تبدأ المنافسة والتعليقات والهمسات عند خبر الحمل، وعند الولادة لا تكفي إطلالة الأميرة ذات النور الفطري المعجونة بحنية وعاطفة عجيبة تملأ البيت بهجة، بل سيشعرونك أنها فرحة منقوصة حيث تنتهي جمل التهاني بعقبال الصبي! (لماذا لا نسمع عقبال البنت مثلا ؟). أميرتنا لو كانت تحكي لنطقت وصرخت في وجههم " وما دخلي أنا؟ ".
و تكبر البنت بين أخواتها وقريناتهم و تبدأ منافسة جديدة، تتمايز فيها الأجمل فتحظى بالاهتمام و الدلع وتترك الأخرى في ألم ووجع، ينفطر قلبها و لسان حالها "و ما دخلي انا؟".
ثم تذهب إلى الجامعة وتحتدم المنافسة بل تحزن عليها رفيقاتها "الحسناوات" أن سيفوتها القطار وستعود إلى بيتها أو عملها بانتظار عابر سبيل ومن أي سبيل ! فتنقم على مجتمع "عنصري" يفرق على أسس غير منطقية بالإضافة إلى الطبقية، فيعتبر الطول والشعر ولون العيون والبشرة أهم المهارات والمقومات لنجاح المرأة. وتكبر المسكينة وتهاب القطار وتصغر أحلامها، إن لم تصبح كوابيس، وقد تنسى همها الأساسي في الحياة.
يأتي القطار الأول والثاني ويأخذ "الحسناوات" إلى وجهات مألوفات وغير مألوفات حيث النجاحات وكثير من الاخفاقات، أما هي فيأتيها قطار أميري فهم الجمال الحقيقي فتسعد به و تقطع شكها وتتيقن بأن الجمال المستدام هو جمال الدين والخلق والروح والبسمة والحكمة فتلك اختياراتها التي تجزى عليها فهي التي تدخلت وقومتها.
هذه طبعا النهاية "الديزنية" وذلك هو السيناريو الوردي فلقد تنعمت بعد أن قضت نصف عمرها بكبد اجتماعي غير ضروري ، نكد عليها في عدة مناسبات وصمدت وصبرت فنالت. وماذا عن ذوات الحس المرهف والغصن الطري والعود الندي الذي قد لا يحتمل وينكسر في الطريق، ومن قال أنه نهاية الطرق كلها متشابهة فقد لا يحصل النصيب وربما اختار لها الله صحبة خير لها في حياتها وآخرتها مع شركاء من الأهل والأصدقاء والأحباء، وما دخلكم أنتم؟
حسام عرمان
17/10/2013
تعليقات
إرسال تعليق