التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2013

صانع الروبوتات

صانع الروبوتات  أمور كثيرة نجبر انفسنا عليها و نروضها لعلمنا بحلاوة النهاية ، بالنسبة لي النادي الصحي (Gym) واحد منها ، حيث تشعر بخلايا الدماغ وهي تشد بعضها بعضا و تنمنم العضلات و توقظ شبابها ليعتدل المزاج و "تستطعم" بالطعام من جديد.  تخبو نظرة الإبهار للتكنولوجيا اليابانية أمام عظمة الذي خلق الانسان في أحسن تقويم ، فهذه الروبوتات العظمية القبيحة لن تتألق و لو كسوناها لحما . اليوم كان دور الجسم ليسعد الدماغ ببعض الهرمونات المزاجية بالاضافة الى مهامه في حمل الرأس و ما فيه حيث أراد أو البطش بيديه اذا أراد ، مستخدما جوارحه ليذكرنا بآلة القبطان في "عدنان  و لينا".  حسام عرمان  31/12/2013

سنة جديدة و مبادرة جديدة The New Year's Resolution

سنة جديدة و مبادرة جديدة The New Year's Resolution رأس السنة الجديدة يمكن ان توظف كفرصة جيدة للاحتفال "الحقيقي" بالإنجازات و التأمل بالإخفاقات لوضع خطط تصحيحية و الاستفادة من دروس الحياة. فكرة ما يسمى بالإنجليزية "The New Year's Resolution " جميلة من حيث المبدأ حيث يقرر الشخص عمل شيء لتطوير نفسه ، كترك عادة سيئة أو الانتظام بعادة جيدة. أنا أقول ، لماذا لا نمنح أنفسنا ساعة أو ساعتين خلال اليومين القادمين و نراجع/نكتب رسالتنا الشخصية (Personal Mission Statement) و نحدد أهداف مقاسة يمكن تحقيقها خلال سنة منسجمة مع رسالتنا. و إن شاء الله سنحتفل بأخبار و نتائج سعيدة نتلقاها خلال السنة تتجاوز أحلامنا ، فكم من أهداف وضعناها و عملنا لها و لكن كرم الله تجاوزها وجمّلها و سمى بها الى أبعد من حدود رؤيتنا المحدودة. كل عام و أنتم بخير حسام عرمان (يوم واحد + واحد قبل 1/1/2014)

اعادة على البطيء

اعادة على البطيء  شاهدت اخر ١٠ دقائق من مباراة فلسطين و السعودية قبل قليل ، نتيجة طيبة لمنتخبنا الوطني اكيد ، لكن بشكل عام تشعر ان المباراة معادة بالبطيء بالكامل عند مقارنتها مع اي من المباريات الأوروبية. اذكر ان احد لاعبي الدرجة الثالثة او الرابعة من الدوري الايطالي لعب معنا و ذهلنا من الخيال الذي قدمه و كأن الكرة لا تفارق قدمه. فرق شاسع واسع    لقد سمعنا الأسبوع الماضي ان لاعبا عربيا واحدا كان من بين افضل ١٠٠ لاعب عالمي ،و هذا اللاعب يلعب لروما (بن عطية). البيئة تظل العامل الأهم في مجال الابداع و تموت الموهبة في مهدها مهما صارعت ان لم يتم احتضانها مبكرا مع استثناءات قليلة جداً تترعرع في بلادنا العربية و عادة لا تأتي الا كل ١٠ سنوات ، و هيا بنا ننتظر ابو تريكة جديد. حسام عرمان 28/12/2013

بيضاء هنا و سوداء هناك

بيضاء هنا و سوداء هناك   نشعر بالبرد و نشتاق للسحلب و الكستناء و الأجواء العائلية المتقاربة و نحن نستمتع بمشاهدة الصور الثلجية في فلسطين عبر الانترنت (مش الاراضي الفلسطينية يا إعلام رسمي) ، نشعر به و كأننا هناك فالبيئة القلبية اهم من البيئة المكانية عندما تكون صا دقة ، و رغم ان الثلج يجلب البسمة للأطفال في فلسطين الا انه يجمدهم في أماكن اخرى هذه الأيام ، و ستظل ذكرى الثلج معهم حتى يشيخوا ، لكنها بيضاء هنا و سوداء هناك ، فرحة هنا و مأساة هناك ، و ما جمعهم الا انهم اطفال لاجؤون و اما فلسطينيون او سوريون. 14/12/2013

