التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"أبو داني"







اختفى أحد أبنائي وهو بيننا حرفياً ، فقد دفن رأسه داخل أحد القصص ولم يشعر بنا لساعات وكأنه انتقل للعيش في مكان آخر ، وعندما انتهى منها شجعتني زوجتي أن أقراها ففعلت وحدث معي مثل ما حدث مع ابني ، وهذا ليس مستغرباً عن المبدع رولد دال الذي يعتبر من أعظم من كتب للأطفال ، وعلمت بعدها أن قصته هذه اعتبرت من أعظم 100 عمل في التاريخ ضمن فئتها. لن أتحدث عنها حتى لا "أحرقها" لمن أراد قراءتها ، لكني سأعلق على قدرة المؤلف على خلق أجواء حقيقية مسلية ومشوقة تجعلك تعيش تجربة استثنائية ، تتقمص داني و"أبو داني" أو تتمنى أحياناً رغم تحفظك الشديد على موضوع poaching  ، وتفهم إمكانية العيش في منتهى السعادة والحب والأمل والتشويق والمرح والأسرة رغم اليتم وصغر البيت (أو الكرافان) وقلة الدخل وضعف الإمكانيات والبعد عن المدنية ، وذلك لأن أبو داني كان استثنائياً في تمكين ابنه بصدق وحب جعلته يستمتع في كل لحظة من حياته ويتفاعل مع ما حوله من بشر وشجر وحجر ، ويكبر ويبدع ويصبح بطلاً للعالم بمقياس من حوله.
الدرس الأساسي من القصة تجلى في كل تفاصيل أحداثها المليئة بالمفاجآت والقفشات المضحكة ، لكن دال أصر على كتابته عن طريق جملة لخصت رسالته بشكل صريح للأطفال عندما يصبحوا آباء وأمهات ، وبلغة جميلة تصلح أن تكون حكمة تربوية تزرع الحب واللين في البيت وتعزز الإبداع (وهذا ما أحبه هناJ) بشكل استثنائي فقال (وهذه ترجمتي بتصرف): "إحباط كبير للطفل أن يعيش مع والد(ة) ممل ، فالطفل يستحق والد(ة) شعلة من الفرح والنشاط"

A stodgy parent is no fun at all. What a child wants and deserves is a parent who is SPARKY
         

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطنطورة

  الطفل: أبي الأب: نعم يا حبيبي! الطفل: أضمر في نفسي ولا أخبر أحدًا أحياناً ما يجول في خاطري في بعض الأمور الكبيرة! الأب: مثل ماذا يا عزيزي؟ الطفل: عذاب النار مثلاً الأب: أوووف، ما شاء الله عليك! فاجأتني! نعم أسال براحتك ولعلنا نفكر سوية في هذه الأمور الكبيرة، ماذا تريد أن تعرف عن عذاب النار؟ الطفل: أعتقد أنه عذاب صعب على الإنسان المسكين الأب: تعجبني صراحتك أحسنت، نعم صحيح إنه عذاب شديد أليم، ولأنك إنسان لطيف يا بني ربما لا تستطيع تخيل وجود أشرار في هذه الدنيا يستحقون مثل هذا العذاب!   الطفل: من هم هؤلاء الأشرار يا أبي! هل السارقين أشرار؟ وهل يستحقون هذا العذاب؟ الأب: بالنسبة للعذاب ومن يستحقه فهذا ليس شأننا يا بني، هذا شيء في الآخرة وربنا جل جلاله سيقرر من يستحق ولأي فترة؟ فهو العليم بكل التفاصيل وما حصل في حياة الناس الطفل: نعم صحيح لكنك لم تجبني ما طبيعة الأشرار الذين تعتقد أنهم يستحقون عذاب النار! الأب: أنت طفل ذكي وأعرف أنك لن تتركني حتى أجيبك مباشرة، لكني لن أفعل! أنت ما زلت إنسان طري ولطيف ولا أريد أن أشوه صورة الحياة أمامك لكن تخيل أن هناك أفراد تسببوا بقتل وتشريد وتعذيب الملاي

أثر الشاشة (تلفاز، موبايل، آيباد) على الأطفال – دراسات

  -           زيادة وقت الشاشة   يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني وزيادة مؤشر كتلة الجسم وتقليل الوجبات العائلية معًا وقلة النوم عند الأطفال -           لا يستفيد الأطفال دون سن الثانية بشكل عام على الإطلاق من أي محتوى يعرض على الشاشة حتى البرامج المفيدة (فوق سنتين فقط يصبح مفيد) -           يمكن للأطفال تعلم كلمة جديدة بشكل أفضل شخصيًا أو عبر مكالمة فيديو تفاعلية، مقارنة بمشاهدة نفس الكلمة التي يتم نطقها بشكل سلبي على الشاشة. -           أدمغة الأطفال الصغار تتطور بسرعة، ويظل التفاعل مع الوالدين أمرًا بالغ الأهمية لتعلمهم. -           الكثير من وقت الشاشة يمكن أن يؤثر سلبياً على فهمه لعالمنا ثلاثي الأبعاد وتقليل الخيال الإبداعي -           استخدام وقت الشاشة للأطفال في سن المدرسة يقلل من مهارات الصور الذهنية   المصدر: صفحة المستقبل - بي بي سي

تأملات سريعة من أولمبياد ريو 2016

تأملات سريعة من أولمبياد ريو 2016 رغم أني عادة لا أتابع ألعاب الاولمبياد بشكل عام (عد ا  كرة القدم طبعا)، لكن هذه السنة تابعت بعض الألعاب و الأخبار المتفرقة من ريو 2016 ، قصص مؤثرة و حكايا متنوعة و مثيرة. فها هي البرزيلية السمراء الجميلة رافيايل سيلفا القادمة من المخيمات المجاورة تحصد الميدالية    الذهبية بعد أن كادت تتحطم نفسيتها قبل انهيار بدنها و ربما وظيفتها أمام سيل الانتقادات في الاولمبياد الماضي عندما فشلت فشلا ذريعا ، و وصفها بهمجية عنصرية بغيضة بعض الجماهير بالقردة مستهزئين بلون بشرتها و أدائها. لم تفتح رافايل كمبيوترها حينها خوفا من أن تنهار عند قراءتها التعليقات لكنها تمالكت نفسها وعادت بعد أربع سنوات وقالت لهم "  The monkey came out of the cage in London and became champion in Rio de Janeiro " أي خرجت القردة من القفص في لندن و أصبحت بطلة في ريو. أما قصة جوزيف سكولنج السعيد القادم من دولة صغيرة عظيمة هي سنفافورة ، يأتي هذا الصغير صاحب الحلم الكبير لينتقل بنا من صورة له مع قدوته في الرياضة السباح العملاق فيلبس قبل ثمانية سنوات عندما كان عمره حينها ثلاثة