في أحد الأيام الصيفية اللندنية الجميلة قبل بضع سنين كان يساورني الحنين و يجادلني الأنين والحاجة الى التفكير مع بعض الترانيم ، ترانيم الكتاب والطبيعة فخلوت إلى مكان عام وواسع لا يصلح لان يكون خلوة الا أن تكون في داخل كتاب ، كان ذلك في حديقة ريجنتس بارك حيث الماء و الخضراء و الوجه الحسن ، خرجت وحدي وأخذت معي الكندل و فيها رواية واحدة مع كثير من الكتب، كانت تلك رواية الخيميائي التي سمعت بها كثيراً و أردت قراءتها منذ زمن لكني لا أقرأ الروايات إلا ما ندر ، رغم أني أحبها لكن فطرتي الهندسية بمقاييسها التي تعتمد الفاعلية و الإنتاجية تستبعد الأعمال الروائية من أي خطط أسبوعية أو قراءات يومية لمصلحة الكتب الهندسية و الإدارية و غيرها من الكتب العلمية. قضيت معظم النهار في ذلك اليوم منكبًا أقرأ دون توقف فقرأت معظمها دون أن أشعر بمن حولي من مشاة تكلموا اللغة الاسبانية والفرنسية و العربية و العبرية بالإضافة الى الإنجليزية، و لم يجلس بجانبي أحد رغم أني اعتقدت ذلك عندما وصلت إلى الفقرة التي يتحدث فيها باولو كويلو عن لقاء الفتى بالعجوز، فلقد فكرت بذلك بشدة ربما بسبب حاجتي لحكيم حينها يلهمني و كان ذ...
خواطر ومقالات قصيرة في مواضيع منوعة - د. حسام عرمان