المعلم الفلسطيني

لطالما كان "الأستاز" الفلسطيني الشعلة التي لا تنطفئ ، بترول فلسطين الذي كانت تصدره إلى كثير من البلدان وقد سمعت هنا في الخليج الكثير من الإطراء على المعلم الفلسطيني، وكأنه ماركة تجارية عالمية معروفة ومشهود لها بالجودة والإخلاص والإتقان. أيامنا كنّا نعتبر المعلم القدوة الذي كاد أن يكون رسولا ، نعم لقد كان ، اسم رنان أكثر وقعاً على الآذان من كثير من المهن وكأنه فنان. ما باله اليوم أصبح مسكيناً وأحياناص يهان، ويقترن ذكره في الحوارات التي تتحدث عن أمثلة المكافح والمكابد في الأرض الطيبة ، بطل الملحمة التي تلخص قصة طحن لقمة عيش الإنسان. ميراثنا المتأصل في حب العلم والتعليم في فلسطين قد أصبح اليوم على المحك ، فالعلم والتعليم زادُ المستقبل لكل فلسطيني، ومازال يعتبره كثير من الآباء كالهواء والماء للأبناء. حامي أساس التعليم في خطر ولا شك أنه مظلوم ولا يمكن مساواته بالوظائف الأخرى بالحكومة التي قد لا تضيف قيمة استراتيجية معتبرة مثله.   أيضاً التعليم مهنة راقية لا يجب أن يدخلها إلا من ارتقى في العلم والخلق والأدب، مجتهد ويعرف كيف يستفز الطاقات الشبابية الإيجابية، يحتضن الإبد

لن تقنع نفسك فكيف تقنع غيرك

مهما بررت لتقنع نفسك فأنت تعلم في قرارة نفسك أنك أكلت حرام أو ظلمت أو كذبت أو نافقت أو اغتبت. لن تنام قرير العين ولو أقنعت كل أهل الأرض ببراءتك، فأنت أبصرهم بالحقيقة الواضحة، "بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ، وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ ". إن نمت قرير العين، فاعلم أن صفحتك لم تعد بيضاء وقد امتلأت بالنكت السوداء، لن تمسحها إلا بفتح صفحة جديدة صادقة وتوبة نصوح، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين.  حسام عرمان  23/11/2013

عشاق الشتاء

تأملت اليوم في هذه الأجواء الشتوية الكويتية غير الاعتيادية، حيث ترى الحبيبين يلتقيان بعد فراق، وفي الكويت يكون الانتظار طويلاً ومدة اللقاء العذري قصيراً. إنها قصة الأرض والمطر، تلك الحكاية الرومانسية السنوية. تبدأ الحكاية عندما تصطدم الغيوم الداكنة وتعمل قوانين الكيمياء والفيزياء فعلها، فتنبثق الكرات الشفافة من بين فتحات باردة وهمية تساعدها من تحتها الجاذبية، فتطير نحو الأرض بذيل جميل شكّله احتكاكها بالهواء وخلط ما فيه من خير كثير وشر قليل وهو في طريقه إلى الحب.  وصلت حباته وضربت حضن الأرض بحنية عنيفة ففرحت الأرض واهتزت وربت وأنبتت ألواناً نظيفة تزغلل العيون من شدة خضارها وصفارها، تشدّ أوتار نظرنا الذي ما زال يتدلى بغبار الحياة، وتمنّ علينا من النكهات الجميلة واللذيذة لتطعم منها الإنسان والحيوان. هذه الأرض ستظل الحنونة اللطيفة مهما لوثها الإنسان، وسيستمر ولعها بالمطر ولو فاض بها ودمّر، وبيوت المساكين غمر والرعد من فوقه زجر، ومن الأشجار قلع ولو كان عليها كل الثمر. كل ذلك لن يغضبها إلا قليلا وستسامحه وتعذر مراهقته فلا تأنبه بل تنتظره ليعود من جديد ويبعث الحياة من جدي

