مع زيادة فترة الحجر المنزلي سيزداد الملل
والتفكير وربما القلق وخصوصاً مدمني الأخبار العاجلة. في رأيي الاستراتيجية المثلى
للتصدي لهذه التحديات هو الالتزام ببرنامج يومي، فالروتين هو الحل لأن حياتنا كانت
قبل الحجر روتين (وهينا عشنا سنين) صحيح كنا نتأفف لكن هذه هي الحياة التي تأقلمنا
معها ، وبالتالي إجازة نهاية أسبوع يجب أن تظل كذلك بحيث نتوقف عن العمل ونجدد
النشاط قبل أن نعود للروتين فلا يكون يوم الجمعة كأي يوم في الاسبوع. وكنت قد كتبت
عن ذلك في أول الاجازة ، حيث تظل فترة الصباح للدراسة والعمل
والأنشطة التعليمية، وبعدها حسب الرغبة فمثلاً بعد الظهر راحة ورياضة وقراءة عامة
وانترنت، والعصر ألعاب جماعية وآخر النهار تلفاز (بس مش أخبار). أي باختصار الروتين
الممل هو الحل للتغلب على الملل الحالي (وعلى رأي المثل النابلسي من دهنه وقليليه :)
سأروي لكم قصة قصيرة تناولتها ثقافات عديدة أهمها وربما أصلها الصينية القديمة، إنها قصة ضفدع البئر لكني سأرويها لكم بصبغة عربية دون تحريف شديد إلا ما أجبرتني عليه خلجاتي وكلماتي فلغتنا العربية الجميلة تأبى إلا أن تجمّل المفردات. عاش ضفدع طوال حياته في بئر سحيق كان يستمتع بحياته مستلقياً في القاع ينظر للسماء وزرقتها وجمال السحاب وهو يمر مشكلاً لوحات بيضاء سريعة وبطيئة مثل لحظات الحياة. كان هذا عالمه الذي تقوقع فيه وظن أن عيشته لوحده هي الأفضل والأمثل، حتى جاءت سلحفاة وأطلت عليه برأسها الصغير الذي غطى جزءاً كبيراً من الضوء من أعلى فلفتت انتباه الضفدع. قالت السلحفاة : "كيف أنت اليوم أيها الضفدع؟" رد عليها وقد نفخ أوداجه واخضر خضاره وقال: "أنا كما ترين أسبح في هذا الماء الراكد الساكن الهادئ أمتع ناظري في الموج الذي أفتعله على مزاجي وقدر حجمي وعندي من البيوت بعدد الحفر المنتشرة في جوانب البئر، أختبئ فيها من المطر وكلما ارتفع منسوب الماء اعتليت بيتا (حفرة) أعلى. طعامي كما تعلمين حشرات تائهة جذبها الماء الداكن ورائحته المعتقة، تعالي واستمتعي معي لأخبرك عن تجارب...
تعليقات
إرسال تعليق