التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2019

ماذا ستخبر أبنائك اليوم إن سألوك عن عملك ؟

ماذا ستخبر أبنائك اليوم إن سألوك عن عملك ؟  سؤال قصير لكنه يحمل معنى كبير ، هذا ما سمعته مرة من أحد المستشاريين الدوليين في تعليقه على الموظفين غير المنتجين (وخصوصاً في القطاع الحكومي) ، أعجبني جداً هذا المقياس اليومي للإنتاجية لأنه يذكرك ويحفزك على الإنتاجية وتعزيز المجهود والتركيز دون تشويش حتى تحتفل بنهاية اليوم بقيمة معنيوة تسعدك وتفتخر بها أمام عائلتك ولو كانت بسيطة. والمعنى الآخر الذي استلهمهته (وربما فلسفته قليلاً) أن الفهم العميق الكامن في التبسيط هو دليل أنك تدري أنك تسير في الإتجاه الصحيح ، فكما يقول آينشتاين "إذا لم تستطع شرحه لطفل في السادسة من عمره فأنت نفسك لم تفهمه".   فتخيل أحدهم يخبر ابنته أوابنه أن محصلة يومه كانت محادثات جانبية واستغابات ومجموعة من البوستات والتويترات وبعض المكالمات ، أما الجرائد والقهوة والشاي مع سيجارة في الخارج فهي من المسليات ونعترف أنها ليست من الباقيات الصالحات لكنها راحة من المشتتات !  حاول تذكر هذا السؤال كل يوم وسيصلح يومك ، و"اذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه" 

القلوب عند بعضها

لا أعتقد أنها مصادفة أن نتحدث أنا وصديقي عن تطبيق معين ويأتيني في اليوم نفسه إيميل من قبل شركة طيران تعاملت معها وتعرض علي تحميل التطبيق لأستفيد من خدماته!  (فيا إما القلوب عند بعضها :) أو مايك الموبايل مفتوح على مصراعيه أو أن ما أكتبه في ملف الملاحظات مقروء) وأعتقد أن الاحتمال الثاني هو الأرجح فقد حدثت أشياء مشابهة مع بعض الأصدقاء بمجرد حديثهم عن موضوع معين (وباللغة العربية)!!  الروائي البريطاني المعروف جورج أورويل أظهر عبرقرية استشرافية في روايته ١٩٨٤ والتي كتبها في الأربعينات والتي تنبأ فيها بوجود تلفاز يعمل في اتجاهين، حيث يمكّن الدول المستبدة (ويفترض أنها منطقة غربية مش صينية) مشاهدة ما يجري في البيوت ومراقبة الناس وقمعهم. اندهشت عندما قرأت روايته فقد أصبحنا نعيش هذا الواقع بمقاييس مختلفة من خلال السوشيال ميديا والتلفاز الذكي بالتحديد الذي تصدر الأخبار مؤخراً، لكن التجسس (حالياً) يدار من قبل القطاع الخاص (بيج برذر الجديد) لأهداف ربحية في الدول الغربية وفي كل شيء في الدول البوليسية وعلى رأسها الصين.

إذا هبت رياحك فاغتنمها

تمر علينا نفحات روحانية ونفسية وجسدية تمثل فرصاً للارتقاء والنقاء، ولأن القلوب تتقلب، التقطها كلما حانت واستمتع بها في لحظتها ولا تنتظر اللحظات القادمة وتخطط لها، فالعفوبة طعمها أجمل.  فإذا سمعت تلاوة جميلة ورقّ قلبك لا تغير المحطة وابعث عن اسم القارئ، شعرت بالمحتاجين وأنت تشاهد وثائقي تبرع عبر موبايلك مباشرة، طلب أبناءك أن تلعب معهم اترك ما في يدك (خصوصًا الموبايل) والعب معهم، تذكرت أنك لم تزر أهلك من مدة اذهب وصل رحمك أو حتى اتصل عليهم، عزمك أصدقاءك على لعبة كرة أو مشوار رياضي انطلق، سمعت بنشاط عائلي إبداعي اشتر تذكرة وفرح أبناءك، رأيت مهموماً شارد الذهن، تقدم إليه وواسيه لعلك تخفف عنه، فرصة للسفر ومغامرة مثيرة احجز أونلاين ، التقيت بشخص مميز تقدم وسلم عليه وتعرف عليه.   هذه أمثلة بسيطة لمواقف يومية عديدة تحتاج منا الإنصات والتربص باللحظات. فالحياة مثل الخفقات تصعد ثم تنزل، تتحرك ثم تسكن، وكما قال الإمام الشافعي المبدع (إن صح عنه): إذا هبت رياحك فاغتنمها         فعقبى كل خافقة سكون      ولا تغفل عن الإحسان فيها       فلا تدري السكون متى يكون 