تخيل

تخيل  ذهبنا في الأسبوع الماضي الى عرض مسرحي لمشاهدة بارني ( ديناصور الأطفال ) ، و ما لفت انتباهي هو موضوع العرض و الذي ركز على موضوع الخيال imagination و كان باختصار يحكي قصة لعبة الأطفال التي انكسرت و ذهبوا جميعا الى مصنع الألعاب الذي يحتوي على ماكينة التخيل ليتمكنوا من إصلاح الألعاب بمساعدة الأطفال ،القصة كانت بسيطة الا ان الموضوع حمل رسالة مهمة جداً و أرجو ان يكون فد فهمها الكبير قبل الصغير و لقد قالها أينشتاين من قبل بجملة قصير كالعادة لكنها تحمل معاني كبيرة.  "Imagination is more important than knowledge"   "الخيال أهم من المعرفة"  قوة التخيل هائلة للغاية ، انها تدفعك الى الإبداع و تنقلك الى حلم تراه يتجسد حقيقة أمامك بالتدريج الذي تخيلته يتجمع قطعة مع اخرى ليرسم الصورة الكاملة الأصلية ، و ذلك كله لا يتأتى الا بشيء من الإصرار .  هذا تمرين مهم يجب تعليمه للأبناء في البيت و المدرسة فالأهداف يسهل تحقيقها اذا عشناها في مخيلتنا و كأننا نرحل الى المستقبل و نتعلم و نستمتع بالإنجاز و نذوق حلاوته ثم نعود مسرعين الى يومنا لنعمل

بل أعمق من الاستدامة

  مفهوم الاستدامة موضوع العصر الساخن على مستوى العالم حالياً وهو باختصار كما عرفته الأمم المتحدة عام  1987 في أحد تقاريرها أن "التنمية المستدامة هي التنمية التي تفي باحتياجات الوقت الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها" .  الموارد الطبيعة على اختلافها تستنفذ بتسارع كبير لتواكب الاستهلاك البشري الطبيعي والغير معقول في الغالب، أمم تتضور جوعاً وتقتات على الفتات وأمم أخرى ترمي كميات وكميات.  الصحوة العالمية متأخرة جداً وستظل تزحف عارية القدمين رغم مدنيتها وماديتها وتكنولوجياتها، مادامت الجوارح والعقول هي المحرك الوحيد وليس الوازع الضميري وحب الإنسانية الثقافي الثاقب.  ما تأملته اليوم في خضم هذه المصطلحات الرنانة الكبيرة، مفهوم أكبر وأعظم من الاستدامة ويمكن تلخيصه في موضعين مهمين: ١. ما روي عن الرسول صلى الله عليه و سلم حين قال بما معناه :"لا تسرف و لو كنت على نهر جار" . تخيل الفكر المبني على المبدأ الرصين الذي لا يتأثر بتغير الحال و وفرة الموارد ، فالماء لن ينقص أصلاً لكن وجب العمل بالمبدأ أصلاً.  ٢. الحدي

نافذتي

نافذتي تخيل الفيس بوك نافذة في بيتك تطل عليها على العالم الخارجي لترى الأزهار الجميلة التي اخترتها ان تكون صديقتك و الصفحات المفيدة و الطريفة التي "لايكتها" ، تشارك بين الحين والحين بما هو مفيد او مسلي ، تقرا الأخبار و تطالع قصص الأصحاب و حكمة الكبار و ابداع الصغار. و لكي تظل نافذتك تؤدي غرضها و تحتفظ بمكانتها ، اقترح ان لا تأخذها معك عند زيارة الأهل و الأصحاب او على مائدة العائلة او في السيارة او حتى في غرفة النوم ، لانها ستفقد معناها الحقيقي و رونقها الجميل لانها ستنافس ما هو إنساني جليل .  حسام عرمان   4/11/2013   أكيد يستثنى المستخدم صاحب الرسالة او العمل . 

البكور : سر من أسرار النجاح

إذا كانت "افتح يا سمسم" كلمة السر لفتح كنز علي بابا ، فإن "السر" الذي سأذكره هنا ليس بمعناه الحرفي بل هو المفتاح الذهبي لأبواب الانجاز وتحقيق النتائج التي قد تتفوق على الاهداف أحياناً. إنه ببساطة "بركة البكور" ، البكور إلى العمل كموظف ، طالب ، تاجر ، كاتب ، ربة بيت ، أو حتى متقاعد. لن أسوق لكم أمثلة عالمية مثل تاتشروغيرها (أنظر المقالة هنا ) لكني سأخبركم عن تجربتي الشخصية المتواضعة إلى الآن ، أدام الله علينا وعليكم نعمة التوفيق في العمل والعائلة والمجتمع و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، (سامحوني الجملة المعترضة صارت خطبة جمعة :)  أستطيع ان أعزو جزء كبير من سبب تفوقي في المدرسة والجامعة والعمل الى اجتهادي و بدأ نشاطي اليومي مبكراً. لن أبالغ إن قلت أن الفعالية تكون ضعف الأوقات الأخرى ، وقد يختلف البعض في ساعة النشاط لهم كما يقولون ، لكني متأكد أنهم سيلاحظون فرقاً كبيراً إن جربوا ذلك بشرط أن يعيدوا برمجة أدمغتهم بحيث يتوقف حديث النفس بشكل سلبي مثل : " ما بعرف أشتغل الصبح " ، "بكون نعسان" ، "ما بعرف انام بدري" ، &q

