الحب هو ميلاد شجرة
عتيقة جذورها عميقة وثمارها رقيقة ، ينبت قبل الحياة من داخل أعز الناس ، ينمو
وتتبدل صيغته وشكله ولونه مع الزمان ، فيبني هنا ويعطي هناك ويجبر هذا ويلهم ذاك ،
متنوع فنراه عظيم بين الخلق والخالق وبسيط يجعل الطفل في عين أمه رجل خارق ، يبني جسور
وصداقات بين المتشابهين والأضداد ، يجمع الأبرار ويهزم الأشرار ، يجذب الازواج
لتنعم بالسكينة ويظل معها للتغلب على الوعكات والنكسات. انه سر عظيم من اسرار هذه
الحياة ، وقد يكون اكثر شيء ملموس مع انه غير محسوس.
قيل فيه الكثير وفسره
العامة والخاصة والملك والامير ، والغني والفقير، فنده الفلاسفة القدماء والجدد ، واجتهد فيه كثير من المفكرين والمؤمنين والملحدين ، رأسماليين واشتراكيين ، شعراء وأدباء ، مخرجين ومؤلفين وفنانين ، كل على هواه وحسب ما رَآه !
مع أنه بسيط وكثير
من الأحيان لا يحتاج فيه الى بيان ، فأنت فيه إنسان ولو لم ينطق اللسان ، فلغاته
كثيرة ، همسة ضمير أو رجفة جفون أو لمعان عيون كفيلة بنقل مساحات من المشاعر
لاحدود لها و لا قوميات ، فهي كفيلة بنشر عملة الخير التي لا تتغير قيمتها كما تتغير أسعار النقط والذهب في الاسواق و البورصات.
لو نشرنا الحب في
الآفاق لطمست الآفات وخفت الآهات وخمدت الحروب واستفاقت الجيوش وتمردت الشعوب
على المجون والجنون وحاصرت الظلم وأنهته من داخله دون حرب أو دم أو سجون. لكن تظل هذه سنة
الحياة ، حيث يدفع الناس الناس فيعرف الحب عندما يشاهد الناس الكره ، فيؤمنوا به و
ينصروه ويناصروه ويتعلموا منه و يعلموه.
تعليقات
إرسال تعليق