الصورة المرفقة ليست توضيحية بل حلم راودني وأنا في الصف الثامن عندما كنت ألعب في فريق المدرسة (لاعب احتياط) كمُعِد أو ما يسمى "رفّيع"، وكان ممنوع علينا نحن المعدون الصغار أن نشغل مكان العملاق "الكبيس" الذي يقوم بالهجوم من خلال السبايك (الضربة الساحقة).
تاه الحلم وتحولنا إلى رياضات أخرى مثل كرة القدم وكرة السلة وتنس الطاولة والتنس الأرضي وغيرها من الألعاب، ومرت السنين وكبرنا ولكن ظل في بالي تخيل شعور "الكبيس"! وهل سيكون ولو بعد حين؟ وها قد حصل ونحن في سن الأربعين بفضل زيادة قليلة من السنتمترات خلال كل تلك السنوات وكثير من الإصرار والتدريب والجلسات، لتنسيق الحركات الدماغية والبدنية لضبط التناغم بينهما، لكن الأهم كان رعاية بذرة الفضول وتخيل الشعور وأنت تطير في الهواء تنتظر وصول الكرة في التوقيت المناسب وتفرد يدك لتصفع الكرة وتنزع من قلبك غل هموم الأسبوع وتترك هرمونات السعادة تتراقص طرباً مع حبات العرق وهي تقفز من جبينك وأنت تهبط إلى الأرض وأنت ترى الكرة تستقر على الأرض أو تسمع صوت ارتدادها بين الأيادي.
أحياناً لا تسعفنا أجسامنا وربما مهاراتنا الذهنية والجسمية لتحقيق غاية معينة، لكن قوة التفكير والإصرار وبذل المجهود بالممارسة والتعلم من الآخرين أو ما هو متاح على الانترنت سيمكننا من القفز عن تلك الفجوات ولو بعد العديد من السنوات.
طبعاً حتى الآن يستغرب الضيف الغريب من اللاعبين عندما يقدمني الفريق في بداية المباراة لموقع "الكبيس" لتعزيز فرص فوزهم ! أو ربما احترامًا لكبر سني :)
تعليقات
إرسال تعليق