وما دخلكم أنتم؟

تبدأ المنافسة والتعليقات والهمسات عند خبر الحمل، وعند الولادة لا تكفي إطلالة الأميرة ذات النور الفطري المعجونة بحنية وعاطفة عجيبة تملأ البيت بهجة، بل سيشعرونك أنها فرحة منقوصة حيث تنتهي جمل التهاني بعقبال الصبي! (لماذا لا نسمع عقبال البنت مثلا ؟). أميرتنا لو كانت تحكي لنطقت وصرخت في وجههم " وما دخلي أنا؟ ". و تكبر البنت بين أخواتها وقريناتهم و تبدأ منافسة جديدة، تتمايز فيها الأجمل فتحظى بالاهتمام و الدلع وتترك الأخرى في ألم ووجع، ينفطر قلبها و لسان حالها "و ما دخلي انا؟". ثم تذهب إلى الجامعة وتحتدم المنافسة بل تحزن عليها رفيقاتها "الحسناوات" أن سيفوتها القطار وستعود إلى بيتها أو عملها بانتظار عابر سبيل ومن أي سبيل ! فتنقم على مجتمع "عنصري" يفرق على أسس غير منطقية بالإضافة إلى الطبقية، فيعتبر الطول والشعر ولون العيون والبشرة أهم المهارات والمقومات لنجاح المرأة. وتكبر  المسكينة وتهاب القطار وتصغر أحلامها، إن لم تصبح كوابيس، وقد تنسى همها الأساسي في الحياة. يأتي القطار الأول والثاني ويأخذ "الحسناوات" إلى

الى الخلف سر

البوسنة و الهرسك تحقق إنجاز تاريخي بالتأهل المباشر الى كاس العالم في كرة القدم مع الكبار (مثل ألمانيا و اسبانيا و إيطاليا ر إنجلترا) و لأول مرة في تاريخها (القصير) ، هذا الإنجاز جاء في الوقت المناسب ليذكرنا ان الدول تتقدم و تنتقل من الحروب و الفوضى و الفساد و الفشل و تسير باتجاه السلام و الأمن و النزاهة و النجاح الا العرب بوصلتهم متجهة بالعكس ... الى الخلف سر حسام عرمان 16/19/2012

اهلًا يا شتاء الحب و الحياة

اهلًا يا شتاء الحب و الحياة ها هو الشتاء يأتينا على استحياء ، فما زالت الحرارة ثلاثينية خوفاً من صيف الكويت القاسي الذي لم يدر ظهره بعد. فصل جديد في كتاب الأربعة فصول يطل علينا فيغير المزاج ويحرك الركود، ليس رومانسياً كشتاء لندن ولا نقياً كشتاء نابلس ، لكنه قاهر للحر باعث للنشاط والحب والحياة. إنها سنة الدوران  فالشمس والقمر بحسبان ، وهذا الليل يزيحه النهار فيفتح القلوب للعمل والأمل ، ثم يأتي الليل ويسدل الستار فيرخي عضلات عملت وتفكرت وتألقت فتعبت وتمددت ، ثم فجر جديد ومن الكون نتعلم المزيد. مجرات وكواكب تدود باستمرار لتعلمنا الدوام على الحركة والبركة . وأن لا نتوقف عن التفكير والتأمل والتدبير والاستعداد لمرحلة جديدة باستمرار.   دورة الحياة مفهوم يسري على الأحياء والأشياء وكل مرحلة يمكن أن نجعل منها تغييراً وردياً وليس نمطياً ، وإن لم يكن هذا الجديد جميل ، فيمكننا أن نحول المحنة إلى منحة ، فالشعور بالألم طبيعي لكن ردة فعلنا وسلوكنا هو اختيارنا، حتى ألم الشوكة فيه خير وأجر إن أخلصنا النية واحتسبنا ولم نسخط، فما بالك بالمصائب والأهوال الكبيرة.  لا يوجد دوائر أمان في هذا الزما