مشاعر زفاف(ي)ها

    لم أفهم دمعة عمي (الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة) ونحن نغادر صالة الأفراح حتى تفتحت أميرتي وأنارت لنا الحياة ، فعرفت حينها مشاعر الأبوة ونسمات البنات ، ملائكة الرحمة الحقيقيات.  رأيت الآن كل محاولات وكلمات وحركات ذلك  الشاب الرومانسي الأخرق تصغر أمام نفحات العلاقة العظيمة بين الحبيبين الحقيقيين ، تلك العلاقة الأبدية التي لن تنتهي ولو انتهت الحياة ، لأن "وولد (وتشمل البنت) صالح يدعو له" ، فلا تحاول عزيزي الشاب المنافسة للفوز بقلبها ، فتلك معركة خاسرة ولن يُسمح لك حتى دخول الميدان.  لكن لأنها سُنّة الحياة ستأخذ جسدها وستنطلق بكما السيارة مبتعدة بعد قطع الكيكة وجمع النقوط ، وتطمئن بعد كتابة العقود ، وتظن أنها ملكك أنت وحدك مادامت تلك العقود رسمية ولم تنقضها أنت يا صاحب العصمة. لكن صدقني ياعزيزي أن صدق الأمانة الرباني هو مخ الميثاق الغليظ ولو لم يكتب ، فعليك أن تكرمها وتدللها وترفق بها وكأنها في بيتها وبين أهلها ، ولعل ذلك يفرح أبيها في حياته ويستريح عند مماته ، عندما يعلم أن ياقوتته في الحفظ والصون وبيد رجل كريم وأمين ، لا يخدش القوارير ، بل يحاورها ويراعيها وي

سراب السعادة

  سأشعر بالسعادة عندما ... أحصل على شوكلاتتي المفضلة  ألعب مع فريق المدرسة  أتفوق في التوجيهي  أدخل الجامعة  أختار تخصصي  أكمل دراسات عليا  أوظف في مكان برستيجي أحصل على ترقية بعد ترقية  يتضخم راتبي أشتري سيارتي الأولى   أتزوج حب حياتي  ننجب أطفالاً نجباء  نعلمهم أحسن تعليم نشتري سيارة أكبر نخرج من الشقة إلى بيت مستقل    نزوج أبناءنا ونفرح بهم نزور أوروبا و آسيا وإفريقيا وأمريكا    نأمن تقاعداً مريحاً  اوووووبس ثم نموت !  كان ذلك الترتيب الذي رسمه أحدهم لنا وأوهمنا بالتركيز على "أنا" و أن كل مرحلة ستجلب السعادة لنا ، وأخفى علينا متعة الرحلة مع الجماعة وسيناريو النهاية وما بعد النهاية ! و لم يخبرنا عن الرصيد الموازي الحقيقي الذي سينفعنا في الأبدية ، سواء حققنا واحدة أو اثنتان أو ثلاثة من تلك اللائحة الطويلة  مادام محور كل مرحلة يتجاوز دوائرنا ويتقاطع مع الناس والكون كله وأننا لسنا أجرام صغيرة. والأهم أن هذه القائمة نفسها يمكن أن تكون رصيداً لنا إذا جددنا النية واحتسبنا فيكون علمنا نافعاً ورزقنا طيباً وعملنا متقبلاً ، وذرياتنا

