لم أفهم دمعة عمي (الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة) ونحن نغادر صالة الأفراح حتى تفتحت أميرتي وأنارت لنا الحياة ، فعرفت حينها مشاعر الأبوة ونسمات البنات ، ملائكة الرحمة الحقيقيات.
رأيت الآن كل محاولات وكلمات وحركات ذلك الشاب الرومانسي الأخرق تصغر أمام نفحات العلاقة العظيمة بين الحبيبين الحقيقيين ، تلك العلاقة الأبدية التي لن تنتهي ولو انتهت الحياة ، لأن "وولد (وتشمل البنت) صالح يدعو له" ، فلا تحاول عزيزي الشاب المنافسة للفوز بقلبها ، فتلك معركة خاسرة ولن يُسمح لك حتى دخول الميدان.
لكن لأنها سُنّة الحياة ستأخذ جسدها وستنطلق بكما السيارة مبتعدة بعد قطع الكيكة وجمع النقوط ، وتطمئن بعد كتابة العقود ، وتظن أنها ملكك أنت وحدك مادامت تلك العقود رسمية ولم تنقضها أنت يا صاحب العصمة. لكن صدقني ياعزيزي أن صدق الأمانة الرباني هو مخ الميثاق الغليظ ولو لم يكتب ، فعليك أن تكرمها وتدللها وترفق بها وكأنها في بيتها وبين أهلها ، ولعل ذلك يفرح أبيها في حياته ويستريح عند مماته ، عندما يعلم أن ياقوتته في الحفظ والصون وبيد رجل كريم وأمين ، لا يخدش القوارير ، بل يحاورها ويراعيها ويزكيها كما يحلّي صانع الزجاج تحفته الفنية النقية.
وتذكّر عزيزي أن الحياة ستدور ، وستصبحاً أباً مثلي مقهور ! مقهور من سُنّة الحياة وطمع الأشاوس في لؤلؤه المكنون ، لكنه مطمئن وراكن لتقدير العزيز الحكيم أن يمسح دمعه ويؤنس وحشته يوم الزفاف.
تعليقات
إرسال تعليق