التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الطريق هو في طريقة التفكير وطريقة التعليم




طريقة التفكير وطريقة التعليم هما أهم موضوعان لتحسين نتائج العملية التعليمية وقد تم الخلوص إليهما من خلال دراسة ماكينزي التي وظفت فيها منهجية للذكاء الإصطناعي "التعلم الآلي" ، مستخدمين بيانات لأهم وأوثق اختبار عالمي يسمى "بيزا" ، وبالتالي فإن النتائج حرية بالاهتمام فهذ الاختبار هو الذي وضّح الفروق الحقيقية لنتائج التعليم بين الدول فتفاجأ العالم بفنلندا حيث الامتحانات والوظائف قليلة والمدارس الخاصة نادرة، بينما انصدمت دول أخرى كانت تتغنى بنظامها التعليمي (مثل البرازيل) ، فلقد فرزت "الفاهم من الحافظ" أي من يستطيع تطبيق المعرفة وليس حاملاً لها على ظهره وينتظر تفريغ حمولته وقت الإمتحان مثل كثير من بلداننا العربية. الموضوعان الأساسيان (كما ورد في مقالة ماكينزي) هما : طريقة التفكير وأسلوب التدريس.

أولاً: طريقة تفكير الطلبة تعتبر أهم من خلفيتهم الاجتماعية والاقتصادية:
أهم المفاهيم المتعلقة بطريقة التفكير كانت دافعية الطالب "موتيفايشن" لإتقان المهام وإتمامها بشكل مثالي بل وتجاوز المطلوب (تفوق هؤلاء حتى 15% عن نظرائهم) ، أما المفهوم الثاني فهو الإيمان بالقدرة على النمو "جروث مايندست" حيث يؤمن المتعلم أنه قادر على تحسين ذاته وأن عقله غير ثابت (تفوق هؤلاء حتى 17% عن نظرائهم).

ثانياً: أفضل طرق التعليم هي مزج التدريس المعتمد على المدرس مع التدريس المعتمد على المتعلم (الاستقصائي):
لقد حظي التدريس المعتمد على المتعلم اهتماماً كبيراً مؤخراً (وأنا شخصياً من مناصريه) حيث يكون دور الطلبة محورياً وفعالاً ويقومون بمعظم المهام والتجارب والمشاريع ، مقارنة بالأسلوب التقليدي وهو التدريس المعتمد على المدرس (ومعناه واضح من اسمه أيضاً) ، حيث يعتمد على المعلم الذي يشرح الدرس ويناقش أسئلة الطلبة ثم يدير النقاش.
بينت نتائج الدراسة أن المزج بينهما حقق أفضل النتائج (أنظر الشكل في الأعلى) وكانت قيمة التحسين +26% حيث يتم استخدام التدريس المعتمد على المدرس في "كثير إلى جميع الحصص" والتدريس المعتمد على المتعلم في "بعض إلى كثير من الحصص" ، لكن الغريب أن الأسلوب التقليدي البحت (حقق تحسن +12%) كان أفضل من التدريس المعتمد على المتعلم البحت بكثير (حقق تأخر -61%).
   




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البكور : سر من أسرار النجاح

إذا كانت "افتح يا سمسم" كلمة السر لفتح كنز علي بابا ، فإن "السر" الذي سأذكره هنا ليس بمعناه الحرفي بل هو المفتاح الذهبي لأبواب الانجاز وتحقيق النتائج التي قد تتفوق على الاهداف أحياناً. إنه ببساطة "بركة البكور" ، البكور إلى العمل كموظف ، طالب ، تاجر ، كاتب ، ربة بيت ، أو حتى متقاعد. لن أسوق لكم أمثلة عالمية مثل تاتشروغيرها (أنظر المقالة هنا ) لكني سأخبركم عن تجربتي الشخصية المتواضعة إلى الآن ، أدام الله علينا وعليكم نعمة التوفيق في العمل والعائلة والمجتمع و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، (سامحوني الجملة المعترضة صارت خطبة جمعة :)  أستطيع ان أعزو جزء كبير من سبب تفوقي في المدرسة والجامعة والعمل الى اجتهادي و بدأ نشاطي اليومي مبكراً. لن أبالغ إن قلت أن الفعالية تكون ضعف الأوقات الأخرى ، وقد يختلف البعض في ساعة النشاط لهم كما يقولون ، لكني متأكد أنهم سيلاحظون فرقاً كبيراً إن جربوا ذلك بشرط أن يعيدوا برمجة أدمغتهم بحيث يتوقف حديث النفس بشكل سلبي مثل : " ما بعرف أشتغل الصبح " ، "بكون نعسان" ، "ما بعرف انام بدري" ، ...

