سوسة الصباح
نستيقظ في الصباح و نسلم مزاج يومنا الى مسار سعادة و
تفاؤل أو تعاسة و تشاؤم و ذلك بناء على حقائق مفهومة أو (غالبا) لأسباب غير معلومة
، تستيقظ قبلنا عادة "سوسة" شيطانية وصلت الى مزاجنا من خلال ثنايا
أدمغتنا لتأكدت لنا كل صباح أننا لسنا بخير فهناك من أصبح بسيارة "أفره"
من سيارتنا أو عنده بيت "أبرح" من بيتنا و له حظ من المال والبنين و
زينة الحياة الدنيا أكثر منا كلنا. تتعاظم المحنة عندما تتلاقى الرؤوس المتشابهة
في ذلك الصباح لتنشر العدوى والطاقة السلبية كتنين ينفث النار بعد ان استفزته شرارة
صغيرة ، فطبيعي مثلا أن ترى عراك على مصف سيارة.
سوسة الصباح لا تهدأ بل قد تسب الحظ والشمس ان كانت
حارة أو الغيمة ان كانت ماطرة ، تأجج سائل التذمر ليغلي في الرأس و يلسع كل من
لاقاه بحجة "صبحت منكد".
هذه السوسة رغم صغرها لكن فعلها كبير و قد يكون فعلا
خطير، لكنها ان تفكرنا تظل سوسة صغيرة يمكن قمعها أو "رشها" بدواء الشكر
على النعم والرضى بالقسمة ، و لنتأمل أحوال من حولنا من داني أو قاصي و قريب
أوغريب ، و لنحمد الله على رزقنا و دفء حضن أمنا و بنتنا ، القائمة طويلة لكننا لو
كتبنا بعضها و قرأنا من بعض بعضها كل صباح لبقيت "سوستنا" نائمة في
"خمها".
اللهم انا نسألك أن تعيننا ان نكون من الشاكرين في
القلب و اللسان و الجوارح.
و كما قيل:
وشاكِرُها يحتاج شُكرًا لشُكْرِها
كذلك شُكرُ الشُّكرِ يحتاجُ للشُّكرِ
كذلك شُكرُ الشُّكرِ يحتاجُ للشُّكرِ
حسام عرمان
6-10-2014
6-10-2014
تعليقات
إرسال تعليق