وبعد سنوات طويلة من النضال الذي لم تطلق
فيه رصاصة على الاحتلال بينما استمر التجبر والاستبداد بأهل البلد، قرر القائد المغوار
والدكتاتور الغدار أن يخوض حرب تحرير هضبته والأرض المقدسة كلها حتى يرفرف العلمان
عليها كما رفرفا على أرضه لسنوات، سنوات طويلة كرست دولته مواردها لبناء جيش عظيم
استعداداً لذلك اليوم العظيم، اليوم الذي كان حلماً لأبيه وها هو اليوم على أعتاب
تحقيق حلم أبيه "الخالد" لعله يخلد اسمه فيه.
بدأت المعركة واستبشر أهل الارض المقدسة وفرحوا أنه لم يخيب ظنهم ليس كما شكك الكثير به وبأبيه، نعم لقد خاب ظنكم يا من تدعون الحرية وتعتقدون أن "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، فها هو حفيد الأيوبيين وقاهر الصليبين وأبو الكونفوشيين بعث (بضم الباء) من جديد. وحتى لا نخوض في تفاصيل المعركة الكبرى دعونا ننتقل بسرعة fast-forward كما يقول الإنجليز، إلى الدولة الجديدة التي تم تحريرها وترأسها الملك (ملك الغابة) وتم تطبيق نظام دولته الأولى التعسفي على تراب الأراضي المقدسة، حينها استيقظ أهلها على كابوس مريع، وترنح من أحبه وقدّسه وكأنهم سكارى وما هم بسكارى، وتجلت صور أقرانهم في الدولة الأولى، أولئك الذين أحبوهم وكانوا يتمنون خلاصهم من الاحتلال مثلهم لكن لا أن يستبدلوا احتلال باحتلال، بل إن ظلمه أشد مضاضة من وقع الحسام المهند (هكذا قالوا)، فهل سيصبر أهل الدار على استبداد محرر الديار ويؤمن يسارهم فجأة بوجوب طاعة ولي الأمر ويمينهم بفتوى تؤيد صاحب القرار؟ أم أنهم سيفهمون حاجة الثورة بعد عقود من الذل ورغبة جامحة بالانتصار! رغم أنها طريق معبدة بالألغام ومحيطها كله دمار!
تعليقات
إرسال تعليق