عندما ترى "الأخ" صامتاً أو مطنشاً أو متآمرًا فمن الطبيعي أن تتفاعل وتحتفي، بينما الكل يختفي، بأي تحرك وصوت ومن أي جهة ولو كان بمقدار دبيب النمل، ولذلك ترى هذه الحفاوة بالحراك الطلابيّ في الغرب رغم أنه عمل بسيط، رغم أن البعض (وأنا منهم لا يعتبره بسيط اطلاقاً)، فالعمل الرمزي أحياناً أشد مضاضة من وقع الحسام المهند، فهذا الحراك مركزه عاصمة الرأسمالية العالمية، صحيح أن الشرارة كانت بسيطة لكن تفاعلها واشتعالها لم يكن ليحدث لولا وجود مواد قابلة للاشتعال تراكمت شبابياً بسبب الحياة الغربية التي غربتهم بأزماتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونفاقها وظلمها المحلي وتاريخها الاستعماري الخارجي، فأصبحت شريحة من الشباب النقي ومن صادقهم ممن أصولهم من المهاجرين ترى الظلم بشكل أوضح وأمست تنقم على هذا النظام الزائف الظالم وربما وجدت ضالتها في قضية فلسطين كقضية أخلاقية ونموذجاً كاشفاً لزيف مادية هذا النظام الذي لا يحترم إلا القوي فخرجت تعبر عن نفسها قبل غيرها … ربما !
أما نحن فنقول أننا نعلم يقيناً أن ذلك ليس غريباً، ففلسطين
هي البوصلة، ومن أراد الإبحار نحو الحرية لابد أن يتبع اتجاهها فإنها لا تدل إلا
على الحق.
تعليقات
إرسال تعليق