الكلام عن العدل من
خلال الوعظ منذ الصغر جيد ، لكن تثبيت المبدأ والسلوك يتحقق من خلال
المواقف العملية الأسرية ، ففيها تتشرب المبادئ والأخلاق بهدوء في أنفس
الأطفال ويشاهدوا فيفهموا "اعدلوا في العطية" بينهم ، والتي تكون
في أمور كثيرة قد نظن أنها صغيرة مثل وضع صورة أحدهم وليس الآخر على
بروفايل الواتس أب أو الفيس ، قبلة أو حضن ، لعبة جماعية أو فردية بين واحد على
حساب الآخر ، وهذه مثلها مثل العدل في الإنفاق والحصص المادية ، والأطفال كلهم في
غاية الذكاء وأكثر بكثير مما نتصور ، اجثوا على ركبكم وتكلموا معهم وتابعوا لغة
أجسادهم فستعلمون أنهم يعلمون ما تعلمون وتعملون.
يهرول الأسد الجريح الى المجهول، تنطحه الحمير الوحشية، تسخر منه الغزلان، وتتذكر قصص شبابه الطيور وكيف كان زئيره يهز الصخور وتحترمه العقول وتهابه وحوش الغاب. شاخ وشاب في عالم مادي لا يرحم. اليوم لا بواكي له، تداعت عليه الأكلة ونهشت جسمه. تزداد هرولته بسرعة وخوفاً من المجهول، لقد جعله المنحدر أسرع رغم ضعفه ووهنه، سلّم للتعب واقترب من نهاية المنحدر حيث النسور تنتظره كمشروع جثة هامدة وعشاء ملوكي. حاله ساء الضعيف فهو ناصر المظلومين وضابط الأخلاق ومقيم العدل، أصبح الهرج ملح الأيام في غيابه وتفككت البلاد وتنكر العباد. يزداد الكره والحسد والبغضاء وتسيل الدماء، في حين تتفجر الطاقات في الغوغاء، يتنطح الفاسدون ويتمختر المنافقون، يعوم على السطح الغثاء وتختفي الدرر في الأعماق. لكن سنة الطبيعة أن تتغير وتتبدل، لا بد أن يطوف المرجان وتتفتح الأصداف. لا بد للأسد أن يزأر من جديد ما دام القلب ينبض بالحب، ستبعث الحياة وسينتشي الجسد من جديد فالفكر لا يموت ما دام في السطور والصدور. إنما نحتاج تطبيقاً عصرياً وابداعاً علمياً، تخطيط وتنظيم وإتقان،...
تعليقات
إرسال تعليق