اقترب الزوجان من بعضهما في
مقهى المطار ، وللسفر متحمسان لكنهما بدا هادئان ، يميل جسديهما قليلاً نحو الأمام
وهما جالسان ولا تفصلهما إلا طاولة صغيرة ، وعلى وجهيهما ابتسامات رقيقة لكنها
ليست متناغمة ! شعور يبعث على الفرح فالحب ومظاهره بين الناس لا تنشر إلا الفرح ،
لكن وما ان اقتربت ووضحت الصورة الكاملة حتى تكشفت بعض الزوايا وبان مصدر
الرومانسية والفرح ، فقد وجدت كليهما توسد هاتفه الذكي الذي فرق بينهما وخدعني كما
خدعتكم هنا (بتصعيد الدراما قليلاً :)
سأروي لكم قصة قصيرة تناولتها ثقافات عديدة أهمها وربما أصلها الصينية القديمة، إنها قصة ضفدع البئر لكني سأرويها لكم بصبغة عربية دون تحريف شديد إلا ما أجبرتني عليه خلجاتي وكلماتي فلغتنا العربية الجميلة تأبى إلا أن تجمّل المفردات. عاش ضفدع طوال حياته في بئر سحيق كان يستمتع بحياته مستلقياً في القاع ينظر للسماء وزرقتها وجمال السحاب وهو يمر مشكلاً لوحات بيضاء سريعة وبطيئة مثل لحظات الحياة. كان هذا عالمه الذي تقوقع فيه وظن أن عيشته لوحده هي الأفضل والأمثل، حتى جاءت سلحفاة وأطلت عليه برأسها الصغير الذي غطى جزءاً كبيراً من الضوء من أعلى فلفتت انتباه الضفدع. قالت السلحفاة : "كيف أنت اليوم أيها الضفدع؟" رد عليها وقد نفخ أوداجه واخضر خضاره وقال: "أنا كما ترين أسبح في هذا الماء الراكد الساكن الهادئ أمتع ناظري في الموج الذي أفتعله على مزاجي وقدر حجمي وعندي من البيوت بعدد الحفر المنتشرة في جوانب البئر، أختبئ فيها من المطر وكلما ارتفع منسوب الماء اعتليت بيتا (حفرة) أعلى. طعامي كما تعلمين حشرات تائهة جذبها الماء الداكن ورائحته المعتقة، تعالي واستمتعي معي لأخبرك عن تجارب...
تعليقات
إرسال تعليق