ما أعظمهم وما أضعفنا مهما تقمصنا

يُنفض الغبار عن الركام ، يظهر الدمار للعيان ، يحزن الناس وتكتب البوستات وقد تخرج مظاهرات ، ثم تعود الحياة كما كانت وتنفضّ الجماهير ، فهذه سنة الحياة (كما قال) ، لكنها ليست كذلك عند المكلومين ، فالحياة عندهم انتهت لولا قوة الإيمان ونفحات الرحمن ، فالحياة عندهم ستستمر بسيناريو لم يكن أبداً في الحسبان ولن يحله النسيان ، ما أعظمهم وما أضعفنا مهما تقمصنا.

المواطن العالمي عند ذو القرنين

ما أحوج العالم اليوم لنموذج مثل ذو القرنين، قيادة قادرة على رفع الظلم والعوز ومناصرة الضعفاء في غابة يأكل فيها القوي الضعيف، والكل فيها يهاب ويهادن يأجوج ومأجوج.  قائد حكيم وأمين وقوي ومتواضع ومؤمن، سلك الطريق العلمي "فأتبع سببًا" واستغل الطاقات والهبات الربانية ووظف المهارات والإمكانيات في الخير والسلم العالمي. لم يقتصر عدله على بلده ورفعة قومه فقط بل دافع عن المظلومين والمعذبين في كل مكان في " مطلع الشمس" ومغربها، فالمواطن عنده مواطن عالمي، ليس من حق دولته أن تظلمه وتسلبه حقوقه بطرق ذكية ديمقراطية أو عنجهية لأنه أقلية.  قائد يهتم بتطوير العامل البشري وإشراكه في التغيير والتمكين "فأعينوني ... آتوني" ولا ينسب الفضل لنفسه في شيء "ما مكني فيه ربي" رغم عبقريته وقوته "قال هذا رحمة من ربي"، ويعلم أن كل شيء فان "جعله دكاء" لكنه يصر على الإبداع والإتقان وتأدية الوظيفة على أكمل وجه ونقل الخبرة والتكنولوجيا للآخرين وحثهم على النشاط والتطور لا الإقراض والإسراف والتهور.  لم يكن هذا النموذج رجل خارق هوليودي بل كان حقيقي،

الأفكار الإبداعية خير من الكنوز المخفية

  تعرفت على شاب ألماني بينما كنا على جبل الطاولة في كيب تاون واستذكرنا المناظر الخلابة في فيلم Lord of the Ring ،  وأخبرني أنه ذهب خصيصاً إلى نيوزيلاندا  بسبب هذا الفيلم الذي تم توظيفه لرفد قطاع السياحة بالملايين ، وما زالت  نيوزيلاندا  تسوق لطبيعتها الخلابة أملاً في زيادة.   في بروكسل مشروع جميل وفكرته بسيطة لكنها مبدعة وتتوافق مع كون بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي الإدارية ، قاموا بإنشاء "أوروبا الصغيرة" (انظر الصورة)" Mini- Europe ، وهو يعتبر أحد المواقع السياحية المميزة ، تأملت وأنا هناك أنظر الى مساحة الأرض الصغيرة وأتخيل مجموعة من المبدعين الحريصين على بلادهم يجلسون على طاولة عصف ذهني يفكروا ليصنعوا شيئاً من لا شيء !   في بريطانيا تجد قلعة صغيرة غرفتين وصالة :)  في قرية بعيدة ، لكن رتبوها ووضعوا بعض الأشياء والنشاطات للصغار ، وحديقة بسيطة لكن تنسيق جميل وأنيق وموقع إلكتروني جذاب وصور اختيرت في أفضل الأوقات يجذبك إلى هناك فتذهب وتدفع وأنت مبسوط :)   بينما هناك بلاد عربية فيها أماكن سياحية وتاريخية تعود لآلاف السنين لكنها لا تسوق نفسها بشكل فعال ،

