التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2020

مشكلة الأهداف الشخصية الذكية

   نحب عادة أن نضع أهداف ذكية ومؤشرات أداء قابلة للقياس في بداية كل عام، فكما يقول علماء الادارة "اذا كنت لا تستطيع قياسه فلن تستطيع إدارته وتحسينه"، وهذا ينطبق على المستوى الشخصي كما ينطبق على المستوى المؤسسي.  لكن ذلك قد يجعلنا نركز على مقاييس مادية سهلة القياس بشكل مباشر مثل ترقية، منصب جديد، سيارة جديدة، رحلة سياحية بعيدة، ... الخ، فتصبح هذه همنا في الحياة كلها وننسى الأهم دون أن ندري! ليس بسبب عدم الرغبة في ذلك لكن ربما بسبب صعوبة قياسه، وعادة لا تقودنا المؤشرات الشخصية سهلة القياس إلى الأهداف الحقيقية في الحياة.    تخيلوا مثلاً كيف يمكن أن نضع مؤشرات للتقوى والسعادة والرضى والسكينة والطمأنينة والحب والمودة والرفق والصدق والأمانة وتماسك العائلة واحترام الآخرين ! ولأن قياسها أصعب نلجأ للمؤشرات المادية سهلة القياس والمقارنة بالآخرين.  ومع ذلك يجب أن لا تمنعنا صعوبة القياس من إهمالها فهي الأساس، ويجب أن تكون متواجدة بل فوق الأهداف الذكية التقليدية. ولعل أسهل طريقة للتغلب على هذا التحدي هو أن نجدد النية دائماً ونجعلها جزء من حياتنا اليومية، فنذكر أنفسنا في كل موقف أن نختار م

عشر نقاط لتحبب أطفالك بالقراءة مبكراً

    أعزائي الوالدين، هذه المقالة القصيرة قد تكون أهم مقالة يمكن أن تقرآنها فيما يتعلق بأطفالكم، وهي خلاصة تجربة شخصية تكللت بالنجاح والحمد لله بسبب توفيق الله أولاً ثم زوجتي الغالية وقليل مما قرأت من مقالات متفرقة وتجارب شخصية، وهنا أضع بين أيديكم عشر نقاط أساسية لتنشئة جيل يقرأ:   1.     أنتما أولاً : أن يقرأ الأبوين في البيت أمام الأطفال (ولو توقفتما عند هذه النقطة لكفتكما). 2.     نبدأ مبكراً جداً : أن نبدأ معهم منذ نعومة أظافرهم (حرفياً، أعني أشهرهم الأولى) بل حتى وهم في بطون أمهاتهم. 3.     القراءة معهم : فيجلس الأب أو الأم على سريرهم أو في حضنهم (حضن الأبوين مش العكس :). 4.     الصور في الصغر : يجب التركيز على الصور وجودة الكتب في أول عمرهم.   5.     الروتين : يجب اختيار وقت مقدس، وربما أفضل وقت هو قبل النوم بساعة أو نصف ساعة. 6.     الشغف : يجب أن تكون القراءة مصحوبة بالرغبة الحقيقية فيتم تحسس اهتماماتهم وتوجيههم نحو ما يلبي شغفهم. 7.     الحوار : التحدث معهم عن القصة والحوارات وتحليل الحكمة منها، ويمكن أن  تقوم العائلة بتمثيل القصة حيث يتقمص كل واحد شخصية إن أمكن.

السعي وراء السعادة

  كل إجازة اسبوع نختار فيلماً مناسباً نشاهده مع الأطفال، وكان هذا الأسبوع دوري فاخترت لهم فيلم ويل سميث الرائع "السعي وراء السعادة" The Pursuit of Happyness من باب التغيير عن أفلام الأنيميشن، الفيلم رغم أن أحداثه الحزينة المتتابعة محبطة إلا أنها مبنية على قصة حقيقية بنفس اسم الشخص وتمثل حقيقة الحياة أنها كبد ومكابدة وتحتاج الكثير من الصبر والتمسك بالأحلام والعائلة والتضحية والمرح والابداع رغم الهموم والمشاكل التي كانت تصب عليه من كل حدب وصوب، لم يضره أنه لا يملك شهادة جامعية لأنه آمن بقدراته وحسن اجتهاده وربط قدراته على التواصل وحبه للرياضيات بالمهنة المناسبة. كل ذلك تجسد بمشاهد مختلفة في الفيلم ولعل أجمل مشهد في الفيلم في رأيي وقد حرصت أن يسمعه أبنائي وعدته عليهم بلغتي عندما قال ويل لابنه (وهو ابنه الحقيقي) وترجمته بتصرف:   Don’t ever let someone tell you, you can’t do something. Not even me. You got a dream, you got to protect it. People can’t do something themselves, they want to tell you, you can’t do it. You want something, go get it. Period. All right?”   "

