ويستمر اجترار التاريخ وتشويه الحقيقة والحقوق، وعمل المجالس واللجان والتآمر على الإنسان، تتغير وجوه الوحوش لكنها بنفس الروح، تدفع الحشود والمندفعين وتدوس على المنبطحين، يتشكل مجلس سلام غامض فيصفق الأنام وتساق الأمم كالأغنام. حراك وتسويق للأوهام يستخف ويستسخف عقول المتابعين العاديين فكيف بالسياسيين، يُأمّلون الناس بسراب بعيد، وعلى صوت قربة مخرومة التقطوها من جديد، عملية سلام تم تصميمها وتوظيفها بالأساس لكسب الوقت وسرقة الأرض وحشر الناس وتجويعهم ثم تهجيرهم. ولا عجب أن الخطة البرتقالية الجهنمية تجنبت ذكر الضفة، ولكن بسبب ضغوط بعض الإخوة والأشقاء (أو هكذا قيل) تنازل "الراعي" وأضاف "قد"، فتقدقدت الدولة بشروط إصلاح جثة هامدة بينما الإصلاح الحقيقي الوحيد هو إصلاح السياج وأنظمة مراقبة السجن الجديد الصغير هناك للتأكد من خنق أي تفكير في التحرك ضد السجان وتكرار أي ثورة وكسر لأي شوكة ولو كانت وخزة دبوس. وفي الوقت نفسه يُعاد إحياء عملية السلام، أو كما وصفها تشومسكي في الكتاب المميز On Palestine ، "لم يكن الهدف من عملية السلام الوصول إلى هدف محدد، بل تكريس حالة اللاحل. ا...
يستمتع الفلسطينيون في هذا الوقت من العام بموسم احتفالي مفعم بالبهجة والسرور. تتجمع العائلات والأصدقاء في قرى الضفة الغربية تحت أشجار الزيتون لقطف زيتونهم المبارك الثمين. فشجرة الزيتون ليست مجرد شجرة بل رمزًا مباركاً للحياة الفلسطينية عبر الأجيال، ولم يكن العائد الاقتصادي يومًا، على أهميته، همّ المزارعين وأهل الزيتون بل أن يظل شجرهم يظلهم بظله إلى يوم الدين. يعتبر هذا العام من المواسم الزيتونية الشحيحة من حيث الإنتاج المتوقع، وفقًا للمزارعين المحليين. ومع ذلك، يشعر الناس بالحماسة والسعادة مهما تحصلوا من ثمار، وقد اعتادوا على عدم انتظام ناتج محاصيل الزيتون. إلا أن الضرر الأكبر والهمّ الأوحد، هو جرثومة المستوطنين المستعمرين، ورغم قلة عددهم لكنهم منتشرون في كل مكان، بحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، يضايقون الفلسطينيين ويمنعونهم من قطف الزيتون في مزارعهم. أسمع على الإذاعات المحلية قصصًا قاسية يوميًا عن معاناة العائلات الفلسطينية التي طُردت من أراضيها وتعرضت للضرب بينما كانت تهم في قطاف زيتونها، حتى جداتنا المحبات لم يسلمن من العنف. ولقد تجاوز اسفزازهم سرقة المحاصيل إلى سرق...