الكلام عن العدل من
خلال الوعظ منذ الصغر جيد ، لكن تثبيت المبدأ والسلوك يتحقق من خلال
المواقف العملية الأسرية ، ففيها تتشرب المبادئ والأخلاق بهدوء في أنفس
الأطفال ويشاهدوا فيفهموا  "اعدلوا في العطية" بينهم ، والتي تكون
في أمور كثيرة قد نظن أنها صغيرة مثل وضع صورة أحدهم وليس الآخر على
بروفايل الواتس أب أو الفيس ، قبلة أو حضن ، لعبة جماعية أو فردية بين واحد على
حساب الآخر ، وهذه مثلها مثل العدل في الإنفاق والحصص المادية ، والأطفال كلهم في
غاية الذكاء وأكثر بكثير مما نتصور ، اجثوا على ركبكم وتكلموا معهم وتابعوا لغة
أجسادهم فستعلمون أنهم يعلمون ما تعلمون وتعملون. 
              سأروي لكم قصة قصيرة تناولتها ثقافات عديدة أهمها وربما أصلها الصينية القديمة، إنها قصة ضفدع البئر لكني سأرويها لكم بصبغة عربية دون تحريف شديد إلا ما أجبرتني عليه خلجاتي وكلماتي فلغتنا العربية الجميلة تأبى إلا أن تجمّل المفردات.     عاش ضفدع طوال حياته في بئر سحيق كان يستمتع بحياته مستلقياً في القاع ينظر للسماء وزرقتها وجمال السحاب وهو يمر مشكلاً لوحات بيضاء سريعة وبطيئة مثل لحظات الحياة. كان هذا عالمه الذي تقوقع فيه وظن أن عيشته لوحده هي الأفضل والأمثل، حتى جاءت سلحفاة وأطلت عليه برأسها الصغير الذي غطى جزءاً كبيراً من الضوء من أعلى فلفتت انتباه الضفدع.  قالت السلحفاة : "كيف أنت اليوم أيها الضفدع؟" رد عليها وقد نفخ أوداجه واخضر خضاره وقال: "أنا كما ترين أسبح في هذا الماء الراكد الساكن الهادئ أمتع ناظري في الموج الذي أفتعله على مزاجي وقدر حجمي وعندي من البيوت بعدد الحفر المنتشرة في جوانب البئر، أختبئ فيها من المطر وكلما ارتفع منسوب الماء اعتليت بيتا (حفرة) أعلى. طعامي كما تعلمين حشرات تائهة جذبها الماء الداكن ورائحته المعتقة، تعالي واستمتعي معي لأخبرك عن تجارب...

تعليقات
إرسال تعليق