نهاية رجل الرجل الشجاع

 نهاية رجل الرجل شجاع  في صباح الأمس و قبل ان أغادر البيت بدقائق رأيت مقابلة على ال bbc العربية مع مخرج "نهاية رجل شجاع" . المسلسل الذي سلب فيه نجدت انزور عقولناعندما عايشناه في فترة المراهقة حيث كان مثلنا الأعلى المتمثل عادة في البطل القوي مفتول العضلات ، فقد كان يدهشنا أيمن زيدان وهو يحمل الأكياس على السفينة بالجملة وسط ذهول العاملين. فرحنا كثيرا ان مكننا  انزور من رؤية شبيه لعنتر الشجاع  الذي سمعنا قصصه من أجدادنا و تمنينا ان نشاهده يوما ما.  أذهلني تعليقه على الأوضاع في بلده عندما قال ، ان مشكلة اليوم هي اننا تساهلنا في العشر سنوات الماضية مع انتشار الفكر الاسلامي في البلد ، ( لاحظ لم يقل المسلمين او ممارساتهم) . و كان ذلك نهاية اللقاء و بالنسبة لي نهاية رجل الرجل الشجاع.   هذا مثال بسيط لحمم الهجمة التي يسكبها أهل البلاد هذه الأيام على أبناء جلدتهم والتي كانت خامدة في براكينها ، لكنها الرياح تأبى الا ان تهب فتزيل أوراق التوت الخريفي عن سوءة العباد ليستمر كشف المستور و ما تخفي الصدور.  حسام عرمان  3/10/2013

عندما يلتقي الابداع والإنسانية

قد يتبادر للذهن مباشرة عند سماع اسم بوتر Potter   الشخصية التي اشتهرت بها صاحبتها الكاتبة البريطانية رولينج ( J K Rowling ) حيث بيعت من السلسلة أكثر من 450 مليون نسخة وسلسلة من الافلام جعلتها من أغنى الشخصيات في مكانتها والتي كانت موظفة تعيش حياة متواضعة. لن اعلق على قصتها المثيرة هنا ، بل ان قصتنا اليوم مع البطلة Potter   الحقيقية ، إنها هيلين وليس هاري. هيلين بايتركس بوتر ( Helen Beatrix Potter ) كاتبة ورسامة لقصص الاطفال اشتهرت ب  The Tale of Peter Rabbit . كتبت اليوم عنها بعد أن شاهدت فيلما يحكي قصتها من يومين ، وكعادة  الأفلام التي تحكي قصص شخصيات حقيقية من التاريخ البريطاني مليئة بالأحداث ذات الرتم البطيء ، الا انها تشدك وما فيها عادة من مشاهد طبيعية جميلة ، لندن العتيقة ، اللهجة الانجليزية العريقة ، والطبقات الاجتماعية المتفاوتة والعادات الجميلة والغريبة.  ما اثار قريحتي لأكتب فيما تأملت هو تلك المناظر الساحرة في منطقة الليك دسريكت ( The Lake District ) ، ذلك المكان الذي قضيت فيه إجازة قصيرة مع زوجتي في بداية أيام زواجنا حيث الريف الربيعي العميق والمناظر الخلابة للبحيرا

الشحنات المتشابهة تتنافر

تسارع التغيرات في الأحداث التي نعيشها تحفز الإنسان العربي على التأمل أكثر هذه الأيام! (وهذه من حسنات المصائب ، وما أكثرها عندنا).   ألد الأعداء والخصوم ؛ الشرق والغرب ، الشمال والجنوب ، الليل والنهار ، يتحاورون ويتناقشون ويتدافشون ، ثم يتفقون عندما تلتقي مصالحهم ! أما أمتنا متفرقة رغم أنها إلى حد ما من جلدة واحدة وثقافة متشابهة وبلاد متقاربة ولغات مشتركة وأهداف ومصالح واحدة !  لا أرى تفسيراً منطقياً غير قانون الفيزياء الذي تعلمناه في مدرستنا الصغيرة وهو أن الشحنات المتشابهة هي التي تتنافر ، ويبدو أن حصة الفيزياء تلك سبقت حصة التاريخ التي لم يتمكن المعلم فيها من تشريبنا مفهوم الأمة الواحدة والوطن الأكبر الذي اجتمعنا فيه أرضاً وجواً ، لكنها الفيزياء التي  في القلوب !  حسام عرمان  12/9/2013

يمكننا ان نختار ان نكون اسعد

 يمكننا ان نختار ان نكون اسعد يمكننا ان نختار ان نكون اسعد إذا تأملنا أكثر و لو بأمور و اشياء بسيطة :  تأمل بالأطفال وحواراتهم و حركاتهم بحرية   تأمل بأشعة الشمس صباحا تخترق أوراق الشجر بحنية تأمل في الأم تقرأ لولدها قصة قصيرة تأمل بنيمار او مسي وحركة فنية مثيرة تأمل في السوق وشعور الرجل عندما تهمس الزوجة بخفية تأمل بلمة العائلة على الإفطار ولو في وقت الظهيرة تأمل بالسفينة تخترق البحر اوالبحيرة تأمل بعجوز مازال يمارس الانشطة الرياضية  تأمل بمشهد الكلمة الطيبة كشجرة طيبة  تأمل بعامل النظافة يتقن عمله و لا يترك حبة غبرة تأمل بالعصافير تطير من شجرة لشجرة  تأمل بالصديق يتصل عندما تتذكره صدفة  تأمل بالناس يصطفون لصلاة الجمعة  حسام عرمان 6/9/2013

