ما أجمل لقاء الشوكولاتة مع القهوة في الصباح أو المساء، ومن لا يحبهما سوية وخصوصاً تلك الداكنة العفيفة من الحليب، ولكن بنسبة خفيفة. قررت كسر الروتين وجربت هذه الداكنة الشديدة "المئوية" في الصورة، رغم تحذيرات زوجتي أني جربتها سابقًا ولم تكن لطيفة. أنكرت رغم يقيني بذاكرتي التي أصبحت ضعيفة، وصدقت فكان طعمها مع القهوة وحتى بدونها مخيفاً، ولأنني اشتريتها فكان لزاماً عليّ أكلها كل صباح وكأنها دواء لا كما كانت سابقاً أحلى هدية. وعندما أنهيتها وحققت انتصاراً مُراً عليها، بت أبحث عن الحنطية المعتدلة في سوادها وسكرها وجمالها لتغسل براعم التذوق بحلاوة لذيذة تفوق تكسر قطعة من حلاوة أبو حربي عند الذوبان وهي تطفو على جدول من السعادة النابلسية.
وأخيراً وبعد طول غياب التقى اليوم الحبيبان المختلفان في الصلابة والسيولة والطعم، المتشابهان في اللون والحياة والحب، رقصا قليلاً قبل أن تذوب قطعة الشوكولاتة مع القهوة دون مقاومة! ومن يستطيع معاندة قوانين الفيزياء والرغبة في تشكيل تحفة فنية هولوجامية فريدة تجتمع عليها العائلة والعالم كله وتتناقلها الأجيال.
قد أكون أسهبت وبالغت، لكن لو تأملنا في تنوع أصالة المرارة في القهوة وبياض السكر في سواد الشوكلاتة وهما يتجاذبان في ساحة الدماغ لوجدنا أنهما مثل الحياة المتنوعة في الحلو والمرار والنفور والانبهار، يلتقي المتضادان ويتعارفان ويتعايشان فيبدعان (كما حصل في قصتنا هنا) أو يتعاركان
تعليقات
إرسال تعليق