التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"من حظنا" و بركات أكناف بيت المقدس

"من حظنا" وبركات أكناف بيت المقدس

اثبتت السنوات الاخيرة ان سرعة التغيير و التطوير التكنولوجي ما زالت تؤثر بمنحنى "اكسبونانشيللي" حاد و في مختلف مناحي الحياة ، و من اهم الطفرات الجديدة هي مواقع التواصل الاجتماعي مجتمعة ، و ليس واحد بعينه. كنت قد تعرضت للموضوع من باب إدارة التكنولوجيا على المستوى الشخصي ، لكني اليوم أعرج عليه لاعلق على الأحداث الاخيرة في غزة و كيف ، باعتقادي، كان دورها مهما في عدة أمور حيث كشف المستور وما تميزت به سابقا التغطية القبيحة لجزء كبير من الاعلام العالمي بل احيانا تزوير الحقائق بمهنية و سيكولوجية عالية جعلت مواطن عادي في أمريكا يسب العرب من اول لحظة سمع بها بأحداث ١١ سيبتمبر ، كما حدثني احدهم حينما كان هناك وقت حدوثها.

اليوم يصنع الخبر من يصنع الحدث ، و يشاهد العالم الحدث بعيون الضحية و ليس ما يرينا الجلاد كما اعتاد ، لن يكتب "المنتصر" التاريخ بعد اليوم ، اصبح ذلك الان تاريخ ، لن يستمر برنامج "أرشيفهم و تاريخنا" الى وقت طويل ، لن ننتظر ٢٠ عاما حتى نكتشف الخيانات و المؤامرات و الاجتماعات و ما يجري تحت الطاولات. الحمد لله انه "من حظنا" و ليس "بشطارتنا" (يعني لم نخترعه) ، لكنها بركات أكناف بيت المقدس و الجهود المحترمة و النشاط المهم للشباب في نقل الصورة الحقيقية و التواصل مع العالم بموضوعية على اختلاف الانتماء و العضوية ، لقد تم استغلاله بشكل جيد و ان شاء الله يتطور ليكون بحرفية اكثر و اكثر.

لقد كنا متوجسين ان ستنتهي الخصوصية و سيكون الناس مراقبين و محاسبين على سكناتهم و حركاتهم و كلماتهم ، لكن الشعوب قمعت الخوف و اهلكت طابعات المتربصين و المحققين و تكدست أوراقهم و تقاريرهم لان الأمة كلها اليوم تكتب و لن تقدر اي مؤسسة أمنية محلية او دولية ان تحجز شعب / شعوب بأكملها. تلك سنة الحياة عندما ينقلب السحر على الساحر!

اليوم نشهد تغييرا كبيرا في أصوات الأحرار من أناس عاديين الى مشاهير عالميين ، تحركوا و عبروا عن مشاعرهم و سخطهم على احتلال مستبد. لم يستطع الاعلام التقليدي mainstream media مجاراة هذا التغيير و اصبح مجبرا على التناغم مع الحقيقة المنقولة من الأشخاص العاديين وليس الصحافيين ، بل ان المساهمات الشخصية أصبحت مادة لهم.

قد تكون هذه دلائل بسيطة على مستقبل المعركة مع الماكينات الإعلامية العملاقة ، لكن بلا شك ان الشبكات و التشبيك بين القريب و البعيد و الغريب و الصديق اثّر في المعادلات و وازن التجاذبات ، و لعله خير.