نفق المانش

ظهرت لنا  هذه  الصورة  في القطار عندما اقتربنا من الولوج تحت ظلمات البحر ،  رحلة قصيرة داخل نفق (انظر الفيديو  هنا  من صفحة بي بي سي) تحت الماء لنصف ساعة قضينها ونحن نلعب الورق مع أطفالنا وكأن شيئاً لم يكن ،  كنا في ذلك اليوم ضمن 60 ألف مسافر عبرو باتجاه فرنسا أو بريطانيا  هذا النفق العجيب "المانش" أو بالانجليزية Channel Tunnel ويعني حرفياً نفق قناة وذلك لأنه نفق في الأرض التي تحت الماء ، طولها أكثر من 50 كم ، بنيت خلال ست سنوات بتكلفة 12 مليار (بسعر اليوم) ويمر من خلالها سنوياً بضاعىة بمقدرار 120 مليار جنيه استرليني.      حلم راود الفرنسيين والبريطانين لسنين عديدة وأفكار متنوعة حتى تحول الحلم الى حقيقة نتج عنها تحفة اعتبرتها جمعية المهندسين المدنيين في أمريكا ضمن عجائب الدنيا السبع. تأملت في هذا المشروع الرهيب الذي ربط الدولتين وسهولة التنقل وبسعر معقول لم يتجاوز سعر الطائرة في حالتنا من لندن الى بروكسل ، وما يحدث  الآن فيما يتعلق بموضوع البريكست وارتداداته وصعود القومية Nationalism على حساب التقارب والوحدة ،  وتذكرت أيضاً قطار الحجاز وتمنيت أن يتحقق الي

المعلم ينبوع من ينابيع الإلهام

في يوم المعلم نستذكر من ألهمنا بكلمة بهية ربما لم يلق لها بالاً لكنها ظلت معنا غراماً وغيرت مجريات حياتنا حقيقة لا مجازاً ، وهنا أذكر قصتين بسيطتين ، الأولى مع أستاذ الأحياء في التوجيهي صبري أبو صالحة رحمة الله عليه عندما أجبت على سؤال عابر عادي ، لكنه توقف عنده وكأنه جواب عبقري ، ونظر إلي مباشرة وقال: "سوف تكون من المتفوقين في التوجيهي" ! كان ذلك دفعة معنوية كبيرة عززت ثقتي بنفسي أنني أستطيع ، وقد كان ، حيث حصلت على المركز السادس على مستوى مدرسة قدري طوقان بمعدل تسعيني (أيام ما كان التسعين إلها هيبة :) )   وموقف آخر كان مع أستاذ اللغة العربية محمود أبو العز بارك الله في عمره ، عندما كتبت موضوع تعبير ، ويبدو أنني 'شطحت' قليلاً ، ومازلت أذكر وجهه عندما رفع رأسه من كومة الدفاتر وقد بدا متجهماً وقال :"وين حسام عرمان ؟ "، فقلت في نفسي: "أكلنا هوى واستلمنا الهوى" فقد كان يحب 'الحركشة' مع الطلبة ، لكني أيقنت أنه كان مازحاً عندما تبسم وامتدح أسلوب الكتابة بشكل كبير ، وتغير حالي وقتها من طالب يكتب على استحياء ويخفي خواطره في مخابىء دفاتره إ

كتاب الناس

تنقلت هذا الصيف بين دول مختلفة (آسيوية وأوروبية وأفريقية) لأسباب مختلفة وخلال فترة قصيرة جعلتني أتأمل في الناس والعلاقات والتعاملات كصفحات كتاب قلبتها بسرعة وقارنت تجارب وقصص إنسانية مختلفة  ، فوجدت أن الناس في الغالب عندهم فطرة جميلة وطيبة ، لكننا نحتاج أن نحفزها و'نتحركش' بها برفق لتخرج مِسكها إلى العلن ، وقد تختلف صعوبة المهمة من ثقافة إلى أخرى ، لكن ابتسامة صادقة مع كلمات رقيقة وقليل من الدعابة اللطيفة كفيلة بنشر الحب والسلام بين الأنام.  "تحركشت" بباحث من جنوب افريقيا خلال مشاركتي في مؤتمر علمي تواجد فيه جنسيات من كل البلاد ، وكان اسمه ياسر من راوندا ، ولما عرف أني من فلسطين أخبرني أن أباه سماه على اسم ياسر عرفات تضامناً مع الشعب الفلسطيني. 