الوقت المناسب لإعادة الهيكلة

  رئيس تويوتا السابق يقول بما معناه "الوقت المناسب لإعادة هيكلة الأعمال هو عندما تكون الأمور جيدة "، هذه الفلسفة التي قد تكون غريبة في ظاهرها إلا أنها وراء النجاح الكبير لشركة تويتا التي تظل تطور وتحسن في نفسها على الدوام فلا تركن لنجاحها مهما دام.  قد تصلح هذه الفلسفة على المستوى الشخصي فيجب ألا يركن الإنسان لمهاراته ولياقته الحالية فلا يتحسن ولا يتطور ولا يتعلم فيضمر عقله وينفخ كرشه وتضعف عضلاته ويستسلم للزمان.

أهم 5 مهارات لعام 2025

  لقد سرع كورونا الانتقال الى وظائف المستقبل حسب تقرير منتدى الاقتصاد العالمي الذي نشر الشهر الماضي ، حيث تحدث عن زيادة تبني التكنولوجيا والأتمتة وفقدان الوظائف وفجوة المهارات وتوسع الفروقات بين دخول الموظفين وزيادة التعليم عن بعد وأهمية تعلم مهارات جديدة والاستثمار في العنصر البشري وخصوصاً من قبل القطاع العام. وكانت أهم 5 مهارات لعام 2025 كالتالي: 1.       التفكير التحليلي والابتكار 2.       التعلم النشط واستراتيجيات التعلم 3.       حل المشكلات المعقدة 4.       التفكير النقدي والتحليل 5.       الإبداع والأصالة والمبادرة    

حافظ مش فاهم

  كنت استمع هذا الصباح إلى برنامج على راديو حياة الأردنية الراقية ‏حيث يتصل الناس ليعلقوا على منصة التعليم الإلكتروني، تعجبت مثل المذيع من التعليقات العجيبة والإنتقادات الرهيبة دون تحديد مكامن الخلل، وما لفت انتباهي أن أحدهم قال السبب هو ابتعادنا عن الكتاب والسنة فطلب منه التوضيح فذكر له الحبة السوداء كمثال مما أربك المذيع! ‏ ‏وهذا يدل أن بعض الناس تحفظ ولا تفهم ما تحفظ، ‏صحيح أنهم على بساطتهم يحبون الدين العظيم وهم صادقين، لكنهم يحفظونه ولا يفهمونه، ‏وعندما يريدون الدفاع عنه يشوهون صورته في أذهان الناس وهم لا يشعرون كما حدث مؤخراً مع المعلم الفرنسي. ‏يبدو أننا مازلنا بحالة بحاجة إلى وقت طويل حتى نرتقي بالوعي العام والفهم المستنير والفكر الغزير لديننا العظيم، نتسابق في حفظ القرآن لكننا ‏نبتعد عن تعاليمه، نقرأ ونحفظ "يتفكرون ... يبصرون ... يفقهون ... يعلمون ...يعقلون ... " ‏لكننا لا نَعمل بها مثلما فعل الأوائل القادة الأولين والعلماء الآخرين الذين فهموا الآيات التي في السطور والآيات في الآفاق حولهم من ظواهر طبيعية ‏وإنسانية واقتصادية فحققوا نجاحات عالمية.

