مفهوم الاستدامة موضوع العصر الساخن على مستوى العالم حالياً وهو باختصار كما عرفته الأمم المتحدة عام 1987 في أحد تقاريرها أن "التنمية المستدامة هي التنمية التي تفي باحتياجات الوقت الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها" .
الموارد الطبيعة على اختلافها تستنفذ بتسارع كبير لتواكب الاستهلاك البشري الطبيعي والغير معقول في الغالب، أمم تتضور جوعاً وتقتات على الفتات وأمم أخرى ترمي كميات وكميات.
الصحوة العالمية متأخرة جداً وستظل تزحف عارية القدمين رغم مدنيتها وماديتها وتكنولوجياتها، مادامت الجوارح والعقول هي المحرك الوحيد وليس الوازع الضميري وحب الإنسانية الثقافي الثاقب.
ما تأملته اليوم في خضم هذه المصطلحات الرنانة الكبيرة، مفهوم أكبر وأعظم من الاستدامة ويمكن تلخيصه في موضعين مهمين:
١. ما روي عن الرسول صلى الله عليه و سلم حين قال بما معناه :"لا تسرف و لو كنت على نهر جار" . تخيل الفكر المبني على المبدأ الرصين الذي لا يتأثر بتغير الحال و وفرة الموارد ، فالماء لن ينقص أصلاً لكن وجب العمل بالمبدأ أصلاً.
٢. الحديث الاخر الذي يسلب الألباب لعظمته وما يحويه من مبدأ سبق مفهوم الاستدامة بسنوات ضوئية، وهو "إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ". إذن نتحدث الان عن مستوى أجل وأعلى، فأنت تعمل وتزرع لتؤجر وتستفيد الإنسانية رغم أن موضوع الأجيال القادمة غير قائم هنا أصلاً ، لكن وجب العمل بالمبدأ أصلاً.
وأخيراً أقول أرجو أن يوفق علماء أمتنا بطرح مصطلح عربي متأصل في حضارتنا يصف ما تقدم ولا نكتفي بالترجمة ذهاباً وإياباً ، فكثير من الأصل كان هنا.
حسام عرمان
8/11/2013
تعليقات
إرسال تعليق