لا تقفزوا علينا بالباراشوت ولو بانتخابات ديمقراطية

تأملت في الأحداث الأخيرة في العالم العربي، رغم أني لا أحب الحديث في السياسة، لكن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، وأردت أن أشارككم رأيي. أعتقد أن نجاح الحركات الإسلامية في الانتخابات دليل أن هذه الشعوب العربية بالغالبية تحب الإسلاميين وتستذكر مشتاقة لحياة عزيزة لم تتذوقها منذ زمن وذلك عندما عملت بنموذج إسلامي قويم غير متشدد، يشجع العلم والعلماء ويختار الرجل المناسب في المكان المناسب وليس بناء على طول لحيته أوعدد أيام صيامه من النوافل التي ما فتئ يحدثنا بها كلما عزمناه على شاي أو قهوة، وحديثه الطويل عن طول سهره وقيامه ليلاً.   الحركات الاسلامية أعطيت الفرصة بل دفعت إلى تجربة الحكم بسرعة لتفشل بسرعة (بموافقتها طبعاً) حتى تقام الحجة عليهم ويقتنع من كان مخدوعاً بخطب الجمعة منذ الصغر اأن الإسلاميين مقموعين، ولو أعطيت لهم الفرصة لنجحوا في الانتخابات و لنشلونا من السبات والتخلف الحضاري. إذن الآن لسان حالهم ؛ قد جربنا وتأكدنا أن قصص النجاح موجودة فقط في كتب التاريخ وقد عفى عليها الزمان .  مع كل هذا الإحباط ، أعتقد أن المتآمرين استعجلوا وأسقطوا أهم مثال عربي وهو المصري ، ف

التوجيهي بحاجة الى توجيه

التوجيهي بحاجة الى توجيه في صيف 1997 ذهبنا ظهرا الى مدرسة قدري طوقان لنحصل على نتائج التوجيهي ، و كانت العلامة التسعينية هي الهدف شبه المؤكد بناءا على المعطيات و المراجعات لأسئلة مشابهة و متشابهة حفظنا أجوبتها حتى في مادة الرياضيات ، لكن التفاؤل تبخر بسرعة عندما رأيت احد الأصدقاء المجتهدين يسقط أرضا بسبب علامة أو علامتين و بالتالي يجب ان ينتظر العام القادم لأداء هذه المادة (تخيل كيف كانت أيامنا) خفت وقتها و تغير الحال ، فأصبحت اتمنى النجاح و بغض النظر عن العلامة. انه الوحش الذي يقض مضاجع الاهالي مرات بعدد الأبناء و البنات ، يتغير ترتيب البيت و الغرف و قد تمنع الزيارات و تراقب التحركات و تحجم "البريكات" (الاستراحات). ما سمعنا به من محاولات انتحار إنذار خطير و غير مسبوق يسلط الضوء على قضية بونوبرتية تسبب ضغوطا نفسية تحرم و تهدم طاقات ابداعية. هذه البوابة الوحيدة و عنق الزجاجة الذي لا يبدأ المستقبل الا من خلال المرور به ، أضف الى ذلك بيئة البلد المحيطة التي تفتقر إلى أية ابواب اخرى. السؤال اليوم: إلى متى سيظل هذا "البعبع" يتربص بأبنائنا و بناتنا كل عام ،