العشب الأخضر

The grass is always greener on the other side هذه المقولة المشهورة "العشب دائماً أكثر اخضراراً على الجانب الآخر من السياج" هو حال الناس الساخطين من حالهم ويهربون من واقعهم ويسرحون في حال الآخرين معتقدين أنهم أحسن حالاً فيصيبهم الهم والغم وقد يصل إلى الاكتئاب، وينسون أنهم لا يعلمون حقاً ما يجري على الجانب الآخر (خصوصاً إذا كان مصدرهم الوحيد هو مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تحتوي إلا أجمل الصور وأحلى المناسبات والسفرات، وهذا طبيعي). ولأن هذه الظاهرة النفسية موجودة ومؤثرة بشكل سلبي علينا جاء التوجيه القرآني بشكل واضح وصريح على تجنب ذلك وخصوصاً   أن هذه النعم دنيوية زائلة وقد تفتن صاحبها إن لم يكن من الشاكرين:"وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ". أما النقطة الثانية فهي تجاهل الناس لأرضهم الخضراء الجميلة التي أهملوها ولم يتأملوا في خيراتها وثمارها ولم يسقوها وشغلهم مراقبة الناس "فماتوا هماً"، ولو أنهم جلسوا ببساطة وكتبوا نعم ا

10 نقاط وراء نجاح زووم الباهر

  كتبت الصحف في أول الشهر أن    إيريك يوان مؤسس زووم غني في يوم واحد 6.6 مليار دولار وفي شهر مايو كتبت أن القيمة السوقية تزيد عن أكبر من سبعة خطوط طيران في العالم (حيث انقلب الحال حينها بسبب تعذر السفر)! السؤال: كيف تفوق هذا التلميذ الصيني على أساتذة الأعمال في أمريكا؟ عشر نقاط بسيطة كان لها الدور الأكبر: 1.      يوان اكتسب خبرة طويلة في هذا المجال خلال عمله في شركة عالمية متخصصة هي ويب إكس قبل شراءها من سيسكو. 2.      البساطة وسهولة الاستخدام (فلسفة ستيف جوبز في أبل ولاري بيج في جوجل). 3.      الاستعداد لاغتنام الفرصة الذهبية (جائحة كورونا) وكما يقول باستيور "الحظ يفضل المستعدين". 4.      تقديم جودة عالية مقارنة بما يدفعه الزبون.   5.      تخصص في خدمة محددة وواضحة وأهم ما يحتاجه الزبون. 6.      إتاحة 40 دقيقة كانت كافية أن يذوق المستخدم حلاوة التجربة ويعتنق الخدمة. 7.      دخول سريع للمستمعين من خلال المتصفح دون الحاجة لتنزيل التطبيق (لم نعلم ذلك عن المنافسين لإلا بعد حين) 8.      تشتت وتردد المنافس الأكبر مايكروسوفت وعدم وضوح خدماته عن طريق سكايب للأعمال ثم لاحقاً عبر تيمز

كيف نحفّز أبناءنا الطلاب على حب التعلم ولو عن بعد

   يقول بروفيسور آدام جرانت في مقالته الأخيرة في نيوويرك تايمز أن النجاح في المدرسة والحياة بشكل عام يعتمد على مقدار ما نريد أن نتعلمه أكثر مما نعرفه. ويكمل أحد أعلى أهداف التعليم هو تنمية واستدامة الدافع الداخلي للتعلم وهذا ما أكدته دراسات عديدة في هذا المجال شملت أكثر من 200 ألف طالب بينت أن الفضول هو الأساس. لكن المشكلة في إثارة الفضول لدى الطلاب عن بعد صعب وهنا يقترح جرانت 3 خطوات: 1.      الغموض: خلق فجوة بين ما يعرفه الطلاب وما يرغبون بمعرفته. 2.      الاستكشاف: تصميم مشاريع تشجع الطلاب ليبحثوا بأنفسهم عن الأجوبة. 3.      المعنى: ربط المفاهيم بأهميتها في الحياة العملية. وهنا أذكر مثال بسيط طبقته في البيت مع أطفالي وهم صغار، حيث جعلت مغناطيس يحرك آخر من تحت الطاولة وكأنه سحر ( الغموض )، ثم قلت لهم أن هذا المغناطيس له قوة جذب خفية على بعض الأشياء، ما هي؟ (أثرت فضولهم  للاستكشاف ) أعطيت كل واحد منهما مغناطيس وطلبت أن يتجولا بالبيت ليفحصا الأشياء ويكتبا في جدول ما الذي جذبه المغناطيس. أم  المعنى  فسأترك لكم الحديث مع أطفالكم عن تطبيقات المغناطيس العديدة في الحياة (أرجو أن أكون أثرت ف

