شكلت
فريق كرة قدم باسم فلسطين للمشاركة في "كأس العالم" في جامعة نوتنجهام في
بريطانيا واستجاب لدعوتي مجموعة من الشباب العربي من مختلف الجنسيات (لأن معظم أحبائي الفلسطينيين لم يكونوا وقتها بمستوى كأس عالم ولم نرد المشاركة بهدف المشاركة :) وسمعنا حينها أن
الفريق الألماني (أعتقد تعادلنا معه يومها) اعترض، ربما مازحاً، أن فريقنا لا
يحتوي إلا على فلسطينيّ واحد :)
كانت
تلك الفترة مميزة جداً رغم مرارة الغربة والبعد عن العائلة، إلا أننا تحصلنا على
عائلة كبيرة وتعرفنا وخالطنا معظم الجنسيات العربية، وكنا منسجمين يحب بعضنا بعضاً
ونتحمل بعضنا ونتجاوز الخلافات بسلاسة رغم اختلاف العادات والثقافات، وكنّا موحدين
على حب فلسطين وحب أمتنا ولغتنا.
أما
هذه الأيام ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي فترى الناس أحياناً يتفاعلون مع
بوستات وفيديوهات تقدح وتعمم على شعوب شقيقة كاملة، رغم أن الشخص ربما لم يلتق في
حياته بأحد منهم، إنما هي غوغاء وضوضاء الفضاء الالكتروني الذي لا يرحم والذي يحتوي على الغث
كما يحتوي السمين والثمين، أو ربما ساءه تصرف أحدهم أو أخبره أحدهم فعمم عليهم
كلهم.
في
كل شعب هناك الطالح والصالح، والاخير هو الغالب ويجب أن يكون الغالب، لكن الطالح يشيع صيته بسبب
نشاز صوته ويستفز الآخرين فيعم، بالإضافة إلى ما يسمى الذباب الإلكتروني الموجه الذي يستغل
مواقع التواصل الاجتماعي عمداً للترويج لأجندات مسيئة وأحياناً عنصرية مقيتة ويجر معه
أيضاً العوام.
لذلك
يجب أن نتبه لهم ولا نقع في شراكهم وترّهاتهم، وإن علقنا أو قلنا شيئاً لهم فنقول
كما قال عباد الرحمن لأمثالهم: "سلاما"، وقدوتنا الرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم الذي لم تكن تزده شدة الجهل إلا حلما.
تعليقات
إرسال تعليق