التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نافذة الروح



تتفتح أجمل الزهرات قبل طلوع الشمس ليستمتع ماء ألوانها الزرقاء والخضراء والبنية والعسلية بالشروق المضيء يدخل الى الروح من خلالها فيحفزها على التسبيح والتهليل والتكبير فتحمد الله على يوم جديد منير ، ثم ينطلق مداها للقاء الأحباب حيث يتواصل من خلالها الأصحاب.
لقد تمعن في أسرارها الأقدمون حتى ظنوا  أنها مصدر النور والإشعاع إلى أن جاء المسلمون وشرّحوها وشرحوها بعد أن تأملوا فيها وأعملوها فعلموا خباياها وما بين ثناياها.
 إنها مصدر الإبداع ومنبت الإلهام والإحساس ، بوابة التفكير والتدبر ومحركة السؤال والدالة على الجواب ، وظّفها دافنشي وابن الهيثم ولقمان فأهدونا أعظم الفنون والعلوم والحكمة والبيان ، فهي مليكة الحواس وصوّارة الدماغ تحرك القلب وتغذي الروح فهي نافذة الروح. ولأنها ثمينة شُيّد لحراستها أبوب ملائكية حركتها الكترونية تحكمها رسائل عصبية استثنائية لا تنتظر اتخاذ قرار من مجلس دفاع مصغر أو مكبر فالله أكبر.
إبداع الخالق فيها لم يقتصر على الجوهر ، فهي ممشوقة كجسد بحري أحاطت به رموش مثنية نبتت على الحواف وانثنت لتشكل إطار لوحة فنية ، تعلوها الحواجب الفاتحة والداكنة والمتفرقة أو المتشابكة كظلل كونية تفنن في فهمها الرسام قبل الطبيب ، وتوسطها بؤبؤ كالؤلؤ إلا أن حركته روبوتية ولمعانه المرئي مرآة سحرية.
مع كل هذا إلا أننا ننساها ونجحدها وأحياناً نهملها، وما إن تعثر رمش في ممشاها أو دخلت غبرة في سماها حتى انتفض الجسد وكأنه زلزال بدأ في العينين وارتد إلى أخمص القدمين ، فاهتزت له أشجار الطريق وتصاعد توتر النبض حتى تزول المحنة فيهدأ الجسد الذي تداعى في ثوان ، ويتذكر حينها الإنسان أنه إنسان ، ويفهم قوتها وضعفه ويحس بنعمتها فيحسن شكرها ثم ينسى.
هذه العيون الجميلة الطاهرة التي وزنت نعمتها جبال من الأعمال الصالحة تستحق أن تزكى ويغض من مسارها ومسراها لتظل غضة صافية ومصدراً للسعادة والهناء لا للحسرة أو النزعة الى الشقاء.

حفظ الله أبصارنا وأبصاركم وأعاننا الله على شكر نعمه التي لا تعد ولا تحصى.          
  


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطنطورة

  الطفل: أبي الأب: نعم يا حبيبي! الطفل: أضمر في نفسي ولا أخبر أحدًا أحياناً ما يجول في خاطري في بعض الأمور الكبيرة! الأب: مثل ماذا يا عزيزي؟ الطفل: عذاب النار مثلاً الأب: أوووف، ما شاء الله عليك! فاجأتني! نعم أسال براحتك ولعلنا نفكر سوية في هذه الأمور الكبيرة، ماذا تريد أن تعرف عن عذاب النار؟ الطفل: أعتقد أنه عذاب صعب على الإنسان المسكين الأب: تعجبني صراحتك أحسنت، نعم صحيح إنه عذاب شديد أليم، ولأنك إنسان لطيف يا بني ربما لا تستطيع تخيل وجود أشرار في هذه الدنيا يستحقون مثل هذا العذاب!   الطفل: من هم هؤلاء الأشرار يا أبي! هل السارقين أشرار؟ وهل يستحقون هذا العذاب؟ الأب: بالنسبة للعذاب ومن يستحقه فهذا ليس شأننا يا بني، هذا شيء في الآخرة وربنا جل جلاله سيقرر من يستحق ولأي فترة؟ فهو العليم بكل التفاصيل وما حصل في حياة الناس الطفل: نعم صحيح لكنك لم تجبني ما طبيعة الأشرار الذين تعتقد أنهم يستحقون عذاب النار! الأب: أنت طفل ذكي وأعرف أنك لن تتركني حتى أجيبك مباشرة، لكني لن أفعل! أنت ما زلت إنسان طري ولطيف ولا أريد أن أشوه صورة الحياة أمامك لكن تخيل أن هناك أفراد تسببوا بقتل وتشريد وتعذيب الملاي

أثر الشاشة (تلفاز، موبايل، آيباد) على الأطفال – دراسات

  -           زيادة وقت الشاشة   يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني وزيادة مؤشر كتلة الجسم وتقليل الوجبات العائلية معًا وقلة النوم عند الأطفال -           لا يستفيد الأطفال دون سن الثانية بشكل عام على الإطلاق من أي محتوى يعرض على الشاشة حتى البرامج المفيدة (فوق سنتين فقط يصبح مفيد) -           يمكن للأطفال تعلم كلمة جديدة بشكل أفضل شخصيًا أو عبر مكالمة فيديو تفاعلية، مقارنة بمشاهدة نفس الكلمة التي يتم نطقها بشكل سلبي على الشاشة. -           أدمغة الأطفال الصغار تتطور بسرعة، ويظل التفاعل مع الوالدين أمرًا بالغ الأهمية لتعلمهم. -           الكثير من وقت الشاشة يمكن أن يؤثر سلبياً على فهمه لعالمنا ثلاثي الأبعاد وتقليل الخيال الإبداعي -           استخدام وقت الشاشة للأطفال في سن المدرسة يقلل من مهارات الصور الذهنية   المصدر: صفحة المستقبل - بي بي سي

تأملات سريعة من أولمبياد ريو 2016

تأملات سريعة من أولمبياد ريو 2016 رغم أني عادة لا أتابع ألعاب الاولمبياد بشكل عام (عد ا  كرة القدم طبعا)، لكن هذه السنة تابعت بعض الألعاب و الأخبار المتفرقة من ريو 2016 ، قصص مؤثرة و حكايا متنوعة و مثيرة. فها هي البرزيلية السمراء الجميلة رافيايل سيلفا القادمة من المخيمات المجاورة تحصد الميدالية    الذهبية بعد أن كادت تتحطم نفسيتها قبل انهيار بدنها و ربما وظيفتها أمام سيل الانتقادات في الاولمبياد الماضي عندما فشلت فشلا ذريعا ، و وصفها بهمجية عنصرية بغيضة بعض الجماهير بالقردة مستهزئين بلون بشرتها و أدائها. لم تفتح رافايل كمبيوترها حينها خوفا من أن تنهار عند قراءتها التعليقات لكنها تمالكت نفسها وعادت بعد أربع سنوات وقالت لهم "  The monkey came out of the cage in London and became champion in Rio de Janeiro " أي خرجت القردة من القفص في لندن و أصبحت بطلة في ريو. أما قصة جوزيف سكولنج السعيد القادم من دولة صغيرة عظيمة هي سنفافورة ، يأتي هذا الصغير صاحب الحلم الكبير لينتقل بنا من صورة له مع قدوته في الرياضة السباح العملاق فيلبس قبل ثمانية سنوات عندما كان عمره حينها ثلاثة