمان والصدق والأمانة والنزاهة والإحسان واتباع
الحق مهما تعارضت المصالح ونصرة المساكين والمظلومين مهما تكالبت الظروف وغيرها من
الأخلاق الحسنة التي لا تبور مهما تغيرت الأحوال، هؤلاء هم الحصاد الحقيقي الذي لن
ييبس كغيرهم من الزرع المادي الذي قد تذروه هبة ريح، أو سيمحيه زلزال في محنة
أخلاقية في الدراسة أو العمل بسبب عدم تحصينهم.
هذا لا يعني ألا نشجعهم
على البناء ونجلس معهم في حُفر الأساسات أو نصنع خيمة من أعمدتها، فالبناء مطلوب لكن
بشكل متوازي بحيث ينزل في الأرض ممكنًا ومؤسساً ويسمو إلى الأعلى محملاً ومجملاً.
ذلك هو الوسط الجامع بين الحسنيين، تكون الإنجازات الدنيوية رافعة للأخروية،
يخدمون الأمة وقضاياها الوطنية والعالمية وهم في ذات الوقت يبنون مجداً شخصياً
يكتب في صحائفهم ويزيد من ميزان حسناتهم.
تعليقات
إرسال تعليق