الأسد الجريح

يهرول الأسد الجريح الى المجهول، تنطحه الحمير الوحشية، تسخر منه الغزلان، وتتذكر قصص شبابه الطيور وكيف كان زئيره يهز الصخور وتحترمه العقول وتهابه وحوش الغاب. شاخ وشاب في عالم مادي لا يرحم. اليوم لا بواكي له، تداعت عليه الأكلة ونهشت جسمه. تزداد هرولته بسرعة وخوفاً من المجهول، لقد جعله المنحدر أسرع رغم ضعفه ووهنه، سلّم للتعب واقترب من نهاية المنحدر حيث النسور تنتظره كمشروع جثة هامدة وعشاء ملوكي.         حاله ساء الضعيف فهو ناصر المظلومين وضابط الأخلاق ومقيم العدل، أصبح الهرج ملح الأيام في غيابه وتفككت البلاد وتنكر العباد. يزداد الكره والحسد والبغضاء وتسيل الدماء، في حين تتفجر الطاقات في الغوغاء، يتنطح الفاسدون ويتمختر المنافقون، يعوم على السطح الغثاء وتختفي الدرر في الأعماق.   لكن سنة الطبيعة أن تتغير وتتبدل، لا بد أن يطوف المرجان وتتفتح الأصداف. لا بد للأسد أن يزأر من جديد ما دام القلب ينبض بالحب، ستبعث الحياة وسينتشي الجسد من جديد فالفكر لا يموت ما دام في السطور والصدور. إنما نحتاج تطبيقاً عصرياً وابداعاً علمياً، تخطيط وتنظيم وإتقان،...

إذا هبت رياحك فاغتنمها

تمر علينا نفحات روحانية ونفسية وجسدية تمثل فرصاً للارتقاء والنقاء، ولأن القلوب تتقلب، التقطها كلما حانت واستمتع بها في لحظتها ولا تنتظر اللحظات القادمة وتخطط لها، فالعفوية طعمها أجمل.  إذا سمعت تلاوة جميلة ورقّ قلبك لا تغير المحطة وابحث عن اسم القارئ، شعرت بالمحتاجين وأنت تشاهد وثائقي تبرع عبر موبايلك مباشرة، طلب أبناءك أن تلعب معهم اترك ما في يدك (خصوصًا الموبايل) والعب معهم، تذكرت أنك لم تزر أهلك من مدة اذهب وصل رحمك أو حتى اتصل عليهم، عزمك أصدقاءك على لعبة كرة أو مشوار رياضي انطلق، سمعت بنشاط عائلي إبداعي اشتر تذكرة وفرح أبناءك، رأيت مهموماً شارد الذهن، تقدم إليه وواسيه لعلك تخفف عنه، فرصة للسفر ومغامرة مثيرة احجز أونلاين ، التقيت بشخص مميز تقدم وسلم عليه وتعرف عليه.   هذه أمثلة بسيطة لمواقف يومية عديدة تحتاج منا الإنصات والتربص باللحظات. فالحياة مثل الخفقات تصعد ثم تنزل، تتحرك ثم تسكن، وكما قال الإمام الشافعي المبدع (إن صح عنه): إذا هبت رياحك فاغتنمها         فعقبى كل خافقة سكون      ولا تغفل عن الإحسان فيها...