رؤوسهم متدلية
بينما كنت في السيارة
و اذا بي المح مجموعة من الفتية يجلسون بالقرب من البحر ، كان الجو حينها جميلا و
البحر هادرا و السمر ما أحلاه في تلك الليالي الهادئة و قد تحلقوا و ذكروني عندما
كنت فتى يافع اتسكع مع أصدقائي في المساء ننبش التراب و نلعب بالسراب و نتمشى رافعين
رؤوسنا للسماء ، نعد النجوم و نقيس الغيوم او متمحلقين في عيون بعضنا نضحك على
تقاطيع وجوهنا عندما نلحظ التفاصيل و نتابع التعابير ، فننصت بشغف و نتحدث
بلهف. اما اليوم فهؤلاء الفتية كانوا مجتمعين في جلسة دائرية مثالية لتبادل الحديت
و من تحتهم خرير الماء و القوارب راسية او تحوم و تستعد للرحيل ، لكنهم لم يكونوا
يشعروا بأنفسهم او ما تحتهم او فوقهم او حولهم ، رؤوسهم متدلية و عيونهم على
الموبايل يقرأون و يكتبون و غير ذلك لا يشاهدون ، الا أحذيتهم على الارض في
الخلفية !
تحسرت عليهم و على
"نصف عمرهم اللي راح" لكني تذكرت من كم يوم ان جيلنا ايضا ربما
"راح عليه النصف الاخر"، و ذلك عندما شاهدت بجانبي شيخا كبيرا بدأ
يقرأ رسائله على الموبايل مباشرة بعد ان انتهى الامام من الصلاة ،
و قبلها اخر استمر في الكتابة حتى اخر جزء من الإقامة !
حسام عرمان
١٣/٦/٢٠١٥
تعليقات
إرسال تعليق