وسقط عملاق آخر

أذكر أول ما ذهبنا إلى بريطانيا لندرس في 2003 (يعني زمان أوي) كنا نرى محلات توماس كوك وإعلاناتهم ونقف خلف الزجاج (كطلاب علم لا طلاب سياحة J ) ونشاهدها وقد امتلأت بالزبائن وخصوصاً كبار السن، وكنا نغبطهم ولسان حالنا يقول متى رح نتقاعد ، ونأتي هنا مثل هؤلاء ونحجز كل شيء في زيارة واحدة دون عناء ، أو كما كانت تقول الشركة , Don't just book it Thomas Cook it  . مرت السنين وبالأمس سقطت أقـدم شركة سياحية في العالم عن عمر يناهز 178 ، وتبخرت امبراطورية بدأت بخطوات بسيطة من الفتى توماس كوك بتنظيمه رحلات لزملاءه الطلبة. وصلت مبيعات الشركة السنوية 9 مليارات جنيه إسترليني و19 مليون عميل و 22000 موظف يعملون في 16 دولة! صحيح أن هناك عوامل كثيرة أهمها الإدارة المالية والتي تمخضت في مفاوضات حتى آخر ليلة سقوطها المدوي ، لكن السبب الرئيسي في رأيي والذي يتكرر باستمرار مع هذه الشركات الكبيرة هو عدم قدرتها على التكيف مع الظروف الجديدة وبطئها في التغيير ، وكما قال خبير الطيران جون ستريكلاند أن جهود إعادة الهيكلة في الشركة جاءت متأخرة جداً وغير كافية too little too late ، وكابرت بالا

صِدق الصغار تفوق على لغة الكبار

ترشحت ياسمين وآدم لمجلس الطلبة في المدرسة هذا الأسبوع ليمثلوا صفوفهم (الصف الرابع  ). استعدا جيداً للموضوع واهتما به على عكس العام الماضي ، فجهزا بأنفسهما حملتهما الانتخابية ، كل في صفه ، حيث تحدث كل مرشح أمام الطلبة عن رؤيته وتوجهاته   وتمكنا من إقناع الطلبة الذين صوتوا لهم وفاز  كل واحد في صفه. أردت مساعدتهما في تحضير كلمتيهما ، لكني منعت نفسي من ذلك وبصعوبة  ، لكن يبدو أن بعض الآباء لم يستطيعوا (وهم معذورين في ذلك) ، فخرجت  كلماتهما في عرضهم الانتخابي بسيطة وواضحة وصادقة ، ومن طالب لطالب فوصلت لهم بسهولة لأنها بنفس مستوى اللغة والعاطفة ، لأنهما  صدقا مع أنفسهما وأقدما على الأمر برغبة حقيقية وليس طمعاً في المنصب أو الجاه   .  أما الطريف في الموضوع حسب ما أخبرني آدم أن الطلبة تجمهروا بعد النتائج مباشرة حوله ليس للاحتفال بالفائز بل أمطروه بمطالبهم (مثل زيادة وقت الفرصة  ) وسط ذهول آدم الذي يبدو أنه لم يتوقع حجم المسؤلية 

