التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فيتنام - ولادة أمة

 



شاهدت مؤخراً وثائقي مميز على الجزيرة الوثائقية"فيتنام ولادة أمة" ويبدو أنه الجزء الأول (موجود على منصة الجزيرة ٣٦٠، معلش نعملهم دعاية مجانية بستاهلوا في هذا المجال مهما اختلفت معهم بمجالات أخرى) حيث تحدث عن نشوء البلد وحقبة الاستعمار الفرنسي ثم الياباني ثم الفرنسي، الوثائقي ملهم لكل الشعوب المقهورة التي فرض عليها الاستعمار من قبل دول عظمى فأبت الاستسلام (مش الكل، في مجموعة انبطحوا وتعاونوا ثم اندثروا) وحفروا الصخر بأيديها وانتصروا لإيمانهم بقضيتهم وفكرتهم فكيف بمن إيمانه بحتمية النصر وأنه إحدى الحسنين ! 

ربما المقطع الأهم الذي لفت انتباهي هو الملحمة التي حصلت في معركة ديان بان فو حيث تجسدت صلابة عقلية هذا الشعب الأبيّ من الرجال والنساء، وكيف قاموا بحمل المدافع بأيدهم إلى أعالي الجبال المطلة على معسكرات الفرنسيين الذين لم يتوقعوا مثل هذه العزيمة لرفع تلك المدافع عبر طرق وعرة وأحراش خضرة متداخلة لكنها لأهلها حاضنة، فتفاجأت القوات الفرنسية بالمدافع تدك حصونهم العارية أمام القنابل العالية تهب عليهم مثل الرياح العاتية (معلش حرقت أحلى لقطة في الفيلم) بس انصح بمشاهدته كله).

قصة على الهامش:
شكلت فريق كرة قدم باسم فلسطين للمشاركة في بطولة كأس العالم على مستوى جامعة نوتنجهام، واذكر أن مباراتنا ضد فريق فيتنام كانت الأصعب فقد تفاجأنا بصلابتهم عقلياً وبدنياً ، نعم كانوا أقوياء بدنياً رغم صغر أجسامهم، فأيقنت حينها كيف انتصروا على جميع أعدائهم. المهم تعادلنا في النهاية وستكون قصتنا مثلهم كما كانت أهدافنا مثلهم إن شاء الله.       

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سماء الضفدع

سأروي لكم قصة قصيرة تناولتها ثقافات عديدة أهمها وربما أصلها الصينية القديمة، إنها قصة ضفدع البئر لكني سأرويها لكم بصبغة عربية دون تحريف شديد إلا ما أجبرتني عليه خلجاتي وكلماتي فلغتنا العربية الجميلة تأبى إلا أن تجمّل المفردات.   عاش ضفدع طوال حياته في بئر سحيق كان يستمتع بحياته مستلقياً في القاع ينظر للسماء وزرقتها وجمال السحاب وهو يمر مشكلاً لوحات بيضاء سريعة وبطيئة مثل لحظات الحياة. كان هذا عالمه الذي تقوقع فيه وظن أن عيشته لوحده هي الأفضل والأمثل، حتى جاءت سلحفاة وأطلت عليه برأسها الصغير الذي غطى جزءاً كبيراً من الضوء من أعلى فلفتت انتباه الضفدع. قالت السلحفاة : "كيف أنت اليوم أيها الضفدع؟" رد عليها وقد نفخ أوداجه واخضر خضاره وقال: "أنا كما ترين أسبح في هذا الماء الراكد الساكن الهادئ أمتع ناظري في الموج الذي أفتعله على مزاجي وقدر حجمي وعندي من البيوت بعدد الحفر المنتشرة في جوانب البئر، أختبئ فيها من المطر وكلما ارتفع منسوب الماء اعتليت بيتا (حفرة) أعلى. طعامي كما تعلمين حشرات تائهة جذبها الماء الداكن ورائحته المعتقة، تعالي واستمتعي معي لأخبرك عن تجارب...

البكور : سر من أسرار النجاح

البكور : سر من أسرار النجاح إذا كانت "افتح يا سمسم" كلمة السر لفتح كنز علي بابا، فإن "السر" الذي سأذكره هنا ليس بمعناه الحرفي بل هو المفتاح الذهبي لأبواب الانجاز وتحقيق النتائج التي قد تتفوق على الاهداف أحياناً. إنه ببساطة "بركة البكور"، البكور إلى العمل كموظف، طالب، تاجر، كاتب، ربة بيت، أو حتى متقاعد. لن أسوق لكم أمثلة عالمية مثل تاتشر وغيرها (أنظر المقالة  هنا  ) لكني سأخبركم عن تجربتي الشخصية المتواضعة إلى الآن، أدام الله علينا وعليكم نعمة التوفيق في العمل والعائلة والمجتمع و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، (سامحوني الجملة المعترضة صارت خطبة جمعة :) أستطيع أن أعزو جزء كبير من سبب تفوقي في المدرسة والجامعة والعمل إلى اجتهادي وبدأ نشاطي اليومي مبكراً. لن أبالغ إن قلت إن الفعالية تكون ضعف الأوقات الأخرى، وقد يختلف البعض في ساعة النشاط لهم كما يقولون، لكني متأكد أنهم سيلاحظون فرقاً كبيراً إن جربوا ذلك بشرط أن يعيدوا برمجة أدمغتهم بحيث يتوقف حديث النفس بشكل سلبي مثل: " ما بعرف أشتغل الصبح، بكون نعسان، ما بعرف أنام بدري، ما بقدر أصحى الصبح، م...

الأسد الجريح

يهرول الأسد الجريح الى المجهول، تنطحه الحمير الوحشية، تسخر منه الغزلان، وتتذكر قصص شبابه الطيور وكيف كان زئيره يهز الصخور وتحترمه العقول وتهابه وحوش الغاب. شاخ وشاب في عالم مادي لا يرحم. اليوم لا بواكي له، تداعت عليه الأكلة ونهشت جسمه. تزداد هرولته بسرعة وخوفاً من المجهول، لقد جعله المنحدر أسرع رغم ضعفه ووهنه، سلّم للتعب واقترب من نهاية المنحدر حيث النسور تنتظره كمشروع جثة هامدة وعشاء ملوكي.         حاله ساء الضعيف فهو ناصر المظلومين وضابط الأخلاق ومقيم العدل، أصبح الهرج ملح الأيام في غيابه وتفككت البلاد وتنكر العباد. يزداد الكره والحسد والبغضاء وتسيل الدماء، في حين تتفجر الطاقات في الغوغاء، يتنطح الفاسدون ويتمختر المنافقون، يعوم على السطح الغثاء وتختفي الدرر في الأعماق.   لكن سنة الطبيعة أن تتغير وتتبدل، لا بد أن يطوف المرجان وتتفتح الأصداف. لا بد للأسد أن يزأر من جديد ما دام القلب ينبض بالحب، ستبعث الحياة وسينتشي الجسد من جديد فالفكر لا يموت ما دام في السطور والصدور. إنما نحتاج تطبيقاً عصرياً وابداعاً علمياً، تخطيط وتنظيم وإتقان،...