الحركة والابداع

  يقول جون رايتي في كتابه "العلم الحديث في التمرين والدماغ" أن التكنولوجيا والشاشات جعلتنا ننسى أن الإنسان ولد ليتحرك لكننا نستمر بتصميم كل شيء حولنا ليخدمنا دون أن نتحرك. وهذا في نظره خطير على أدمغتنا لأن الدراسات كما يقول بينت أن تحريك عضلاتنا ينتج بروتينات تنتقل بالدم إلى الدماغ، حيث تلعب أدواراً محورية في آليات عمليات التفكير العليا لدينا. ولا شك أن الابداع أكثر المتضررين من الخمول والجلوس وما أطولها هذه الأيام بسبب اقتحام التكنولوجيا بيوتنا "من غير إحم ولا دستور" ومكاتبنا وجيوبنا بل ينام بعضها في سريرنا وفاقم المشكلة أكثر هذه الجائحة اللئيمة. نشرت جامعة ستانفورد دراسة عنونتها بشكل لطيف "أعط أفكارك قدمين" وبينت الأثر الإيجابي الكبير للمشي على تعزيز الابداع وخصوصاً المرتبط بالتفكير التشعبي وهو الأهم في الابداع حيث تتم عملية توليد الأفكار. وقد بينت الدراسة أن نسبة الإبداع لدى الأشخاص الذين تحركوا ومشوا زادة بمقدار 60%. لذلك أصبح من الضروري أن نلزم أنفسنا بروتين فيه حركة ولو حتى مشي خفيف إذا كنا لا نحب الرياضة، فنمط الحياة الصحي يطيل العمر عشر سنوا

اعقلها وتوكل

  نعيش فترة عدم استقرار هذه الأيام وخوف من المتغيرات والمجهول بسبب جائحة كورونا، ونسأل متى ستنتهي؟ هل سأمرض؟ هل سأفقد عملي؟ متى سيجدون الدواء؟   فلاسفة اليونان والعلم الحديث يبين أن باستطاعتنا تغيير ذلك أو على الأقل التخفيف من وطأته، أما اليابانيون (بزيدوها شوي) فيقولون يمكننا الاستمتاع به! تخيل اسطوانة في أعلى منحدر، الجاذبية ستضمن أن تبدأ الأسطوانة في التدحرج، لكن شكلها يحدد مدى سلاسة وسرعة دورانها، أي لا يمكننا التحكم في المنحدر أو الجاذبية، لكن يمكننا التحكم في شكل أسطوانتنا، وهي حالتنا الذهنية. إذن الحل باختصار زيادة درجة احتمالك للمجهول، وحسب مفهوم ستويك اليوناني (وأنصح القراءة عنه) "غيّر ما تستطيع وتقبل ما لا تستطيع تغييره" وبثقافتنا الموضوع أقصر وأجمل "اعقلها وتوكل".     لقراءة المقالة كاملة بالإنجليزية هنا

توفيق الله هو الأساس

الأخذ بالأسباب والاجتهاد مطلوب، لكن توفيق الله هو الأساس الذي به تقضى الحاجات وتتحقق الغايات، وقد قيل "أن التوفيق ألا يكلك الله إلى نفسك".  فقد تقضي يوماً في شراء قميص أو تخليص معاملة بسيطة بل قد تتعطل وتفشل الصفقة (بالعامية؛ مرات برغي صغير تقعد ساعة تركب في وما بزبط :) وبينما أحياناً يتم النصيب بسلاسة وسهولة فيتزوج الواحد أو يشتري بيتاً أو سيارة خلال لحظات أو ساعات، وقد ينجو بأعجوبة من موت أو إصابة محققة خلال دقائق أو ثواني، ليس بجهده ولا اجتهاده بل بترتيب عجيب من الرحيم الحكيم. وكما قال الشاعر:  إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده

