اقترب الصيف الذي جمع العيدين مؤخراً
فتفنن المغتربين، وما أكثرهم من فلسطين، في تقسيم سفراتهم ليزيدوا من أوقاتهم مع
أهاليهم ويستغلوا عيد أو اثنين ليكون جزء من إجازاتهم السنوية الصيفية ويهرب من
الشمس من كان منهم في الخليج.
لكن تغير الحال وأصبح هذا العام محال، لن
نتسوق أو نتشوق قبل السفر بأسابيع، لن نشرب قهوة المطار ولن نصعد الطائرة
كالعادة مستبشرين. سنفتقد صوت محرك الطائرة وهو يزمجر قبل الصعود ومنظر الغيوم تحتنا
تغطي الجبال والبحار. وإن سافرنا مجدداً، ولا يبدو قريباً، فإننا قد لا نشرب القهوة
وسنراقب الناس خوفاً لا فضولاً، وسنتجنب التجمهر وربما الجلوس، ولن نلمس شاشات
التسلية كثيراً وسنتنفس من خلال الكمامات باقتصاد ولن نتعرف أو نتحدث إلى أحد.
هكذا فكر الكبار وتحسروا على الفرحة السنوية وكيف انتزع كورونا الحماسة من
قلوب الصغار، لكنهم تفاجأوا بهم وبجلدهم وصبرهم، فلم يسخطوا بل اعتنقوا القدر خيره
وشره. إيمان عجيب وفطرة سوية لم يخالطها انقطاع الأمل بل تأقلمت وانطلقت في خيالها
لتخلق مهرجانات افتراضية ورحلات فضائية.
أما المساكين الكبار فهم في حيرة وملل، لا
يستطيعون تخيل الصيف وهم على رأس العمل. خيالهم محدود فضاقت عليهم الأرض بما رحبت،
مشاريع الاسترخاء والسهرات تبددت، ولا زعتر ولا زيتون، لأنهم هناك باقون.
تعليقات
إرسال تعليق