تأملت اليوم في هذه الأجواء الشتوية الكويتية غير الاعتيادية، حيث ترى الحبيبين يلتقيان بعد فراق، وفي الكويت يكون الانتظار طويلاً ومدة اللقاء
العذري قصيراً. إنها قصة الأرض والمطر، تلك الحكاية الرومانسية السنوية.
تبدأ الحكاية عندما تصطدم الغيوم الداكنة وتعمل قوانين الكيمياء والفيزياء فعلها، فتنبثق الكرات الشفافة من بين فتحات باردة وهمية تساعدها من تحتها الجاذبية، فتطير نحو الأرض بذيل جميل شكّله احتكاكها بالهواء وخلط ما فيه من خير كثير وشر قليل وهو في طريقه إلى الحب.
وصلت حباته وضربت حضن الأرض بحنية عنيفة ففرحت الأرض واهتزت وربت وأنبتت ألواناً نظيفة تزغلل العيون من شدة خضارها وصفارها، تشدّ أوتار نظرنا الذي ما زال يتدلى بغبار الحياة، وتمنّ علينا من النكهات الجميلة واللذيذة لتطعم منها الإنسان والحيوان.
هذه الأرض ستظل الحنونة اللطيفة مهما لوثها الإنسان، وسيستمر ولعها بالمطر ولو فاض بها ودمّر، وبيوت المساكين غمر والرعد من فوقه زجر، ومن الأشجار قلع ولو كان عليها كل الثمر. كل ذلك لن يغضبها إلا قليلا وستسامحه وتعذر مراهقته فلا تأنبه بل تنتظره ليعود من جديد ويبعث الحياة من جديد.
وصف جميل وتجسيد رائع لأحد صور الحياة الساحرة، شكرًا لك دكتوري الفاضل على تألقك …
ردحذفأخوك / يحيى الهدبان
dralhadban@gmail.com
شكرًا د يحيى ، هذا من ذوقك الرفيع
حذف