بلاد العرب أوطاني وأحزاني، وها هو اليمن
يعاني من أمراض لم تعد تدرس في العلوم الصحية بل في العلوم التاريخية فقد اندثر
بعضها منذ فترة زمنية، وانقلبت على اليمن حكمته بإطالة محنته! أما سوريا الجميلة
فلا يذهب أهلها إلى البحر للتنزه بل لركوبه والهروب من الحصار والدمار، فلقد صار
لونها رماداً بعد أن كانت خضاراً. ليبيا
تعيد ابتكار نفسها بوصفة دموية فوضوية جديدة لكنها شرقية وغربية، أما بلاد
الرافدين فأصبح أهلها عطشى وأمسوا في الظلام، رغم ثرواتها الغنية ومصادرها
الطبيعية والبشرية وحضارتها الثرية، لكنها تناثرت وتبخرت، فالبلاد انقسمت على
نفسها وتشرذمت. أما مصر فلم تعد الرافعة الدافعة بل أصبحت هائمة تطفو على أوهام
وتختلف ثم تتصالح مع شمال السودان الذي لم يعد سوداناً واحداً بل اثنان، أما لبنان
فيتظاهر أنه ينام في أمان لكن فرقته أكبر من حجمه بكثير. في الصومال استلهم بعض أهله
تاريخ "الفايكينج" لكن بنكهة جنوبية لا "نوردية" هرباً من
الحياة وطمعاً في حياة!
المغرب العربي ما زال بعيد غريب رغم أن شعوره قريب، أما الخليج فبات مستهدفاً وربما اقترب دوره فالمسألة واحدة والوطن واحد لكن ميقاته قد لا يكون واحد، هل ستستمر المسألة كما تعلمنا في الصغر عن قصة الثيران الملونة ! لكنها اليوم ليست ثلاثة بل أصبحت اثنان وعشرين إذا عددنا فلسطين، دون أن ننسى جيبوتي وموريتانيا وجزر القمر البعيدة عن النظر! لكن فلسطين هي جرح الزمان ومحطة الأثمان، شاهدت رفيقاتها تسقط مثلها فلا هي هانت ولا لانت لكنها تشتتت بانقسام وتاهت، وخارجياً ما عادت قضية القضايا وبوصلة الأمة كما كانت.
لولا الإضاءات المتفرقة هنا وهناك واليقين والثبات لفُقد الأمل وتوقف العمل، لكنها سُنَّة النهوض والصعود لا يبدأ احياناً حتى يصل الجميع الى أسفل الوادي او الأخدود!
تعليقات
إرسال تعليق