كنا نقول " ما
أسرع الأيام" ! الآن ننظر إلى On
this day على الفيس وإذا بها السنة الماضية أو التي قبلها
أو حتى قبل سنوات ، وكأنها البارحة !
هذه حقيقة الحياة ،
حلم ليلة مليئة بالأحداث المتلاطمة ، أفراح وأحزان ، إنجازات وإخفاقات، يتزاحم
فيها البشر ويتنافسون وكأنهم يعرفون أنها ليلة واحدة لكنهم يتناسون أنهم مسؤولون.
فنِعمّ حياة فيها عطاء وحب وتعاطف وتكاتف وصدقة جارية بمال أوجهد أو كلمة طيبة ،
فتلك حلاوتها تدوم ولا تختفي بسرعة كنظريتها التي تنفق على النفس دون نية صادقة.
أيام يمكن أن
نكسبها ونسعد بها إذا اغتنمناها بجد واجتهاد ، عمل وبركة يسير فيها الإنسان
متوكلاً لا متواكلاً ، متسلقاً ومجتهداً للصعود من قمة إلى قمة لا يهمه السقوط بين
قمة وأخرى ما دامت نيته خير ومبتغاه طيب ومطعمه حلال ومشربه حلال ، فيرتاح قليلاً ثم
ينهض ليكمل المسير وظنه حتى ينتهي أي منهما ، ولن ينتهي المسير ، فليستعد إذن
للنزول عن جواده ليكمل المسير عنه من مازال في شبابه ، فيشجعه ويناصره ويدعمه للانطلاق
متسلحاً بالمهارة والاخلاص والأمانة. جيل يسلم جيل ، لا يظلمه ولا يُسْلمه ،
بل يدعمه ويحسب حسابه ويدله على الخير ، ولا يكبته أو يجبره بل يشجعه على الابداع
واختيار طريقه بل يتعلم منه.
أعاننا الله على اغتنام أيامنا وسنواتنا بكل خير وكل عام وانتم بخير