خفف الوطء و تأمل يومك
تسارع الحياة و
انجذابنا لها و قلة أوقات التدبر و تقلص فترة التركيز والاهتمام attention span في
حياتنا اليومية بسبب ازدحام الاخبار و news feed
والرسائل النصية و "الواتسابية" من كل مكان يجعلنا اقل تأملاً و تفكراً
و احياناً أقل تفاؤلاً ، بل أكثر عجلة و تنافساً و تشدداً و قلقاً و ربما لغطاً و
نكراناً لكثير مما نملك دون أن نشعر و نستشعر حكمة الرضى و سؤدد الطمأنينة و
التسليم للكريم الحكيم.
لو تأملت كل يوم في كل
حركاتك و سكناتك بدقة شديدة لتعاظمت الصغائر في عيونك و لشعرت وقدرت ما هو أهون
موجود و أعز مفقود ، مئات الأمور ابتداءاً من استيقاظك بصحة و عافية ، تفتح عينيك
فترى النافذة تسبح فيها ذرات الفجر لتداعب وجنتيك ، تستند على يديك و تحملك
قدميك ثم تمشي الى الحمام فتفتح الحنفية فينزل الماء وتشرب زلالاً طيباً ليرطّب
جسدك ، تتغسل ثم تذهب وتصلي و تحرك أعضاءك بحرية ، في المطبخ الفطور على
المائدة يحفه الزيت و الزعتر ، تنتهي ومعجون الأسنان لم ينتهي ، و الفرشاة في
مكانها ، تجد ملابسك نظيفة وعندك اكثر من خيار ، تقبل أبناءك قبل الذهاب الى
المدرسة ، يعمل المصعد و محرك السيارة مباشرة ، تصل الى عملك بسلام ، يبتسم زميلك
في العمل عند لقائك ، تصلك رسالة صباحية من أصدقاء بحبوك و تحبهم في الله ، تبدأ
العمل فيعمل جهاز الحاسوب بسهولة ، تنجز اعمالك اليومية ، تصلي بطمأنينة ، تعود
الى البيت و تسير معظم أمورك بسلاسة و نعمة بتدبير من القدير.
تخيل حسابيا لو قسمنا
عدد الإشكاليات او الأحداث التي قد تسوؤنا شهريا او سنويا على كافة الأمور و النعم
المتكررة لنفس الفترة ! ناتج القسمة سيكون بالتأكيد ضئيل و متناهي بالصغر ،
اذا حقا علينا ان لا نحنق و لا نتأفف ونحتسب و نحمد الله حقا و صدقا على
نعمه التي لا تعد و لا تحصى.
أخوكم حسام عرمان
27-09-2016
تعليقات
إرسال تعليق