عواقب الرغبة بالإنجاز والتقدم

يقول بروفيسور هارفارد كلايتون كريستنزن في كتابه "كيف تقيس حياتك" أن الشخص يصبح تعيساً في حياته رغم نجاحه المادي لأنه يهتم بوظيفته أكثر من عائلته وذلك لأن طبيعة العمل يلبي الشعور بالإنجاز والتقدم باستمرار مثل بعت منتج، أكملت عرض مرئي، انهيت محاضرة، نشرت ورقة الخ. في المقابل، استثمار الوقت والطاقة في علاقتك مع زوجتك وأطفالك عادة لا تستمتع بنفس الشعور الفوري بالإنجاز. بل قد تتنظر حتى يصلوا العشرين لتقول: "لقد ربيت ابناً جيداً أو ابنة جيدة". ما تقدم قد يكون نتيجة طبيعة الإنسان وتركيزه على الأرباح الآنية القريبة والانشغال عن الأمور الاستراتيجية المهمة لمجرد أنها بعيدة وثمارها تأتي متأخرة. فتجده يضع استراتيجية شخصية جدية (وهي الخطوة الأولى حسب نموذج كلايتون في الكتاب) لكنه لا يوزع موارده (جهده ووقته) بشكل متناغم مع استراتيجيته. فالكل يسعى لحياة متوازنة تلبي رغباته المهنية والنفسية والاجتماعية والمجتمعية لكن الحياة وماديتها تجرفه باتجاه محسوس وإنجاز  سهل  ملموس .           أعاننا الله وإياكم على استثمار أوقاتنا مع أهلنا ولا تكون المادة والعمل أكبر همنا ولا مبلغ علمنا،

سؤال مصيري في التفكير الاستراتيجي

"ماذا علينا أن نفعل؟" هذا هو السؤال الذي يستخدمه الكثير عند مناقشة المستقبل، وهو موضوع مهم جداً في التفكير الاستراتيجي، ويغفلون عن أهمية اللغة المستخدمة والتفاصيل البسيطة في الطرح وأثرها على النتائج اللاحقة في القرارات الاستراتيجية. فمجرد تغيير بسيط جداً في طريقة طرح الأسئلة نفسها يمكن أن تحد أو توسع تفكيرنا بشكل كبير ويخرج معنا سيناريوهات متعددة. هذا السؤال "ماذا علينا أن نفعل؟" على حسن نيته إلا أنه يدل على الخوف ويركز على طرق تجنب المشاكل والهروب من الفشل. يقول مارك تشوسيل في  مقال هارفارد  عن هذا السؤال ومحاذيره باعتبار أننا نعرف المستقبل وبالتالي بحاجة لمناقشة واتخاذ قرارات حاسمة وهذا مهم كما يقول لكن يجب تأخيره، والاستعاضة عنه بالسؤال التالي: "ماذا يمكننا أن نفعل؟" هذا السؤال يفتح المحادثة لمجموعة واسعة من الاحتمالات فنقوم بتوسيع إطار صنع القرار الخاص بنا عندما نفكر في العديد من الخيارات المستقبلية والتفاعلات التحولات والاضطرابات في بيئتنا. ويمكن لفكرة أن تجر الأخرى وتحفزها فنسأل ماذا لو؟ وماذا؟ ولماذا لا؟ الخ وهذه تنشيطية وتعليمية.

روح البيت

‏ نحن الرجال قد نكون قادرين أن نعيش مستقلين، مثل النساء! فنبيت وحدنا ونفيق وحدنا ونطبخ وننفخ ونغسل وننشر ونجلي ونكوي، لكن طعامنا ومنامنا لن يكون نفسه لأنه ليس فيه نفسُ نَفَسِها وحب روحها الممزوجة بالحنان والتفان، فالأم والزوجة والأخت والبنت ليست ماديات بل روحانيات وتجليات، تعطر أجواء البيت بالخزامى والياسمين وتنقيه من كل الجراثيم، وتلونه بالحنّاء وتنثر فيه البركة والوفاء ، لا أحد في العالم مثلها يستمتع بالعناء من أجل العائلة والأبناء، فهم يستأنسون بها لتلطف الأجواء، وهي لهم الملجأ في السراء والضراء، وإذا خرجت لثواني تصارع الإخوان وصار البيت صحراء وأصبحت المشاعر فيه جوفاء وبادروا الاتصال عليها والنداء، وهذا بالإجماع فالبيت بلا نساء كبيت العزاء

