التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2025

زيتوننا ، حياتنا

   يستمتع الفلسطينيون في هذا الوقت من العام بموسم احتفالي مفعم بالبهجة والسرور. تتجمع العائلات والأصدقاء في قرى الضفة الغربية تحت أشجار الزيتون لقطف زيتونهم المبارك الثمين. فشجرة الزيتون ليست مجرد شجرة بل رمزًا مباركاً للحياة الفلسطينية عبر الأجيال، ولم يكن العائد الاقتصادي يومًا، على أهميته، همّ المزارعين وأهل الزيتون بل أن يظل شجرهم يظلهم بظله إلى يوم الدين.  يعتبر هذا العام من المواسم الزيتونية الشحيحة من حيث الإنتاج المتوقع، وفقًا للمزارعين المحليين. ومع ذلك، يشعر الناس بالحماسة والسعادة مهما تحصلوا من ثمار، وقد اعتادوا على عدم انتظام ناتج محاصيل الزيتون. إلا أن الضرر الأكبر والهمّ الأوحد، هو جرثومة المستوطنين المستعمرين، ورغم قلة عددهم لكنهم منتشرون في كل مكان، بحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، يضايقون الفلسطينيين ويمنعونهم من قطف الزيتون في مزارعهم. أسمع على الإذاعات المحلية قصصًا قاسية يوميًا عن معاناة العائلات الفلسطينية التي طُردت من أراضيها وتعرضت للضرب بينما كانت تهم في قطاف زيتونها، حتى جداتنا المحبات لم يسلمن من العنف. ولقد تجاوز اسفزازهم سرقة المحاصيل إلى سرق...

تجربة استونيا التنموية

   شاركت في مسابقة رياضية وثقافية وسط صحراء الكويت، وكان أحد الأسئلة متعلق بالجغرافيا، حيث ظهر علم مخطط بالأزرق والأسود والأبيض اختاره طلاب جامعة تارتو في استونيا لجمعيتهم الطلابية ثم أصبح علم الدولة، ولا أدري كيف حزرتُ الإجابة حينها، ولم يخطر في بالي أني سأزورها في نفس العام، فهي دولة أوروبية شرقية، وغير معروفة بالسياحة (كما هو واضح في الصورة ) أو أي عامل جذب غير السونا مثلها مثل فنلندا وجيرانها وليس في ذلك تمايز.  انطلقنا الأسبوع الماضي ضمن وفد رائع من خريجي مؤسسة القدومي المتميزة في دعم برامج بناء الإنسان الفلسطيني ورأس المال البشري. اجتمعنا بدعوة من المؤسسة رغم تشتتنا في بقاع الأرض ولقد  أحسنت إدارة المؤسسة باختيارها هذه الدولة لدراسة تجربتها والاستفادة منها. ا ستونيا دولة تعداد سكانها أقل من مليون ونصف نسمة، مرت بفترات عصيبة واحتلال سويدي ودنماركي وألماني وروسي لسنوات ولكنها لم تنقرض وناضلت وسرعان ما تقدمت بمجرد أن تحررت، وقد تمكنت من مضاعفة دخلها القومي ثمانية أضعاف خلال ما يقارب عشرين سنة، بدعم غربي وهذه قصة بحاجة إلى تفصيل وتعليق منفصل في مناسبة أخرى.  ...

فيتنام - ولادة أمة

  شاهدت مؤخراً وثائقي مميز على الجزيرة الوثائقية"فيتنام ولادة أمة" ويبدو أنه الجزء الأول (موجود على منصة الجزيرة ٣٦٠، معلش نعملهم دعاية مجانية بستاهلوا في هذا المجال مهما اختلفت معهم بمجالات أخرى) حيث تحدث عن نشوء البلد وحقبة الاستعمار الفرنسي ثم الياباني ثم الفرنسي، الوثائقي ملهم لكل الشعوب المقهورة التي فرض عليها الاستعمار من قبل دول عظمى فأبت الاستسلام (مش الكل، في مجموعة انبطحوا وتعاونوا ثم اندثروا) وحفروا الصخر بأيديها وانتصروا لإيمانهم بقضيتهم وفكرتهم فكيف بمن إيمانه بحتمية النصر وأنه إحدى الحسنين !  ربما المقطع الأهم الذي لفت انتباهي هو الملحمة التي حصلت في معركة ديان بان فو حيث تجسدت صلابة عقلية هذا الشعب الأبيّ من الرجال والنساء، وكيف قاموا بحمل المدافع بأيدهم إلى أعالي الجبال المطلة على معسكرات الفرنسيين الذين لم يتوقعوا مثل هذه العزيمة لرفع تلك المدافع عبر طرق وعرة وأحراش خضرة متداخلة لكنها لأهلها حاضنة، فتفاجأت القوات الفرنسية بالمدافع تدك حصونهم العارية أمام القنابل العالية تهب عليهم مثل الرياح العاتية (معلش حرقت أحلى لقطة في الفيلم) بس انصح بمشاهدته كله). قصة عل...