النجاح والحظ

يتحدث  روبرت فرانك  في كتابه "النجاح والحظ" عن أهمية الحظ في الحياة والنجاح وعدم حصره بالجد والاجتهاد على أهميته ، وبدأ بذكر أمثلة شخصية وشخصيات عالمية ، لكن ما لفت انتباهي هو ذكره لتجربة لطيفة تبين طبيعة النفس البشرية ، حيث تم اختيار مجموعات تتكون من ثلاثة طلبة وتم تعيين قائد لكل مجموعة بشكل عشوائي. توزعت المجموعات للقيام بمهام مختلفة وعند الانتهاء قام الباحث بإعطاء ٤ حبات بسكويت لكل مجموعة ، ووجد الباحث أن قائد المجموعة في جميعها كان يأكل البسكويتة الرابعة :) يعني الجماعة نسبوا لأنفسهم الإنجاز وبالتالي استحقوا الجائزة الأكبر رغم أنهم لم يقوموا بشيء استثنائي حسب التجربة!  ويعلق روبرت فيقول أن الانسان الناجح غالباً ما ينسب الفضل لذكاءه ومهارته وجهوده عندما يقص حكاياته ، ولا يذكر عامل الحظ الذي ساعده في الوصول الى ما وصل إليه خلال رحلته ! ويعلق حسام (أنا :)) فيقول أن الانسان يغفل عن "وما بكم من نعمة فمن الله" ، وعن "وإذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه" وينسى توفيق الله له عندما أخبره صديقه عن منحة أو فرصة عمل قرأها في جريدة لم يشترها من

جبل الطاولة

منظر الجبال مهيب ، لا تمل من النظر إليها "وكيف نُصِبت" ، وهنا جبل الطاولة Table Mountain . اسمه من جسمه كما ترون ، ولقد اختير كأحد عجائب الدنيا السبع سنة ٢٠١٢ ، عمره أكثر من ٢٦٠ مليون سنة (أي أقدم من الهيمالايا) ، إنه هدية الأرض كما وصفه مانديلا. يختفي سطحه عندما تزور الغيوم المدينة ، فهي تستمتع ببسط جسدها عليه لتشكل غطاء طاولة طبيعي tablecloth ، فسفحه المسطح متعة للناظرين والمتجولين تدخل بعربة التلفريك لتختفي بين ثناياه ، ثم تنطلق وتسير وأنت تتلحف الغيوم وهي تفتح أبوابها كلما تقدمت في المسير ، ويسرح خيالك فتتجسد شخصية في فيلم Lord of the Ring.  وتتأمل في كل ذلك وتشعر بعظمة الخالق وصغر عقل الإنسان المتمرد عندما تنظر إلى الأسفل من فجوة حنّت فيها عليك الغيوم لتشاهد الشاطىء في الأسفل وتتذكر "ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار" 

مباراة برلمانية

سهرت بالأمس لساعات لمتابعة نقاش مجلس العموم البريطاني ، وقد استمتعت وكأني أحضر مباراة رياضية :)   احتد النقاش بالأمس بشأن البريكست لكن الحوار كان في غاية الأدب ، وهذا معروف عند الديمقراطيات العريقة ، لكن ما أعجبني هو اتفاق cross- party بين أحزاب متضادة ومنها المحافظين (يعني "الحزب الحاكم" احم احم) ! وذلك ليتمكنوا من إيقاف تهور رئيسهم جونسون (الذي رضخت حتى الملكة لرغباته فهكذا العرف) وقراره بالخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. فالأمر أصبح خطير والمصلحة العليا للبلد تفوقت على الاعتبارات الحزبية ، وترجيح العقل في الأزمات الكبيرة كان هو الحل الأسلم. وفاز ثوار المحافظين مع الآخرين رغم أن ذلك قد يكلفهم حياتهم السياسة.   ثقافة أصبحت غريبة علينا منذ زمن بعيد ف"وأمرهم شورى بينهم" أصبحت فقط لتزيين بهو المكان 

"قدسية" الطابور

في كل بلد هناك عادات مميزة وأخرى سيئة ، من أجمل العادات في بريطانيا احترام "قدسية" الطابور ، اليوم بعد صلاة الجمعة وصلت موقف الباص وبدأ الناس الوصول من اليمين واليسار وما أن وصلت الحافلة حتى صعدنا بالترتيب حسب الوصول فكل واحد حفظ دوره تلقائياً ولم يتعدى على أحد ! هذه المواقف البسطة بالنسبة لي تثلج الصدر ، وما أسعدني أكثر أن كل الركاب تقريباً مهاجرين ويمكن كمان مسلمين لانه قرب المسجد ، يعني هناك أمل في مجتمعاتنا التغيير والاستفادة من الثقافات الأخرى للتحسين والتطوير

