لا يريدون حسنة لا في الدنيا ولا في الاخرة
ظن أنه يجلس على الجانب الآخر من ضفاف الكوثر يعنّف من لم يتبع منهجه ويكفر وينفر ، ويحلم أنه يقول "هاؤم اقرؤوا كتابيه" ، فأخذ يوزع الصكوك ويقسم البرايا ويدعو على معظمهم أن يشتت شملهم ، فدعا أقرانه أن يلحقوه بفيزا حزام يمزقوا فيه قلوب الأبرياء والاطفال و يفرقهم فجاجاً لأن دعاءه لم يستجب.
حقدوا على الناس كافة وأرادوا احتكار نعيم جنة تصوروها وفصّلوها على قياسهم وربما رسموا حدودها واعتقدوا أنها لن تتسع اذا دخلها الناس أفواجاً، وكأنهم سينافسونهم في عالم آخر لكنه أيضاً رأسمالي.
لم يفهموا عالمية الرسالة وأن الانسان يحب الخير والهداية لأخيه الإنسان في الدنيا والآخرة ، ألم يقرأوا معاني ؛ وجعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا ، وانه اذا انتزع الرفق من شيء شآنه ، و لا إكراه في الدين ، ولو كنت فظّاً لانفضوا من حولك ، و أن نغرس الزرع حتى لو قامت القيامة، و من قتل نفسا بغير حق ، و الدم حرام ، وأعظم من هدم الكعبة ، وقد دخل الجنة من سقى الكلب شربة ماء ومن ربى بنته وأطاع ربه ومن نام وقلبه سليم مع الناس لا بكثير الصلاة و القيام. أم أنهم لا يقرأون و إن قرأوا لا يفهمون.
يعجز العقل عن فهم جنون عقولهم ، وخبايا فنونهم ودافعية فكرهم وربما خبث من خلفهم ممن فهموا ففهّموا غيرهم غير ما فهموا. لكن يمكرون كلهم والله دافع عنا مكرهم ولو بعد حين ، السؤال: هل نظل ننتظر "الحين" دون أن نهز النخلة وندفع بالفكر المنير عنا شرهم اللعين.
حسام عرمان
تعليقات
إرسال تعليق