الأسد الجريح

يهرول الأسد الجريح الى المجهول، تنطحه الحمير الوحشية، تسخر منه الغزلان، وتتذكر قصص شبابه الطيور وكيف كان زئيره يهز الصخور وتحترمه العقول وتهابه وحوش الغاب. شاخ وشاب في عالم مادي لا يرحم. اليوم لا بواكي له، تداعت عليه الأكلة ونهشت جسمه. تزداد هرولته بسرعة وخوفاً من المجهول، لقد جعله المنحدر أسرع رغم ضعفه ووهنه، سلّم للتعب واقترب من نهاية المنحدر حيث النسور تنتظره كمشروع جثة هامدة وعشاء ملوكي.         حاله ساء الضعيف فهو ناصر المظلومين وضابط الأخلاق ومقيم العدل، أصبح الهرج ملح الأيام في غيابه وتفككت البلاد وتنكر العباد. يزداد الكره والحسد والبغضاء وتسيل الدماء، في حين تتفجر الطاقات في الغوغاء، يتنطح الفاسدون ويتمختر المنافقون، يعوم على السطح الغثاء وتختفي الدرر في الأعماق.   لكن سنة الطبيعة أن تتغير وتتبدل، لا بد أن يطوف المرجان وتتفتح الأصداف. لا بد للأسد أن يزأر من جديد ما دام القلب ينبض بالحب، ستبعث الحياة وسينتشي الجسد من جديد فالفكر لا يموت ما دام في السطور والصدور. إنما نحتاج تطبيقاً عصرياً وابداعاً علمياً، تخطيط وتنظيم وإتقان، لا فتور ولا كسل، صدق وأمل واخلاص وعمل.

إعلام "مؤيدل"

إعلام "مؤيدل"  منعت نفسي أن أكتب في الموضوع لكن يبدو أنني لم أستطع ، ثم وجدت نفسي اليوم أدلي بدلوي ربما لأنه اليوم الذي سينتهي فيه البرنامج الذي شغل به الكثير و ليس فقط عندما يكون على الأثير ، بل كتب عنه الكل في كل وقت و مكان (مع أه لا أهمية للمكانية اليوم بوجود الفيس). مقالات طويلة و قصيرة و بوستات و تعليقات ، البعض مؤيد مبجل و "مؤيدل"  و البعض معارض مكفر و منفر.  تشدد في الجانبين و من توصت في طرحه انتقد و قد يكون من الجانبين أيضا. أنا شخصيا أميل إلى "التطرف في الاعتدال" و سأطرح الموضوع بشكل مختلف قليلا. ما حدث خلال الفترة الماضية غلو كبير و مبالغة مفرطة حيث وجه الإعلام الحشود و العامة بطريقة غريبة و على غير هدى بل تبعهم المسئولين أيضا (د. الحمد الله صار رئيس وزراء و استقال و لم نشعر به مقارنة بعساف ، مع إن الأحداث مثيرة جدا و لم تحدث من قبل). أنا شخصيا غير مقتنع بتركيبة هذه البرامج و معاييرها ، حيث يتم تقييم المتنافسين من خلال تصويت الجمهور و قبلها لجنة حكم تم اختيارها بناءا على نجوميتهم و جغرافيتهم و ليس مهنيتهم (أين الملحنين الكبار ، إذا لس

الصف الاول للأول

الصف الاول للأول  بينما نحن في صلاة الجمعة جاء رجل متأخر من بعيد و بعد ان قطع صفوفا ورقاباً كثيرة ، و استقر به المطاف بجانبي. قام باحتلال الفراغ الذي قد لا يصلح لصبي و قد وجدت فيه متنفسا خلال الخطبة انا و من بجانبي حيث ان المسجد واسع والمكان براح. لكنه أصر و 'حشر' نفسه بطريقة عجيبة يمكن تدريسها ضمن قوانين الموائع مع 'دفشة' عن اليمين و عن الشمال. عدلنا جلستنا و ضغطنا أجسامنا عاملين ب "تفسحوا في المجالس" و المثل الفلسطيني بقول " بيت الضيق بسع ميت اصديق" . المهم لما جلس و انتهى من الصلاة فرد نفسه و تربع 'فارشا' جناحيه و كأننا أغصان عشه ، نظرت اليه و إذا به ممن زاده الله بسطة في الجسم (بس) . التزمت الصمت على غير عادتي فنحن في خطبة الجمعة و لا نريد ان اصبح ممن "لغى" بسببه. و في الحقيقة خرجنا من الخطبة و لم احدثه ( فكما ذكرت له من الجسم حظ وفير ، عكسي تماماً) . و لكن ظل لسان حالي يقول : الصف الاول لمن بكّر و ليس لمن لبس لحية ليكون قدوة و لكنه تأخر ، و في المسجد بالذات يجب ان تسمو الأخلاق و ترقى العادات.

