كنت قد كتبت في عام 2012 عن ظاهرة اجتماعية
تسللت إلى مجتمعنا ونهشت من قدرتنا على الصمود وذلك بتربيط الكثير بالقروض الاستهلاكية
وأقتبس هنا" ليس بالبعيد يوم كنا نخرج
أيام منع التجول في الانتفاضة الأولى والثانية لنشتري الحاجيات ونقفز هنا وهناك
مستمتعين بالمغامرة في فورة الشباب المبكر، أذكر أن رفوف المحلات خلت إلا من
منتجات التنظيف والغسيل، لكن كان الجار للجار أخ وصديق وقت الرخاء والضيق. كانت
المشاعر جميلة والرزق وفير رغم الاقتصاد العليل، فالخير ليس بالكم الكثير وإنما هي
بركة الجليل. الرضى والقناعة كانت المفتاح الذهبي لنجاح تلك المرحلة العصيبة، لا
أدري كيف أدار الناس أمورهم لولا تدبير الكبير. مرت تلك الأيام بسلام وظلت ذكريات
الانتصار والقدرة على مقاومة الحصار بشجاعة الصغار وحكمة الكبار. "
الشعب الفلسطيني علّم العالم معنى الصمود
في تجارب عديدة، ويجب أن يتعلم أكثر من أي أمة أخرى دروس الحياة القاسية مثل
كورونا، لأنها ستظل تزورنا باستمرار ما دام هناك احتلال، وبالتالي يجب ألا ننساق
وراء سراب الاستهلاك الثانوي ونقع في شراك السوق الذي
"يصطادنا" ويتلاعب بنا مستغلاً ضعفنا النفسي كما ذكر مؤلفا كتاب Phishing for
Phools وهما اقتصاديان بارزان حاز كليهما على جائزة
نوبل (هذا بده بوست منفصل إن شاء الله).
هناك
دروس عديدة للعالم كله من أزمة كورونا وفي كل المجالات، وفي حالة فلسطين الخاصة
العبرة مضاعفة، فتحصين بيتنا الداخلي ضروري، لنكون أقدر على الصمود في مواجهة
العواصف القادمة التي لن تنهي إلا بزوال الاحتلال الجاثم على صدورنا واقتصادنا.
تعليقات
إرسال تعليق