ما أحوجنا إلى "ميندو"نا ؟

افتخر نائب رئيس الوزراء تارو أسو ب "الجودة العالية" لشعبه (حسب تقرير روبرت وينغفيلد لبي بي سي قبل يومين)، حيث قال: سألني قادة الدول الأخرى عن سبب نجاح اليابان. فأخبرتهم "الميندو" أي المستوى الثقافي"، هذا ما يسمونه "العامل اكس"، وقد استفز ذلك المستمعين لأنهم اشتموا رائحة التفوق "الشوفيني"، ولا ألوlهم فاليابانيون لهم مثالبهم أيضاً كالبقية ولن أحدثكم عن الطبقية. لكن حتى نكون عمليين وموضوعيين لا شك أنهم أحسنوا استغلال ثقافتهم للنهوض بسرعة وبجودة عالية في أزمة كورونا وأزمات عديدة أكبر، حديثاً فوكوشيما وقديماً الحرب العالمية الثانية والتي يعلق عليها مؤلفو كتاب  the prosperity paradox  الهارفارديين:"ونما اقتصاد البلد بسرعة كبيرة لدرجة أن اليابان التي مزقتها الحرب كانت في وضع يمكنها من استضافة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في عام 1964 بعد أقل من عقدين من نهاية الحرب العالمية الثانية." هذه الثقافة المتينة يتعاضد فيها الشعب مع بعضه فيلبس المريض كمامته ولو حاشه رشح بسيط (هذه العادة قبل كورونا) حتى لا يؤذي غيره ويصفط سيارته (صرنا نحك

حتى نصل

       أردتها زوجة لكنك فشلت وحزنت ومع عبد الحليم سهرت، ثم مغامرة حريرية أخرى فاصطدمت وتحطمت، حتى رماك البحر على أقدام نصيبك ففرحت و"ابتدأ العمر". لم تنجح في البداية ليس لأنك أفضل منهن أو العكس بل بالعكس، ما أشبه عنادك بهن بل حتى حواجبهن، لقد كان خيراً لكم فالشحنات المتشابهة تتنافر ولا تتفق ولو نجحتم لفشلتم فشلاً ذريعاً.     كذلك الحال مع درجاتك في التوجيهي وتخصصك في الجامعة ووظيفة الحلم التي ظننت أن السعادة لا تكون إلا بها، ثم أمسيت مطروداً بعد أن  كنت فيها محبوباً ومرغوباً ، لتبدأ عملك الخاص ويتضاعف المردود، مادياً وعاطفياً بعد أن ظننت أنك كنت محسوداً.    هكذا هي الحياة تضربنا يميناً ثم تزيحنا شمالاً، ننهار هنا ونصمد هناك، ننسى أحياناً ونعتبر أحياناً، نطرق باب ونفتح باب ويغلق باب، ندخل من واحد ونخرج من آخر.  وتظل أفكارنا  تتشكل   وتتبدل، قد نفهم الحِكم ومغاور المقادير ومدارك التغيير وقد لا نفهم، لكننا نستمر في المسير، ونعلم يقيناً أننا مخيرون وفي أقدارنا نسير ... حتى نصل.  

طريقة التفكير- عقلية النمو

طريقة التفكير التي تعتمد على عقلية النمو هي الأقدر على قيادتنا للنجاح، فنحتضن التحديات ونثابر ونتعلم من الفشل ونقتنص الفرص ونستفيد من الآخرين، عكس   عقلية الثبات التي تعتقد أن الذكاء والموهبة أشياء ثابتة ...        

المدح المذموم

1.        "لقد تعلمت ذلك بسرعة! أنت ذكي للغاية! " 2.        "انظروا إلى هذا الرسم. هل هو بيكاسو القادم أم ماذا؟ " 3.        "أنت رائع جدًا، لقد حصلت على المرتبة الأولى حتى دون أن تدرس!"    ما رأيكم في هذا الكلام الجميل والتحفيز الأصيل من أب أو أم مخلصة (لا شك في ذلك)؟   هذا ما يفهمه البالغين، لكن تأمل معي ما هي الرسائل التي وصلت للأطفال على الترتيب كما تقول بروفيسورة ستانفورد كارول دويك في كتابها Mindset   : 1.        "إذا لم أتعلم شيئًا بسرعة، فأنا لست ذكيًا." 2.        "لا ينبغي أن أحاول رسم أي شيء صعب وإلا فلن يروا أنني بيكاسو." 3.        "من الأفضل أن أتوقف عن الدراسة أو أنهم لن يعتقدوا أنني ذكي." لا شك أن الرسائل السلبية للأطفال مدمرة ومحطمة، لكن الرسائل التشجيعية أيضا غير مفيدة على المدى البعيد إذا كانت مرتبطة بتعزيز النجاح المبني على الذكاء والموهبة. سيفرح الأطفال بالمديح على إنجازاتهم آنياً لكن ثقتهم ستتحطم أمام أول تحدي جديد، لأنهم ربطوا النجاح بالذكاء وبالتالي أصبح الفشل عندهم تحول إلى غباء، وكم