حسام عرمان
3/8/2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطنطورة

  الطفل: أبي الأب: نعم يا حبيبي! الطفل: أضمر في نفسي ولا أخبر أحدًا أحياناً ما يجول في خاطري في بعض الأمور الكبيرة! الأب: مثل ماذا يا عزيزي؟ الطفل: عذاب النار مثلاً الأب: أوووف، ما شاء الله عليك! فاجأتني! نعم أسال براحتك ولعلنا نفكر سوية في هذه الأمور الكبيرة، ماذا تريد أن تعرف عن عذاب النار؟ الطفل: أعتقد أنه عذاب صعب على الإنسان المسكين الأب: تعجبني صراحتك أحسنت، نعم صحيح إنه عذاب شديد أليم، ولأنك إنسان لطيف يا بني ربما لا تستطيع تخيل وجود أشرار في هذه الدنيا يستحقون مثل هذا العذاب!   الطفل: من هم هؤلاء الأشرار يا أبي! هل السارقين أشرار؟ وهل يستحقون هذا العذاب؟ الأب: بالنسبة للعذاب ومن يستحقه فهذا ليس شأننا يا بني، هذا شيء في الآخرة وربنا جل جلاله سيقرر من يستحق ولأي فترة؟ فهو العليم بكل التفاصيل وما حصل في حياة الناس الطفل: نعم صحيح لكنك لم تجبني ما طبيعة الأشرار الذين تعتقد أنهم يستحقون عذاب النار! الأب: أنت طفل ذكي وأعرف أنك لن تتركني حتى أجيبك مباشرة، لكني لن أفعل! أنت ما زلت إنسان طري ولطيف ولا أريد أن أشوه صورة الحياة أمامك لكن تخيل أن هناك أفراد تسببوا بقتل وتشريد وتعذيب الملاي

أثر الشاشة (تلفاز، موبايل، آيباد) على الأطفال – دراسات

  -           زيادة وقت الشاشة   يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني وزيادة مؤشر كتلة الجسم وتقليل الوجبات العائلية معًا وقلة النوم عند الأطفال -           لا يستفيد الأطفال دون سن الثانية بشكل عام على الإطلاق من أي محتوى يعرض على الشاشة حتى البرامج المفيدة (فوق سنتين فقط يصبح مفيد) -           يمكن للأطفال تعلم كلمة جديدة بشكل أفضل شخصيًا أو عبر مكالمة فيديو تفاعلية، مقارنة بمشاهدة نفس الكلمة التي يتم نطقها بشكل سلبي على الشاشة. -           أدمغة الأطفال الصغار تتطور بسرعة، ويظل التفاعل مع الوالدين أمرًا بالغ الأهمية لتعلمهم. -           الكثير من وقت الشاشة يمكن أن يؤثر سلبياً على فهمه لعالمنا ثلاثي الأبعاد وتقليل الخيال الإبداعي -           استخدام وقت الشاشة للأطفال في سن المدرسة يقلل من مهارات الصور الذهنية   المصدر: صفحة المستقبل - بي بي سي

تأملات سريعة من أولمبياد ريو 2016

تأملات سريعة من أولمبياد ريو 2016 رغم أني عادة لا أتابع ألعاب الاولمبياد بشكل عام (عد ا  كرة القدم طبعا)، لكن هذه السنة تابعت بعض الألعاب و الأخبار المتفرقة من ريو 2016 ، قصص مؤثرة و حكايا متنوعة و مثيرة. فها هي البرزيلية السمراء الجميلة رافيايل سيلفا القادمة من المخيمات المجاورة تحصد الميدالية    الذهبية بعد أن كادت تتحطم نفسيتها قبل انهيار بدنها و ربما وظيفتها أمام سيل الانتقادات في الاولمبياد الماضي عندما فشلت فشلا ذريعا ، و وصفها بهمجية عنصرية بغيضة بعض الجماهير بالقردة مستهزئين بلون بشرتها و أدائها. لم تفتح رافايل كمبيوترها حينها خوفا من أن تنهار عند قراءتها التعليقات لكنها تمالكت نفسها وعادت بعد أربع سنوات وقالت لهم "  The monkey came out of the cage in London and became champion in Rio de Janeiro " أي خرجت القردة من القفص في لندن و أصبحت بطلة في ريو. أما قصة جوزيف سكولنج السعيد القادم من دولة صغيرة عظيمة هي سنفافورة ، يأتي هذا الصغير صاحب الحلم الكبير لينتقل بنا من صورة له مع قدوته في الرياضة السباح العملاق فيلبس قبل ثمانية سنوات عندما كان عمره حينها ثلاثة