لست وحدك من يربي

كلما مررنا بجانب حائط قد كتب عليه صبي او مراهق كلاما او رسما غير مفهوم ، أنبني آدم و ياسمين بقولهم ( oh dear ، شوف بابا ، ما بصير صح! ) ، حادث بسيط جعلني أتأمل بمشكلة اكبر في اطار أوسع.  انك قد تبذل جهودا مضنية مع براعمك في البيت تعلمهم و تأدبهم و تربيهم على حسن الخلق و المعاملة و الحق و الصواب ، فتلك مرحلة الاقلاع الى أجواء خارج نطاق التغطية و المحيط المألوف بالنسبة لهم.الا ان البيئة المحيطة قد تغير المسارات بعد المرحلة الاولى ان لم يكن هناك استمرارية في الرعاية و التوجيه ، تتابع و تقوّم و توضح المفاهيم المغلوطة و المتناقضة دون ان يكون هناك شعور بالاغتراب.  تأكدت ان تربية الأبناء مشروع استراتيجي هدفه يتعدى دائرة العائلة و المجتمع القريب و هو بحاجة الى جهد عظيم و وقت كبير و حوارات و نقاشات طويلة. كان بالإمكان ان تكون هذه المهمة أيسر لو ان جهود الاصلاح و التوعية في البيت و المدرسة و المسجد و الحي كانت متناغمة.   ستطير جهودنا رمادا و مواردنا ستصبح هباءاً منثورا اذا اقتصر تفكيرنا بأنفسنا فقط. ان "خيركم خيركم لأهله " لا تعني ان نختصر الموضوع على أهلنا ، و حتما ل

انت أسلوبك و لو لم تكن انت

مواقع التواصل جميلة حيث يعبر كل عن رأيه بحرية،  و يتناقش و ينتقد الجميع دون حرج ، لكن التطاول و استخدام عبارات غير أخلاقية تتعلق بعلماء أثروا مكتباتنا و ساهموا بفكر متقد معاصر ، أمر أهونه مر . الكل يخطئ سواء في الفتوى أو الحكم على أمر سياسي أو اجتماعي . صحابة كبار اخطأوا و هذا طبيعي. لك كل الحق يا اخي ان تنتقد و تختلف بالرأي و تصرح ما شئت و لو بلغة قوية ، لكن يجب ان تكون محترمة لان لسانك (الآن بوستك) محسوب عليك في الدنيا و الآخرة ، بل هو الآن موثق، و نعلم ايضا ان كل إناء بما فيه ينضح كما يقولون . فكل من يقرأ سطورك سيغور في اعماقك في ثوان من خلالها ، فحري بنا ان نترك مسكا طيبا و أثرا جميلا و لو كان كلامنا كله اختلاف و نقد .  الأسلوب يمكن ان يرفع و يهدم ، قرات في احد الكتب ان رؤساء أمريكيون نجحوا بسبب أسلوبهم بالطرح. الأسلوب الجارح يعمق جراح الأمة و يزيد بالفرقة و الفتنة بين العامة والخاصة و لنا من الجراح ما يكفينا فهي هنا اشد مضاضة  من وقع الحسام المهند.  و اختم بأسلوب جسده على الأرض مدرستنا في الحياة و قدوتنا حين كان يكتفي بقول : " ما بال أقوام قالوا كذا و كذا "

النعم الخفية

النعم كثيرة لكن ميزان الإنسان صغير، وأحياناً ساذج، تجده يحصر النعمة في السيارة والبيت الواسع المطل والرصيد من الأراضي وغيره والكاش طبعاً هو الking :)، الكل يجري ليحسن حاله وعندما يأمّن نفسه (من وجهة نظره القاصرة) يبدأ يفكر في أولاده ورزقهم وتأمين تعليمهم وبيوتهم وجيزتهم ! وينسى أن لكن المرض قد يسبقه بل حتى أجله، وقد يفلس وهوغارق في بحرالحياة متلاطم الأمواج رافع الناس حيناً وخافضهم حيناً آخر. أما الطامة الكبرى فعندما يكون ذلك على حساب الكثير من الأشياء المهمة في الدنيا والآخرة.  تلك النعم مهمة و ضرورية لكن مشكلتها أنها تطغى على الأهم وتحيد أبصارنا فتجعلنا ننسى النعم الحقيقية في حياتنا والتي لا تقارن ولا تقدر بثمن ، ولوعرضت للبيع على من فقدها لاشتراها بالملايين.  إنها النعم الخفية التي لا يمكن أن تحصى بسبب كثرتها، ومع ذلك لا نراها بل ننساها باستمرار، نعمة البصر والعقل والولد والصحة ومهما عددت فلن أحصيها ، لكني اليوم سأذكر واحدة، وهي الصحبة الصالحة تلك النعمة المغبون فيها كثير من الناس كما هي الصحة والفراغ . أن يكون لك أخوة لم تلدهم أمك، يفرحون لفرحك ويحزنون لحزنك، يصدقونك ال