سجن الموبايل

فكرة ابداعية ولطيفة وجدته في محلTiger الدنماركي للألعاب والاكسسورارات المعروف بمنتجاته اللطيفة والغريبة أحياناً (سعره ١٠ باوند على ما أذكر) ، يتسع لأربعة موبايلات ويتم حبسها لمدة معينة (عند اجتماع العائلة مثلاً) ، وفي حال محاولة فتحه او اختراقه يصدر صوت إنذار للتنبيه الجميع  أعجبتني الفكرة لكني لم أشتره لأني مع مدرسة وفلسفة ضبط النفس لا إجبارها 

حراسة العقل

نحن بحاجة أن نحمي عقولنا وأجسادنا فهي أمانة نحملها معنا في هذه الدنيا لتحقيق غايات سامية ، فلسنا أحراراً بإتلاف أجسادنا بتعريضها للأخطار والإهمال في خيارات الطعام وعدم الاهتمام.  أما عقولنا (وهي الأغلى) فيجب أن لا نتركها خاملة لا تقرأ ولا تكتب ولا تتأمل ولا تبدع ولا تتطور ، والأخطر أن هناك من يسلمها لغيرها يعبث بها وما أسهلها بوجود مواقع التواصل الاجتماعي فتقلد ما يفعله الآخرين دون هدى ، تكرر كلامهم وتمشي خلفهم حذو القذة بالقذة وتشتري مثلهم ، ورأيها من رأيهم !

متحف الشوكلاتة

حب زيارة المتاحف لكن متحف الشوكلاتة في بروكسل كان أزكاهم  😋  وهنا بعض المقتطفات والمعلومات مع الصور للفائدة:  - اكتشف الكاكاو في القارة الامريكية وانتقت شهرتها بسرعة الى أوروبا حيث تم تجربة الكثير من الإضافات لتصبح شهية ، أما الحصة الأكبر من الإنتاج العالمي الآن لأفريقيا - الرابح الأكبر هو الأقدر على الإبداع في تصنيع الشوكلاتة وتسويقها (حالياً هناك ٢٠٠٠ صانع شوكلاتة في بروكسل) ، اتمنى ان نرى يوماً شوكلاتات أفريقية خالصة ومميزة  - هناك ٣ انواع أهمها فورستيورو الذي يشكل ٨٠٪؜  من شوكلاتة العالم - كانت في البداية مشروب للأمراء وعلّية القوم - نحتاج شجرتين كاكاو حتى نعمل كيلو شوكلاتة (٦٠٪؜) - قمنا بتذوق بعض حب الكاكاو بدون أي إضافة فكان طعمه بعيداً جداً عن الشوكوكلاتة التي نعرفها فالسكر والحليب هما من يجعلانها الشوكلاتة التي نعرفها ، حتى الداكنة منها ! أما البيضاء فهي خالية تماماً ! - استخدمت حبات الكاكاو في مرحلة ما كعملة فقد كانت نادرة وقيمة - أول من اخترع طريقة البرالين هوجاين نويهاوس حيث الحشوة الطرية الذيذة ، وطريقة العمل التفصيلية في الصورة

10 دروس من ويمبلدون

يمكن تعلم الكثير من نهائي ويمبلدون بالأمس ، وهذه عشرة ؛  ١- قد تكون الأفضل بالأرقام وتخسر الجولة  ٢- يستمتع الدماغ عندما تستجيب العضلات   ٣-  نحتاج للعاطفة أحياناً أكثر من الحكمة ٤-  حذاري من المنبوذ اذا انتفض  ٥- سنة الحياة أن تضعف العضلات لكن قاوم   ٦-  كثرة الممارسة تجعل السحر يبدو سهلاً  ٧- لا تنظر للخلف مادام أهلك وراءك   ٨-  احياناً تحتاج لعمل عكس المنطق لتنجح  ٩- قد يحسم الموضوع جزء من الميليمتر  ١٠- صعوبة المهمة تقوي الهمة 

تخصص الدراسة والوظيفة

بمناسبة التوجيهي واختيار التخصص ، يا حبذا لو نعطي الحرية للطلاب في الاختيار مع قليل من التعريف لا التوجيه (يدوبهم مخلصين توجيه + ياء :) ) وعدم حسم مصير الطالب فيما سيدرس ، بل يفضّل زرع فكرة أن اكتشف نفسك خلال الدراسة وحتى أثناء العمل ، فلا تتجمدي وخليكي جاهزة تعملي "ديتوور" في الطريق أو حتى في نهاية الطريق والبدأ من جديد وعدم رسم طريق واحد ثابت. وخصوصاً أن المعرفة أصبحت متاحة  والتعلم صار مفتوحاً أكثر مما سبق ، ولا يعتمد على الجامعة وحدها (ثلث من يعمل في قطاع المعلومات والحاسوب علّموا أنفسهم). وكن مبدعاً في توظيف ما تعلمته لتحقيق ما تريد ولو لم يكن في مجالك المحدد .  نايت أحب أن يكون رياضياً فلم ينجح فعمل في شيء مشابه وقريب ، ماهو يا خزركم :) ؟  لقد بنى امبراطورية اسمها نايكي Nike ، كريتشتون تخرج من هارفارد طب ، ثم لم يجد نفسه في الطب ، فتحول للكتابة وأبدع في أعمال فنية لها علاقة بالطب مثل مسلسل   ER  العمل سيقضم معظم عمرك ، فلم لا تجعل منه (أو من بعضه) متعة ورزق

من غرائب حياة المغترب

من غرائب حياة المغترب أنه في كل مرة يرجع من السفر إلى بيته في الغربة يشعر أنه عاد ، رغم أنه في الحقيقة لم يعد ، بل ذهب وأطال الغياب ! ربما لأن أغراضه الشخصية في بيت الغربة  أصبحت  أكثر ، وأوراقه ومستنداته أثقل ، وتراكمت أحداث كثيرة صارت تنافس ذكريات الوطن. لكن هيهات ، فمرح الصغر كالنقش في الحجر  ، وحضن الأمهات لا تجاريه أعظم الأحداث والمناسبات والسفرات ، ولا كل ما على الأرض من تجارب وماديات !  فما بالكم اذا كانت الأم فلسطين ...

دمبو

** تحذير: في هذه المداخلة "حرق" لبعض أحداث الفيلم    ما زالت ديزني تتحسن في طرحها للقصص والمفاهيم فمعظم أفلامها الحديثة أفضل بكثير من القديمة من حيث القيم و الدروس المستقاة. وحديثاً طرحت فيلم  "دمبو " Dumbo     الذي اكتسب اسمه الذي يعني تقريباً "أبله" وقد  تحول ذلك بتحريك أحرف لوحة كانت معروضة لاسمه (صعب شرحها كتابة :)) ، وضحك الجمهور واستهانوا به وبقدراته ، لكن سرعان ما تحولت نقطة ضعفه ومنظره الغريب باذنين كبيرتين إلى سر نجاحه ! بل نجاح السيرك وانقاذه بعدما شارف على الإفلاس والانهيار.  سأكتفي بهذا القدر لكني أود أن أعرج على أفضل لقطين وثقتهما وناقشتهما مع أطفالي بعد الفيلم (مش عارف كيف بدي أتحجج وأروح السينما وأحضر هذه الأفلام بس يكبروا ياسمين وآدم :)) :  - الأول: عندما أخبر أحدهم الفتاة عن تصرف أبيها   عندما يغضب أو يستاء ،  " هو يقول لكم اتركوني وحدي  ، لكنه في الحقيقة لا يريد ذلك ، بل يتمنى أن تظلوا حوله في محنته ". - الثاني: عندما رفضت الفتاة طلب أبيها التركيز على مظهرها وقدراتها الجسدية وشكل جسمها ليناسب السيرك ،